قلت لبعض الإخوة العاملين في حقوق الإنسان «لاحظ أني لم أحدد هل هم من الجمعية أم من الهيئة!» إنهم أكثر الناس حاجة إلى أطباء أو معالجين نفسانيين، لأن التماس مع، ومباشرة التصدي لهموم وقضايا الناس مسألة شائكة ومعقدة، هي مثل المتوالية الهندسية تتكاثر بسرعة… خليتها تنقسم إلى خليات لا تحصى في لحظات. وكلما كان الإنسان محدود القدرة أمام قضية أو قضايا كان تعرّضه أو إصابته بأثر نفسي معيق… شبه مضمون.
ولست أعلم هل استحدث الإخوة في جمعية حقوق الإنسان وكذا الهيئة أقساماً نفسية لعلاج الأعضاء والموظفين أم لا.
أحوال الكُتّاب – أو بعضهم على الأقل – ليست بعيدة عن العدوى. محدودية قدراتهم وإمكاناتهم معروفة مع سيل من الرسائل يشابه ما يصل إلى حقوق الإنسان، الصحف أيضاً لم توفّر عيادات نفسية للعاملين فيها… ولاحظت أن بعض العاملين في حقوق الإنسان عند بدايتها اندهش من حجم الشكاوى وتنوعها، وهو أمر لا يدهش الكاتب والصحافي لخبرة تورط فيها.
صدور التقرير الثاني لجمعية حقوق الإنسان في السعودية يشير إلى نضج التجربة، وفيه شجاعة أدبية لم نرها في دوائر أخرى. التقرير جاء شاملاً محاولاً التطرق إلى مختلف الهموم العامة التي تمس حقوق الإنسان، والذي يتذكر الصدمة التي أحدثها صدور التقرير الأول للجمعية بما حفل به من شفافية وصراحة لن يستغرب أن يحدث تقريرها الثاني صدمة أخرى.
جهود الرصد في التقرير واضحة، ومحاولة التوازن بذكر ردود الجهات التي تعرّض لها التقرير تحسب للجمعية، كما أن إشارة التقرير إلى أنظمة ومواد يقترح إصلاحها فيه تقديم اقتراحات جاهزة للتطبيق. الكشف الصريح من دون قيود في التقرير يشير إلى أن إمكانية ومساحة العمل – والكتابة أيضاً – المتوافرة رحبة فسيحة لمن يريد العمل، وهو يبيّن أن هناك جهات لم تستثمر هذه المساحة، ومما حفل به التقرير شجاعة في التطرق للانتكاسة الإعلامية التي حدثت خلال السنوات الماضية، وهو أمر لم تتطرق له الصحف كما يجب – وكذا هيئة الصحافيين – على رغم أنها المعنية أساساً، إضافة إلى بعض برامج تلفزيونية تعرضت للإيقاف.
التقرير بما احتواه من إشارة إلى الجمود في الشورى والإصلاح ومكافحة الفساد وغيرها من قضايا تهم الوطن والمواطن، يرفع مؤشرات الأمل ويدفع للتفاؤل ويعزز الانتماء، وهو جهد مشكور يحسب للإخوة في الجمعية فلهم كل التقدير، والمنتظر من الجهات التي تطرّق لها التقرير أن تستفيد من ملاحظاته… من منظور أن كل ما ورد يصبّ في المصلحة العامة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اتذكر انه قبل مايقارب العشرة سنوات مجرد ذكر كلمة حقوق انسان
كان من الممنوعات والتقدم الحاصل وان كان فيه نوعا من التثاقل
ربما لزيادة الاوزان امثال حالاتنا انما المؤشرات تقول خير .
ويبقى فقط بالفعل ان يؤخذ بما كتب في التقريروفق توجيه مشدد ويمنع ان يدخل هذا التقرير اي درج او يعلق في النجفة مالم يستخلص ماورد فيه فليس من الطبيعي ان يذاكر الطالب دون ان يتقدم الى اختبار حقيقي . اثابكم الله استاذي الحبيب .
