صرفت واشنطن خمسين مليون دولار لتحسين صورتها في المنطقه العربية والإسلامية، الحقيقة أنه مبلغ ضئيل، المنطقة كبيرة والعقول والأفئدة فيها مملوءة بصور قبيحة منذ زمن طويل، قارن هذا المبلغ بالأموال التي صرفت على “مشاريع” واشنطن الأخرى في المنطقة، دعم إسرائيل غير المحدود والحروب لأجل أمنها وسلامتها، هذا المبلغ البسيط نسبة إلى ميزانية واشنطن يشير إلى درجة أهمية تحسين الصورة الأمريكية في المنطقة، إنه يقول إن التحسين هذا هو في آخر أولوياتنا، واحد من سكان هذه المنطقة ،مثلي، لم ير أي محاولة لتحسين الصورة، لابد أن واشنطن ستجري تحقيقاً لمعرفة أين ذهبت هذه الأموال؟، وماذا عمل من التزم بتحسين الصورة، لو أتى يوم ونبشت أوراق الاستخبارات الأمريكية مثلما نبشت أوراق استخبارات صدام ربما نرى العجب، سيصبح لدينا كنز من المعلومات لا يساوي شيئاً أمامه الكنز الذي يدعي أحمد جلبي امتلاكه.
ماعلينا..فــ “كل شاة معلقة بكراعها”، ما يهمني هنا هو محاولة مساعدة أمريكا على تحسين صورتها، وهي في الواقع لا تحتاج إلى مساحيق تجميل ولا إلى عمليات جراحية متعددة، ولا إلى رصد مبالغ أكبر للدعاية و الإعلان والتسخير، هم ليسوا بحاجة إلى هذا كله، هناك حاجة ماسة للأفعال ، فقد شبعت المنطقة من الأقوال، حتى إن الأخيرة صارت بالتنقيط، كما أن المنطقة تحتاج من أمريكا لأن تراها بعينين اثنتين، وليس بعين إسرائيلية واحدة. يجب أن تعلن الولايات المتحدة عن نزع أسلحة الدمار الشامل من كل دول المنطقة وأولها الدولة اليهودية، التركيز على العراق ثم إيران وعدم ذكر إسرائيل فضيحة أمريكية لا يمكن سترها إطلاقا، وهذا ما يزعج المتحمسين لسياستها ،و كذا المتعهدين بتحسين الصورة، والوضع في العراق الذي تتناساه الحكومات العربية ولا تقدم أي مبادرة لحله يساهم في تشويه صورة أمريكا ،إذا تبقى جانب منها لم تشوهه أفعالها، وهي في ورطة عراقية حاليا، والواجب أن نساعدها ليس حباً في “زراق” عيونها،بل واجباً تجاه الأخوة هناك، ولمصلحتنا، وبدلا من ترك الساحة لتل أبيب لتعربد كما تشاء تحت غطاء أمريكي، لكن العرب الآن في وضع إعاقة كاملة، لقد انشغلت، أو أشغلت كل دولة في وضعها الداخلي.
على الأرض لا يشير الأمر بتاتاً إلى أن لدى واشنطن رغبة في تحسين صورتها في المنطقة ،اللهم إلا داخل إسرائيل ، وقد يكون ذلك المبلغ صرف لهذا الغرض ، والدليل على ذلك أن الرئيس الأمريكي يعلن عن دولة إسرائيل “اليهودية”!! رئيس أكبر دولة ديموقراطية وحرية وعلمانية! ، يعلن عن دولة تقوم على العرق أو الدين..!!، أو كليهما، يا ترى في أي مكان يريد مثل هذا الرئيس تحسين صورة بلده!؟، وحتى لا تضحكوا علينا بمثل هذه الأخبار.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط