«المخدة المائية»

لا أخفي على القارئ الكريم شكوكاً اعترتني حول حقيقة مشكلة نقص المياه، بل تجاوز الشك إلى تكلفة تحلية المياه التي يقال إنها مرتفعة، بدأت نفسي توسوس قائلة إن القضية مضخمة، أو على قول البعض… القضية إعلامية. تعرفون الإعلام «الله يصلحه» يضخم الأمور، وأهله متهمون بالإثارة. الشك أوصلني إلى أن القصد من دعاوى نقص المياه، لا يتجاوز صيد عصفور تغيير الاستراتيجية الزراعية في المقام الأول، مع عصفور على الطريق تجده على غصن شجرة تربية الفرد على الترشيد. إنما من ناحية الأمن المائي، يمكنك «تكبير المخدة»… ودع اللحاف علينا.
بدأت جذور الشك من رسالة قارئ كريم بعثها مرفقة بصورة فاتورة عرض أسعار صادرة من مصنع مياه محvvلي، لمستورد في دولة مجاورة، السعر للجملة كان أفضل من سعره في الداخل، والصدمة ليست في السعر المنخفض فقط بل في أساس السماح بتصدير المياه من بلاد تشكو ندرتها، من هنا بدأ الشك يعتريني في أن قضية النقص والندرة مضخمة، لأنه من «غير البيروقراطي»! أن تسمح وزارات حكومية بما يتعاكس مع استراتيجية الدولة، وارتفاع صوت وزارة المياه والكهرباء إلا اذا كان هناك سر، والسر بحسب فهمي المتواضع أن… لا مشكلة.
لماذا… أيضاً؟ لأنه لا يعقل أن تكون المياه الصالحة للشرب أقل أهمية لدى جهات حكومية من خردة الحديد مثلاً؟ لا أتوقع أن وزارة التجارة لديها مثل هذه الأولويات… الخردة قبل المياه؟ أو صاحب المصنع قبل السكان أجمعين، هذه من تخاريف الكتابة، لا بد أن هناك قيمة مضافة كبيرة تضيفها صادرات مصانع المياه للاقتصاد الوطني المتين، ربما تم اختراع طريقة جديدة لتحلية المياه ستوفر الماء برخص الغبار.
تركت تلك الفاتورة إلى حين البحث عن كميات صادرات المياه المعبأة من السعودية لخارجها، حتى يتحول الشك إلى يقين، لكني وجدتها غائصة، لم أعثر على شيء في إحصاءات التجارة الخارجية، ربما يكون هذا جزء من التضخيم.
جاءني الفرج قبل أيام، حيث قرأت إعلاناً متوسط الحجم في صحيفة محلية لمصنع مياه يبحث عن وكيل لمنتجاته في العراق بلاد الرافدين ودول الخليج، فتحول الشك إلى يقين، القضية مضخمة فنحن ولله الحمد نصدر المياه العذبة معبأة، نحن قوم إذا طاح الواحد منا على ترخيص «صناعي» للمياه! يعتبر مالكاً لنهر خاص. ومن أخلاقنا الحميدة سقيا سابع جار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «المخدة المائية»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لااستطيع يابو احمد اليوم سوى ان اقول انه من فئة السبعة نجوم.
    واللبيب والحبيب والطبيب والجيران يفهموا .
    بيض الله وجه من كتب وحفظ الله عقل من فهم وادام الله الصحة على من نفذ .
    شكرا استاذنا الحبيب ..

  2. سليمان الذويخ كتب:

    يا اخي وش حارق رزكم يالكتاب !
    تدعون الوطنية ، وان قلوبكم على الوطن والمواطن !
    نسيتوا ان التصدير يرفع سمعة الدول ويضعنا في مصاف الدول المصدرة!
    علامك يا اخوي كذا ؟
    خل الناس تسترزق ولو على حساب الوطن والمواطن
    احدهم يوم كلمته عن الاسمنت وتصديره وانا لا زلت اسجل علامات التعجب بحجم اعمدة النقل الكهربائي بين مدن المملكة .. يوم كلمته تضايق مني و قال: مخزون عندهم ويبي يبيعونه للخارج !!
    طيب المخزون اليس على حساب اجيالنا القادمة ؟! وعلى حساب الناس اللي ارتفعت عندهم حالات الربو والحساسيات ؟! وعلى حساب المواد الخام التي تستنزف صباح مساء
    ومن سمح لهم بزيادة الانتاج ليتراكم المخزون !؟
    اليس ابسط تعريف للإغراق ان تباع سلعة في بلد بأقل من سعر بيعها في بلد المنشأ ؟!
    طبعا لن ترفع علينا البحرين دعوى اغراق لأن الاسمنت يباع عندهم للمستهلك النهائي بأقل من 10 ريالات للكيس
    في الوقت اللي يباع عندنا بـ 15 و 17 ريال والناس تشتري مجبرة !!
    يا اخي الماء واجد ولا تصدق اللي يتكلمون عن المياه ونقصها وحروب مستقبلية مائية
    نسيت تصريح عمو( بكر ) و وتقديرات متحفظة عن مخزون المملكة المائي الذي يعادل جريان نهر النيل 500 عام !؟
    لا لا ما انصحك صراحة تتشائم وخليك متفائل مثل تفاؤل البنغالي اللي يملأ سطل البويه من البرادات ويغسل السيارات كل صباح مع اشراقة الشمس وتغريد العصافير !
    واترك الناس تصدر .. صفوا وليشرب المواطن كدرا و طينا !
    الخضار تصدر للخليج حتى وصل سعر كيلو الطماطم لـ 10 ريالات والخيار كذلك والاسمنت والحديد والمياه تبي تصدر وكله ماشي يا بيه !
    واذا ما لقينا ماء نشرب عصير منقا وتوت شامي !
    ووسع صدرك لا يزعلون عليك المصدرين ! وشكرا

  3. لو يستطيعون احتكار الهواء لكي يبيعوه لفعلوا …

    فما بالك بماء يحتاج لتنقيه وتكالييف باهسسسسسسة الثمن
    و قد تعجز عن تنقيته دول عظمى حتى ولو كانت بالأنهار ملئ

التعليقات مغلقة.