اللوم على المجني عليه

لامت الشرطة السعودية مواطناً في جدة، لأنه لحق بلصوص سرقوا مالاً من سيارته واشتبك معهم، ممسكاً بواحد منهم إلى حين وصول الدوريات الأمنية. جاء اللوم لأن في ذلك تعريضاً لحياة المجني عليه للخطر، وهو أمر صحيح ونصيحة في محلها… الحياة مقدمة على المال.
لكن لم تأتِ محاولات الضحايا للدفاع عن حقوقهم وأنفسهم إلا لأسباب، منها مستوى الاهتمام بالبلاغات والقضايا المقيدة ضد مجهول، وأيضاً عدم استرجاع المسروقات، لتصرف اللصوص بها، وفرحتهم وابتهاجهم بالسجن.
معلوم ان الدوريات الامنية «999» هي من يتلقى البلاغ من الضحايا، ولا يعرف حتى هل يمسك الضحية بالمعتدي ثم يبلغ عنه؟ أم يقوم بالتبليغ ثم يحاول الامساك به؟
بعد ظهر يوم الجمعة قبل الماضي، استغل عامل توصيل طلبات، مصادفة، وجود طفلة في السابعة من عمرها وحدها في مصعد بناية في حي العليا، فحاول التحرش والاعتداء عليها، لم يسمع صراخ الطفلة إلا عندما انفتح باب المصعد، إذ تمكّنت من الهرب. وصل الخبر للأب وكان بين أمرين، إما ان ينتقم بنفسه، أو يتصل للإبلاغ، استعاذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأنصت لنصيحة الأم واتصل. عند وصول رجل الدورية سأل عن المتهم، فطلب منه الأب الانتظار دقائق لإحضاره، لكن رجل الأمن رد بعدم إمكان الانتظار لانشغاله بقوله: «هناك مربع أهم منك»، محاولات الاقناع لم تنفع، وذهبت الدورية الى المربع الأكثر أهمية من طفلة تعرضت لمحاولة اعتداء، وأب بقلب يحترق.
اتصل المواطن مرة اخرى بالدوريات، فجاء الرد بإرسال دورية أخرى، وقبل وصولها ظهر العامل، فاشتبك معه الاب محاولاً الامساك به. وصلت الدوريات الثانية، وتبعتها لاحقاً الأولى، لتجد ان العامل مصاب بكدمات اثناء المقاومة، فجرى أخذه الى المستشفى من دورية المربع الأكثر أهمية! ولم يسأل احد عن الطفلة، التي تعرضت لمحاولة الاعتداء.
بودي سؤال الإخوة المتحدثين باسم الأمن… ماذا يفعل الناس امام اوضاع مثل هذه؟ وكيف يمكن من يطلب النجدة قبول برود التعامل وتراجع الاهتمام بقضايا مثل تلك؟ فهل لدى الدوريات اولويات في الاهمية لا نعرفها؟ ألم نكن قبل ايام في مؤتمرات وندوات لحماية الأطفال؟ ثم ما مستقبل الثقة بالبلاغات وهي أساس العمل الأمني؟
تخيل معي لو تصادف في لحظة غضب وقهر مثل تلك اللحظة وجود آلة حادة في يد الأب او حتى العامل المتهم. وقتها لو جرى ما هو متوقع، من سيكون المتسبب هنا؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على اللوم على المجني عليه

  1. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله.أبوأحمد
    هو الموضوع أمنيآ ينقصه كثير من الأهتمام الأمني أكثر جدية أما بالنسبة للطفلة معروف
    عادتآ ما ينزعج الطفل أوالطفلة في مثل هذه الظروف عندما يشاهد أحدآ ما غريب لا يعرفه
    خصوصآ داخل المصاعد أوالصعود والنزول علي درجات السلم داخل البنايات المرتفعة والطفل بمفرده ممكن أن يكون هذا ماحدث مع هذه الطفلة وأحتمال أن يكون العامل لم يجيد
    حسن التصرف في مثل هذه الظروف لأسكات الطفلة وذهاب الخوف عنها وإذا كانت الطفلة
    علي درجة عالية من الذكاء وتتمتع بمفهوم عال مع هذه الحالات وهذا قليل جدآ عند بعض
    الأطفال ستكون صادقة .وهنا يستحق العامل الردع والجزاء وعلي أولياء الأمور لا يتركون
    أولادهم في المصاعد بمفردهم حتي لا يتعرضون للخطر ليس من قبل العمالة الوفدة فقط بل
    من خطر المصعد نفسه حيث الأخطار التي تحيط بأبنائنا كثيرة لا حصر لها..
    هذا والعلم عند المولى وحده عزوجل…
    الله يعطيك ألف عافية .أستاذي الحبيب..إلى الأمام:

  2. عزيزي الاستاذ عبدالعزيز قريت المقال
    بالفعل كان بالصميم ماأدري وش اقول بصراحة
    غير ماعرفنا وش يسوي الواحد في مثل هالمواقف
    لافيه تثقيف امني من قبل وزارة الداخليه ولا شيء
    شآكر لك

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    للتذكيراستاذي الحبيب الحادثة التي وقعت في احد الطرق البرية قبل فترة تم حمل السيارة المصدومة وترك السائق الذي تناثرت جثته
    لمدة عشرة ساعات دون ان يعرف مصيره – الموضوع استاذي موضوع ثقافة لااكثر ولااقل رغم طاش ماطاش .

  4. حنان ابراهيم كتب:

    يعطيك العافية كاتبنا الموقر …. دائما ما تتناول قضايا إنسانية
    سدد الله قلمك لما فيه الصواب والخير للأمة….

  5. ابو هشام كتب:

    مساء الخير
    ارجوا ان لا افهم غلط ، في امريكا هناك رقم موحد لطوارىء(911) والذي يتلقى المكالمة ليس عسكريا بل مدني مؤهل للتعامل مع هذة الحالات وهو من يقوم بتوزيع البلاغ وتوجيهه سواء للشرطة او الدفاع المدني او الاسعاف او الجهه التى يرى انها الاقدر على التعامل مع الحدث.

التعليقات مغلقة.