دائما مايردد زميلي في حقوق الانسان لاحظ اني لم احدد جمعية او هيئة عبارة (ما الخطاء في الأحلام ؟ هي أجمل بكثير من الواقع) فارد عليه: زميلي العزيز بالتأكيد نحن نعيش في الواقع .. و جيلنا يعيش واقع صعب ومعقد لست ضد الأحلام .. لكن هناك فرق كبير بين الأحلام التي نبني بها عالم من الأوهام لنحتمي بها من الواقع المر.. وبين الأحلام التي تحمل معها معاناة البسطاء والمستضعفين أمثالنا .
صحيح انني أحب التأمل.. ولكني لست حالما كجبران خليل جبران لأرى الشقاء والتعاسة التي نعيشها من خلف نافذة أو من برج عاجي ولكنني سئمت الانتظار فأنا انتظر ماذا سيحصل؟ وأراقب وأحاول أن افهم ماذا يجري وكيف سيحصل التغيير .. دائما أرى الأحداث والناس تمر من حولي وانا تائه في الوسط أراقب وأحاول أن افهم وبلا جدوى .. مالذي تغير.. وضع مزري وأحلام مستحيله.. دائما ولازلت أتسائل كيف أجد تفسير لما يحصل والى أي مدى سأتغير وكيف سيتم التغير هل يمكن ان أساهم فيه ام سيكون رغما عني فببساطة شديدة الأشياء التي حصلت في حياتي او حصلت أمامي وعايشتها لست انا من عملها او ساهم في صنعها .. أتسائل أحيانا عن عجزي حتى عن التفكير او المحاولة لإيجاد طريقة لاستيعاب تسارع الأحداث من حولي هذه الايام على الاقل في المحيط الذي أعيش فيه فأفكاري معظمها كان تعليق على الماضي فتحليل ورؤية واستيعاب ماحصل في الماضي من احداث وتغيير امر سهل للغاية لان الماضي ثابت وليس متغير .. في هذا الزمان ليس غريبا ان اعترف ان الذي لاافهمه أكثر من الذي افهمه ويمكن ان يكون هذا الإحساس قدر غالبية جيلي .. فانا الى الآن لست قادرا على التواصل مع الناس داخل مجتمعي ولست قادرا ان أتواصل معهم خارج مجتمعي .. حتى التواصل مع ابسط هواياتي أصبح شبه مستحيل فالقراءة والفكر والأدب لست قادرا على تحديد موقف واضح وصريح منها لانني باختصار أخشى ان تكون هي ايضا جزء من عالمنا المتغير.. لست اجزم أني سأكون قادرا على مواكبة هذا التغيير صحيح ان التغيير سنة الحياة ولكن من حقي ان أسئل من يساهمون في صنع التغيير ماهي صفة التغيير الصحيح ومامدى امكانية استيعابه والقدرة على التعايش معه ؟ أريد اجابة
(ولست أعلم هل استحدث الإخوة في جمعية حقوق الإنسان وكذا الهيئة أقساماً نفسية لعلاج الأعضاء والموظفين) .. هل تؤيدني ياستاذي العزيز ان اطالب بحق من حقوقي الا وهو فتح قسم نفسي لعلاجي وزملائي من الإخوة العاملين في حقوق الإنسان «لاحظ أني لم أحدد هل هم من الجمعية أم من الهيئة!» تعبت من المطالب والمشاكل والاحلام
عندما تفتخر امة بعارها .. فتلك امه ميته لا وجود لها
جميع الكتاب السعوديين والمثقفين يمتدحون ذلك التقرير – مع انه يعتبر عار القرن بالنسبة للشعب السعودي
اي تجربة نضجت ؟!1
هو فيه تجربة من الاصل
مختلف الهموم !!
وربي لم يتطرق لهم حقيقي واحد
وتكفى الا عبارة ” مختلف الهموم العامة التي تمس حقوق الإنسان ”
فنحن امه لم نعرف الانسان بعد .. فكيف نتحدث عن حقوق مجهول – لم نعرفه بعد
لا اطيل عليك يا عزيزي
اطلع على احد الروابط على وتابع مواضيع عارنا وسواد وجيهنا بين الامم .
http://www.muhawer.net/forum/showthread.php?t=21326
http://www.montdiatna.com:8686/forum/showthread.php?t=79869
http://www.menber-alhewar1.info/forum.php?action=view&id=7321
حقوق الإنسان كذبة و صدقناها