حجم التفجيرات الإرهابية وتتابعها وتوقيتها، يطرح كثيراً من الأسئلة وأكثر من علامات الاستفهام، وهي تزيد من فضيحة المجرمين، إنها تعطي إشارات عن فكر الإرهابيين الذين يستهدفون أمننا واستقرارنا، وحتى اختيار المواقع التي فجروها باتت حيلة خائبة لا تنطلي حتى على أولئك القلة الذين يمالؤونهم في بعض أقوالهم.
لكن ماذا ننتظر ممن تركوا وهجروا أمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم وآباءهم، ليتحولوا إلى أداة في يد شيطان الإرهاب، الذين تنكروا لأسرهم الصغيرة ليس غريباً عليهم أن يتنكروا للأسرة الكبيرة، الذين أهملوا الأسرة الصغيرة أعلنوا في الحقيقة حرباً عليها قبل إعلانهم الحرب على أسرة الوطن الكبير، ومن تابع ما قالته أمهات بعضهم للصحف على شكل رسائل لأبنائهن، لاشك يعتصر الألم قلبه ويعرف مدى الفاجعة، فاجعة الأمهات في أبنائهن لا يوصف ألمها، هنا لابد من أن يعلم ويعي المواطن دوره، إنه ليس متفرجاً ولا محايداً، هذه الجرائم تستهدف أمنه واستقراره، تريد المساس بدولته بالكيان الذي يطمئن في ظلاله، ولابد أن يقف أمامها ويواجهها، باليقظة والحذر، وبالتعاون الايجابي مع أجهزة الأمن، والمبادرة للتبليغ عن أمثال هؤلاء، والصبر على الاجراءات الأمنية المتوقعة، والاستعداد لتسهيل عمل رجال الأمن، وإذا كانت الرياض مدينة كبيرة وحدثت التفجيرات الإرهابية في جزء صغير منها فإن البلاد كلها مستهدفة، ومن المهم أن تتوقف كل ألوان خطابات التحريض، ان الذين يمارسون مثل هذا اللون من الخطاب قد لا يعلمون أثره على النفوس، كل ما كانت النفس مريضة تعلقت وأوجدت لتصرفاتها مبررات، انه يحمل في طياته مسوغات يستقبلها كل فرد على هواه.
ويجب أن نتذكر انهم فئة صغيرة في العدد مثلما هي فئة صغيرة العقول، هؤلاء الذين سلموا أنفسهم للشيطان، ليسوا منا ولا يمثلوننا، ولا يمثلون أهاليهم، ويجب أن نقف جميعاً لمنعهم وإيقافهم، وإيقاف من يدعمهم علم ذلك أم لم يعلم. ِ
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط