جائحة «الخنازير» … ما هي الحقيقة؟

الدول التي تصدّر الأوبئة يفترض أن تتحمّل مسؤولية صادراتها، جزءاً من الكلفة على الأقل لفيروس من رعاياها أغرق العالم. بعض المنتقدين – هدانا الله وإياهم – يلقون باللوم على وزارة الصحة السعودية، كونها تعلن عن اكتشاف حالات بعد خروجها من المنافذ، ثم تبدأ في إعلان النداءات. لهذا تفسير عندي ومعه لا بد من إشادة بـ «الصحة»، كونها تعلن عن اكتشاف حالات… هذا تقدم في عمل «الصحة».
للنداءات تاريخ عريق في مجتمعنا أول ما عرفناها من سائقي سيارة الأجرة، «واحد للبطحاء»، وبعدها خطوط «البلدة» الأرضية، كما أن للنداءات المرتفعة أصولاً متجذرة في ثقافتنا الشعبية، في القصائد والأغاني، «يا سعد»… «يا بوفهد»، «يا علي صحت بالصوت الرفيع»، كل تلك الأصوات تقريباً ترفع للتنفيس و«الفضفضة»، أصوات الشكوى ربما ترتفع أيضاً طلباً للنصيحة، وفيها كما ترون «صياح»، فلم تكن المكبرات متوافرة، لاحقاً لم يغيّر توافرها من درجة الرفع.
الناس يتساءلون لماذا لا تحجز وزارة الصحة الحالات المقبلة قبل أن تتسرب إلى الداخل ويصعب البحث عنها؟ فهل هي على يقين بأن الخطورة المعلن عنها مبالغ فيها، لكنها تساير الركب العالمي؟
في المقابل آخرون يخففون من الجائحة، على اعتبار انها مضخمة عالمياً لأغراض تجارية، وعن هذا كُتب الكثير، وحينما بدأت الأخبار عن ظهور «أنفلونزا الخنازير» التي غيّر اسمها لاحقاً، لئلا تؤثر في مصالح أخرى، ظهرت إحصاءات تشير إلى ان المتوفين من الانفلونزا العادية أكثر من حيث العدد. هذه التساؤلات مشروعة ومهمة، لكن منظمة الصحة العالمية لم تجب عليها، بل رفعت درجة الخطر من هذه الانفلونزا إلى الدرجة القصوى، مع رفض من دول غربية.
هناك ارتباك وغموض في جائحة الخنازير، تُسأل عن حلقاتها المفقودة منظمة الصحة العالمية، فهي سارعت بعد أيام من إعلان الخطر بتغيير الاسم، مراعاة لتجار لحوم الخنازير، بل ووضعت على موقعها سؤالاً وإجابة له تشير إلى انه «لم يتبيّن أنّ أنفلونزا الخنازير قادرة على الانتقال إلى البشر بعد تناولهم لحوم خنازير، أو مشتقات أخرى من تلك الحيوانات، تمت مناولتها وإعدادها بطرق سليمة». وفي مكان آخر، قالت المنظمة العالمية: «يذكر أنّ معظم حالات أنفلونزا الخنازير التي أُبلغ عنها سابقاً، شُفيت تماماً من المرض من دون أيّة رعاية طبية، ومن دون أدوية مضادة للفيروسات».
وزارات الصحة في بلاد العالم الثالث تابعة… منقادة، والملامة تقع على منظمة عالمية يفترض فيها العالم الصدقية، لا الغموض وعدم الوضوح.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على جائحة «الخنازير» … ما هي الحقيقة؟

  1. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    أستاذي الفاضل/حفظك الله.
    يفترض أن الحجر الصحي بالمنافذ هو القادر علي التعامل مع مثل هذه الحالات وأحتجازها للعلاج بدقة وأمانة ثم يتم الأفراج عنها بعد الشفاء التام بأذن الله تعالى..حتي لا ينتشر وباء
    المرض وبعده نفقد السيطرة عليه..والنتائج تصبح لاتحمد عقباها..؟ نحن في غنا عنها..
    نسأل الله العافية…
    الله يعطيك العافية.أستاذي الغالي.سلمت يمناك :

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    اسمح لي استاذي اننا جميعا نشعر ان (البركة) لها دور كبير حتى الان في تسيير امثال هذه الامور والبركة هذه ترح حلت علينا واحمد لله بسبب افعال بعض الناس الطيبين والصدقات والتواصل الاسري والا ترى امور كثيرة غير الخنازير والطيور والزلازل والبراكين كانت عصفت بنا من زمان .. صدق او لاتصدق استاذي احدهم يحكي عن رحلته من لندن الى جدة الاسبوع الماضي ستة ساعات وهم على متن الطايرة بدون مياه في دورات المياه لولا البركة !!! كانت وكانت وكانت والله اني خايف بعد الطيور ووصلت لخنازير يتطور البعض الى ديناصورات شكرا استاذي

  3. المواطن الصالح كتب:

    تحلق بعيدا وتلتقط الشوارد وتثير اللامالوف

    اسطر اعجابا متعاظم لقلمك دمت بود

  4. ويالها من حلقة من حلقات التلاعب بعقول البشر البسطاء ..

    عن طريق ذوي السلطة والتنظير والنشر في الدول المتقدمة

التعليقات مغلقة.