هل نعيش مرحلة تكيّف مع الإخفاق والفشل والفساد؟ موجب السؤال دوران في حـــلقة مُفرغة في كثير من القضايا، يبرز بعضها على الســـطح إعلامياً، ثم يختفي ليعود مرة اخرى، ولكن لا حل ناجحاً يســـتفيد من اخطاء الأمس، الادارة مسؤولة. ومن ثغراتها لدينا ان الظاهرة السلبية والشكوى منها تحالان – في الغالب – على البيئة المتسببة فيها، من النادر ان تأتي جهة محايدة لا لتقول رأياً قد يُحفظ في الأدراج، بل لتصدر حكماً قابلاً للتنفيذ على وضع ثبت اخفاقه.
هذا يجبر على طرح تساؤل اكثر حرجاً: هل يمكن ان تتحوّل المشكلات والقضايا العامة «العالقة أو المعلقة» إلى مصدر للاستفادة والتنفع؟ لا شك في أن لكل وضع حراساً ومستفيدين، مهما كان بالغ السوء، ولا بد أنهم سيجتهدون في وضع الأسوار الشائكة حول حقولهم.
من الأمثلة على قضايا تدور في حلقة مُفرغة، على رغم رصد الأموال وكثرة التصريحات المبشّرة، قضية حمى الضنك. فإذا كان ما خُصِص لها تجاوز البليون بمئات الملايين، وتتصدى لها أكثر من جهة من دون نجاح، ألا يستدعي هذا إعادة النظر في مجمل مشروع التصدي؟
يظهر لي ان مشروع مكافحة حمى الضنك، سيتحوّل إلى بحيرة مماثلة لبحيرة «الصرف» الشهيرة في جدة، الناس تتساءل عن الأموال الضخمة المرصودة، وإلى أين ذهبت؟ لن اندهش إذا قيل انها «راحت» في مراصد البعوض المسروقة!
حسناً… لماذا مراصد للبعوض؟ هل يراد معرفة ارقام لوحاته أم خريطته الوراثية؟ كيف يقترح إقامة مراصد – متناثرة – للبعوض (كلفة الواحد أكثر من ثلاثة آلاف ريال) في زمن تسرق فيه اغطية تفتيش مجاري السيول واعمدة الإنارة؟ لن استغرب إذا ما ظهر ان مجمل الموازنة المخصصة لمكافحة بعوض الضنك، ذهب لشراء ونصب مراصد البعوض التي سرقت! فمن يستطيع تحديد ما سرق؟ ومَن سرقه؟ ربما يأتي من يقول ان المراصد خانت الأمانة، محذرة البعوض، بدلاً من رصده!
اعلم أن لديوان المراقبة العامة اختصاصاً بالرقابة اللاحقة، وهو يحاول الملاحقة، ولم يصل إلا للعام المالي 1426/1427هـ.
إنما الحي أولى من الميت، هناك حمى تتفشى ومرضى، والأعداد في ازدياد، وهناك أموال مرصودة، وجهات تقول انها تتصدى، مع إخفاق تظهر دلائله على أسرّة المستشفيات. لافت استمرار هجوم حشرة صغيرة تبدو حقيرة، كأنها تحاول، بمثابرة لا تعرف اليأس إثبات، وضع لمن يريد الاصلاح.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب اليوم فقط توفي الى رحمة الله تعالى في مستشفى الملك فيصل بالششة شاب في العشرينات وشقيقته في الثامنة عشرة من عمرها في مكة المكرمة من جراء لسعة بعوضة خبيثة وجدت من يتيح لها كافة الاجواء المريحة .. والله استاذي الحبيب مجتمعنا بكامله مجتمع طيب .. طيب .. طيب اسمع استاذي تفسير احدهم ماذا يقول : البلدية وجميع الجهات ماقصرت هما بخوا ورشوا المبيدات في جدة بس البعوض هج وجاء على مكة ولما سألته هل يتكلم من جد قال لي نعم يأخي مكة ليس فيها مستنقعات ولا بحيرات مافيها الا جبال وجبال جرداء بس هذه هي المشكلة !!!!!
اما بالنسبة الى اننا نعيش مرحلة تكيف مع الفشل والاخفاق والفساد اسمح لي استاذي لقد تخطينا مرحلة التكيف والتعايش من زمن بعيد الان ربي يحفظك صرنا حبايب ولانستغني عن بعض بل وصلنا الى مرحلة الادمان والكيف ل.. لاحظ استاذي ان هناك جهات تتجاوب مع جميع ماتطرحه الصحف ووسائل الاعلام وهناك جهات تتطنش وعنوة جميع مايكتب لا بالنفي او بالايجاب ورغم التوجيهات .. اليوم فقط وفي صحيفة الحياة الحبيبة لنتمعن في تصريح الامير نايف عن الاعلام ودوره والرسالة التى تضمنها التصريح وهي رسالة قوية هذه المرة ولكن السؤال كيفية تفعيلها
على الوجه الصحيح.. شكرا استاذي الحبيب.
ما اكثر لهاثنا خلف تقنيات مضت واندثرت
انه تصريف لمبتكرات بايره في دولها او انها بمواصفات محلات ابو ريالين
حمى الضنك يكافح بأساليب علمية ما هو بأسلوب تديني كام واجيب لك كم جهاز يمشوا الحاال !
الحلول الجذرية هي المطلب
وما دام فيه مستنقعات وبحيرات مسكية وغير مسكية
فالبعوض سيزداد ويتحور ويجلب امراضا من انواع يتعسر علاجها
والحي يذكر الحي
ويا زامر الحي لم ولن تطرب
موضوع يمس كل مواطن بقدر مايمس أصحاب الأطفال ورعاياهم.
من وجهة نظري بأن محافظة جدة بدأت في التدهور الملحوظ مقارنة بالتطور الملحوظ في المناطق الأخرى, لنكن صريحين وأمينين مع أنفستا قبل كل شيء , ستجد المشاريع المرصودة والتي بدأ العمل بها خصوصاً في جدة هي من ضرب الخيال وأي خيال تجده عندما تمر بسيارتك في دوار الملك عبدالعزيز ( أكبر دوارفي العالم ) لتجد أن الدوار أكبر من إستاد الأمير محمد بن فيصل بجده وأصحاب الشأن يبدأون في عرض مناقصاتهم للنيل بأكبر حصة من التشيز كيك.
لماذا لانستفيد من هذه المناطق الحرة ( الدوار ) لنجعله الملعب الجديد وبطريقة إحترافية ومهنية. عندي لكم طريقة بناء وحفر مشروع الملعب الجديد داخل الدوار في ثلاثة أيام. لكن كلما تكلمت بطريقة بناء المشروع قالوا أنت محشش كيف تسويه؟؟؟؟