«إلا السذاجة أعيت من يداويها»

بحثتُ عن أخبار طريفة للتخفيف من درجة الحرارة اللاهبة، وظهرتْ لي معضلة أنه مع الطرافة هناك «لا بديداً»! من ألم… لذا سأبدأ بالأخف. أطرف ما قرأت «محلياً» خبر في «الحياة» عن مواطن من بلدة «عفيف» السعودية حرّر شكوى لدى الشرطة ضد شخص قتل نملة سحقاً بالحذاء، والشرطة أحالت القضية إلى المحكمة فرفضها القاضي، ووصفت القضية بالغريبة، والغرابة في تقديري هو في استقبالها؟
ما أعرفه أنه لا يجوز قتل كائنات مثل النمل وغيره إلا عند إضراره بالإنسان. أما اللامبالاة بذلك فمعروفٌ حكمها، وجْه الغرابة في الحادثة ليس رفع قضية من هذا النوع بل استقبال البلاغ من الشرطة وإحالته إلى المحكمة والنظر فيها. ما جاء في جملة قصيرة… هو على أرض الواقع «سالفة طويلة» يعرفها مَنْ تعرض لحوادث سرقة وغيرها، دعونا نتفاءل بأن الاهتمام بالبلاغات وتحرير محاضر لها وإحالتها إلى القضاء حقّقت تقدماً.
الخبر الثاني من صحيفة «عكاظ»، وهو جمَع بين الدهشة والأسف على حال بعضنا. جاءت الطرافة من مستوى السذاجة المرتفع، إذ استطاع راعي أغنام في حائل المشاركة مع قريب له يعمل مقاولاً – لم يحدد مقاول عظم أو تسليم مفتاح!- تحويل حظيرة أغنام إلى عيادة علاج، في شكل من أشكال النصب والدجل الممارس فضائياً وأرضياً، ادعى الراعي بأنه ورِث كرامةً من أجداده، ولا بد من أنه طرّزها بهيئة وشكل وتعاويذ، وعلى رغم موقع «الحظيرة» والخبرات تمكّنا من استقبال مراجعين ومراجعات مع شروط نوعية، في ما يخص الأخيرات على ذمة الصحيفة، كما وجدت لديهم «مبالغ مالية كبيرة»، وهو ما يشير إلى خلل كبير… جذوره متشعبة، من تردي الخدمات الصحية إلى سذاجة في فهم واستيعاب مسائل خفية مثل الكرامات والقدرات. بعضنا يشجّع عليها خصوصاً من الوعاظ من دون تفكير بالتداعيات.
أما الثالث في هذه القائمة فهو من صحيفة «الوطن»، حيث نشرت عن «ضب» دهسته طائرة على مدرج مطار حائل. الخبر جمع بين ما يطير وما يزحف، ونشرت صورة «للمدعوس» محمولاً في «صحن» سيارة وانيت، وهو المكان «الطبيعي» لحيوان الضب! ولو كانت «الضببة» الزاحفة لا تتعرض إلا لحوادث من طائرات لكانت البيئة الصحراوية في السعودية بألف خير، الواقع أن خطر إتلافها يأتي دائماً ممن يدب على اثنتين، وعلّق بعضهم على الخبر بأن الضب كان يبحث عن مقعد، محاولاً اللحاق بالرحلة! لا يعرف إن كان يلوّح بحجز مؤكد أو هو على الانتظار، لكن الحيوانات لها عادات. وأعتقد أنها منضبطة في عاداتها، لذلك أتوقع أن الضب كان يمارس عادته اليومية بالثانية والدقيقة ولم يفكر بأن آخَرين مثل الخطوط لا يلتزمون بمواعيدهم فكان حتفه المحتوم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «إلا السذاجة أعيت من يداويها»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الله ينور عليك استاذي وازيدك من الشعر بيتا ونعتبرها اليوم راحة
    لجميع (الفرق) مثل مايقولوا .. اليوم صدر قرار تخيل استاذي قرار
    من ثلاث صفحات بايقاف احد اخواننا المطوفين عن العمل والسبب
    والسبب اه من السبب ورد كالاتي : (صدق او لاتصدق) ان احد الاخوة من الحجاج من احد الجنسيات الاسيويه احضر الى خيمته
    اثناء وجوده في مشعر منى رأس جمل وانتم بكرامة ملفوفا في كيس
    ودخل الى خيمته وقام هو وابناؤه باشعال نار بقصد شوي رأس الجمل مما ادى الى اشتعال النار في بعض اجزاء الخيمة . المشكلة ان المطوف كان يتساءل هل من الممكن ان وضعت في الحسبان العام القادم ان شاء الله ان يكون الرأس المندي من ضمن الوجبات التي اقدمها للحجاج ان يشفع لي بعدم الايقاف هذا العام .
    شكرا استاذنا الحبيب .

  2. فضل الشمري كتب:

    مرحبا اباسعود , نتابع بكل تقدير مقالاتك الزاهيه , تحياتنا … !!!

التعليقات مغلقة.