«يا ولد لا تسافر»

كنا ننتظر من وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة، الشهير بجراحات فصل التوائم، أن يلتفت إلى أجهزة الوزارة المتعددة والمتشابكة، ليتولى بمشرط الجراح جراحات الفصل اللازمة، سواء تلك التي التصقت بها بطون أو أيدي وصلاحيات بعضها ببعض، أو أخرى عيّن فيها شخص غير مناسب في ما ناسبه من مكان! أملاً بأن يؤدي هذا إلى توأمة الأسرة بالحاجات والمواعيد التي تشكو من غربة.
كان من الممكن الاستمرار بالانتظار لولا تزايد إصابات إنفلونزا الخنازير وجملة من ردود الفعل «الصحية» عليها، وبالأمس القريب صرح الوكيل المساعد للطب الوقائي انهم «س!» يرفعون خطة من لجنة انبثقت منها لجنة خاصة بالإجراءات الاحترازية لموسم الحج والعمرة، مشيراً إلى أن الإجراءات «إبداعية» وليست روتينية، وأكد على مستمعيه بالتركيز على «إبداعية»! والحقيقة أن «صرح» لا تمثل الصورة بقدر «وجه»، إذ كانت التصريحات أشبه «بالتوجيهات» للمجتمعين وهم صحافة ورأي عام، ويظهر أن هناك لبساً عند المسؤول في التفريق بين حديث لموظفين، وتصريح لوسائل الإعلام.
كنت سأنتظر الإجراءات «الإبداعية» تلك مع يقين انها ستلحق بوعد القضاء على مشكلة الأسرة خلال ستة أشهر، وهو التصريح الشهير الذي أطلقه – سابقاً – مسؤول آخر في الصحة، لكن سعادة الوكيل عاد في آخر تصريحاته للواقع ونسي «الإبداعية» ليتحدث عن أننا جزء من منظومة عالمية وليس لنا إلا محاولة رصد الحالات. أحد الأصدقاء شبّه أسلوب وزارة الصحة في ترك الحالات تسرح ثم توجيه النداءات لها بوقاية «خليك في البيت»، مع خلفية لها لحن أغنية «يا ولد لا تسافر»، ولا يستغرب هذا لأن الأصل في الصحة إعطاء مواعيد طويلة الأجل.
وقبل أكثر من عشرين يوماً أتحفتنا بعض الصحف المحلية بعناوين منها «اعتماد الخطة السعودية استراتيجية خليجية موحدة لمجابهة الإنفلونزا الجديدة»، حسناً، إذا كان قد تم اعتماد الخطة السعودية استراتيجية خليجية، فلماذا لم نقرأ حالات في دول الخليج عوملت بأسلوب الصحة السعودية نفسه، «دعه يمر»، «نستطيع الوصول إليه عندما نرغب»، «تكلفة الاتصال على حسابنا»، بل لماذا لم نرَ أعداداً مماثلة لما أعلن في السعودية مع أن مطارات مثل دبي تستقبل الملايين، فهل طبقوا الخطة «الاستراتيجية» في شكل أفضل ممن وضعها، أم أنهم لم يطبقوها أصلاً؟
أعود إلى تصريح الوكيل المساعد في الصحة السعودية، فهو قال: «إن لقاح الفيروس قاب قوسين أو أدنى أن يخرج من المصانع».
المستمع قد يعتقد للوهلة الأولى أنه المشرف الأعلى على هذه المصانع، لا أنها خارجية، أما نهاية العام المعلن في وكالات الأنباء – ونحن في منتصفه – فتحول إلى «قاب قوسين أو أدنى!».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «يا ولد لا تسافر»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    البركة ولاشئ غير البركة البركة هي التي شفت الاحد عشر حالة الى حد الان وشوفنا تحقيق تلفزيوني فيه كاميرا وفيه واحد مقنع واقف يمشي طابور المسافرين الواقفين وشوفنا واحد متزاعل مع الجماعة وجابوه وعملوا معاه لقاء واللي شاف اللقاء يحسب انه الخنازير نفسها ماهو انفلوانزتها عند باب العمارة .. الدكتور الربيعة فصل كل هذه التوائم نحتاج منه الله يعمر داره يفصل كل من لايخاف الله في هذه البلد من منسوبي الصحة شكرا استاذنا
    الله يبارك في من انجبتك .

  2. ابو عبد العزيز كتب:

    تحياتي للأخ أحمد السويد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

    اكتب لك هذه الملاحظة أرجو ان تنوه عنها في إحدى مقالاتك المفيدة في جريدة الحياة التي نتابعها يوميا .

    كنت من ضمن المسافرين على الرحلة رقم 312 القادمة من القاهرة مساء الخميس 1\8\1430هـ الساعة 10:45

    وقد تفاجأت وتفاجأ عدد مثلي من القادمين على نفس الرحلة ورحلات أخرى دولية لعدم وجود فحص حراري عن إنفلونزا الخنازير بالمطار .

    السؤال

    أين تصريحات مسئولي وزارة الصحة المستمرة بالصحف عن استعدادها لهذا المرض مع العلم أن الوقاية خير من العلاج

    فقد صدقت في مقالك هذا أننا لم نرى أعدادا مماثلة من المصابين بهذا المرض كما أعلن عنه عندنا في السعودية خصوصا في مطار دبي الذي يستقبل الملايين لان لديهم خططا إستراتيجية إحترازية .

    وكما تعلم ويعلم الجميع أن بلدنا من أكثر الدول التي بها إصابات بهذا الداء فهل هو إهمال من الوزارة أو جهات أخرى؟؟

    وأقسم بالله أن هذا الكلام صحيح عكس مطار القاهرة فلقد كان هناك فحص عند نزولنا في المطار .

    تحياتي .

التعليقات مغلقة.