توطين التقنية من التحلية… إلى سكة الحديد

قال رئيس مجلس سكة الحديد الأستاذ منصور الميمان: «إنهم يعملون على توطين تقنية سكة الحديد في السعودية».
الكل يتمنى ذلك، إذ مكثنا فترة طويلة في حالة انبساط – وما زلنا – لأننا نستطيع استيراد التقنية، وفرحنا بنقلها على سفن عائمة، وهو في وقته كان إنجازاً فريداً توقف عند ذلك الحد، ثم تحدث بعض منا قبل سنوات قليلة عن «نقل» التقنية، ليتطور الأمر إلى مفهوم «التوطين» نظرياً مع واقع قائم يستورد كل شيء «تسليم المفتاح».
لم ننجح إلا بتوطين الاستهلاك الشره، والاعتماد على خبرات أجنبية تطير بخبراتها عند انتهاء العقد، رئيس «سار» ذكر انهم رتبوا زيارات ميدانية لطلبة وأعضاء تدريس كلية الهندسة في جامعة الملك سعود، وهي بداية طيبة… والجامعات يجب أن تلتفت للحاجات المستقبلية لا المواقع الالكترونية. ولم أقرأ شيئاً عن «طلبة» مؤسسة التعليم الفني، فهل هناك رأي في خريجيها ومدى قدرتهم على متطلبات وحاجات شركة «سار»؟
الاهتمام بتوطين التقنية يعود بنا إلى التاريخ، سنجد أن السعودية فكرت وشرعت بتحلية المياه منذ ثمانين عاماً، «في الكنداسة» الشهيرة في جدة. وقبل أكثر من 36 عاماً أنشئت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والمفترض مع طول مدة وجهاز مؤسس متخصص مع حاجات متزايدة أن نكون الآن في هذا القرن… من المصدرين لتقنية المياه المالحة ومحطاتها، بعد اكتفاء ذاتي، إلا أن هذا لم يحدث. فمع وجود معهد أبحاث تابع للمؤسسة، ما زلنا أسرى لارتفاع كلفة واستيراد مع حيوية الحاجة الملحة… المالحة، ولو اشتغل على هذا بجهد الاشتغال نفسه على الخصخصة لربما حققنا شيئاً يذكر، والأمر عينه ينطبق على الطاقة الشمسية واهتمام مبكر بها توقف عند حدود تشييد قرية شمسية لم يلمس منها ناتج واحد على رغم عشرات السنين.
والقصد ان نستفيد من تجارب أخفقت في توطين التقنية، تخيل لو ان لدينا استخدامات معقولة للطاقة الشمسية كيف سنخفض من الكلفة العالية لمشاريع الكهرباء وانقطاعاتها كل صيف وتعثر مشاريع وإسكان لعدم توافرها؟ وكيف كان توطين تقنية تحلية المياه سيحقق أمناً مائياً مريحاً في بلاد هي من الدول الاكثر فقراً في المياه المتجددة الصالحة للشرب بحسب تصنيف دولي.
ومع ثلاثة مشاريع للسكة الحديد سينتهي أقربها العام المقبل، لعل المواصفات تكون موحدة لئلا نكرر تجربة الكهرباء عندما كانت شركات مناطق، ولعل العقود تلزم المستثمرين بتوطين حقيقي للتقنية مع مراقبة لصيقة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على توطين التقنية من التحلية… إلى سكة الحديد

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في هذه اللحظة انا قادم من الخارج الان وعلى ذكر الطاقة الشمسية
    الموجودة في الخارج الان وفي هذه اللحظات تشغل سبعين محطة كهرباء وثلاثين قطار سريع واربعين محطة تحلية واخشى من اليابانيين يطالبونا بحرارة هذه الشمس تصدير تصدير تصدير والله المهم هناك مانصدره بدلا من استيراد استيراد استيراد .
    اذا اشتغل القطار والله استاذي خايف من الاطفال يروحوا يتصوروا معاه شكرا استاذنا الحبيب .

التعليقات مغلقة.