السيد وزير الخارجية الأمريكي
تحية طيبة،
شاهدناك معالي الوزير وأنت تتفحص وعن قرب آثار التفجيرات الإرهابية في الرياض، لابد أنك تذكرت أحداث سبتمبر المروعة، في كلا الحالتين يا معالي الوزير قتل مسلمون وغير مسلمين أبرياء آمنون، وفي كلا الحالتين روع كل إنسان وأصبح العالم أقل أمناً، وصار كل ضجيج مدعاة للتفكير بعمل إرهابي جديد، لقد طالعت مثل غيري من المواطنين السعوديين صورتك وأنت تتجول مذهولا، ولابد أنك أعملت التفكير في أنه منذ أحداث سبتمبر تم، وبجهود دولية ضخمة قادتها أمريكا، مطاردة المشتبه بهم وإيقاف ما يعتقد أنه دعم مالي لهم، وكانت الحكومة السعودية والحكومات العربية الأخرى من أبرز الداعمين لهذه الجهود والمتفاعلين معها.
لكن يا معالي الوزير اليد الواحدة لا تصفق!؟.
وأنتم أو بالأحرى سياسة بلادكم لا تنظر للإرهاب سوى بعين واحدة، إنكم لا تساعدوننا لإيقاف الإرهاب، إنكم تتركوننا وحدنا وتستمرون في المطالبة.
أنتم للأسف لا تنظرون لأكبر مصدر يغذي هذا الإرهاب، و يوجد مسوغات لأن ينمو ويتكاثر، العين الواحدة التي تنظرون فيها للأمور تحبط كل الجهود لإعادة الأمن والطمأنينة لعالمنا الصغير، والرؤية الضبابية للمنطقة التي تنعم بها العين الأمريكية لا تساعد أبداً سوى في استمرار هذه الظاهرة القبيحة.
حتى وصلت قناعة بعض منا بالتشكيك في نواياكم.
لابد أنك يا معالي الوزير حزين لاستهداف أمريكيين وغيرهم في الرياض، المدينة الآمنة التي ينام أهلها وأبواب منازلهم مفتوحة.
لكنك تعلم، يا معالي الوزير، أن الإرهاب عملة لها وجهان والإرهاب الذي قتل أبرياء في الرياض الأسبوع الماضي هو نفسه، و إن اختلفت لغته وأٍسلوبه الذي قتل المواطنة الأمريكية الشابة “ريتشل كوري” في منتصف مارس الماضي دهسا بعجلات مجنزرة، وهو نفسه الذي أصاب داعية السلام الأمريكي “براين أفري” إصابات بليغة في الخامس من أبريل الماضي، وهو أيضا قتل داعية السلام البريطاني “توماس هورندال” في الحادي عشر من أبريل الماضي، لماذا تصمتون على هذا الإرهاب يا معالي الوزير وقد طال مواطنيكم ومواطني حلفائكم، هذا الإرهاب يقتل المدنيين بالصواريخ وطائرات الأباتشي منذ زمن بعيد، هذا الإرهاب يا معالي الوزير يستغل غفلتكم، ويريد إشعال المنطقة بقرار صلاة اليهود في مقدسات المسلمين، ألم تسأل نفسك يا معالي الوزير وأنت تحمل خارطة الطريق عن كل هذه العمليات الإرهابية “الحكومية” التي تحصل في فلسطين المحتلة ، لماذا تحرصون على اعتبارها “استعمالاً مفرطاً للقوة”!!، ولديهم سلاح دمار شامل تغضون الطرف عنه وأنتم تشنون الحروب وتجيشون الجيوش بدعوى نزع أسلحة الدمار الشامل.
معالي الوزير لماذا تصرون على النظر لمثل هذا الأمر الجلي بعين واحدة، لماذا تساعدون أكبر مصدر لتغذيته، لماذا لا تفعلون شيئا أمام هذا الذي يكاد يرمي خارطة الطريق في وجوهكم.
معالي الوزير لا بد أن تسموا الأشياء بأسمائها، هذا إذا أردتم فعلا لا زوراً محاربة الإرهاب، المسلمون يعملون ما بوسعهم ولكنكم أنت يا معالي الوزير تتقاعسون، عندما تشجعون بالصمت أكبر خلية إرهاب في المنطقة، وأضخم مستودع تموين للإرهاب فيها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط