استعادة الرصيف

اختطفت الأرصفة في شوارعنا من المشاة، منذ زمن بعيد بل منذ نشأة الرصيف في طرقاتنا، في تلك الفترة لم يكن هناك عدد يذكر من المشاة، بل كانوا غرباء يثيرون كثيرا من التساؤل وبعض الشفقة، ويتعرضون لكثير من المواقف لعل أقلها دعوات التوصيل التي تلاشت مع جحافل سيارات الليموزين، وغربة المدنية، وبوضع اليد والبضائع والكراسي والطاولات، تم اختطاف الرصيف من مستحقه الأول ، والرصيف حاليا رهينة مخطوفة إما من أصحاب المحلات التجارية، أو من الحفر والأعمدة التي لا تجد مكانا مناسبا لها إلا في وسط الأرصفة، أضف إلى ذلك الكبائن بمختلف أنواعها، ويحلو للأخيرة أحيانا أن تجلس بالعرض في رصيف يعاني من الضيق أصلا، وخلال السنوات القليلة الماضية تزايد عدد المشاة في شوارعنا، رغما عن قسوة الطقس، وأصبح المشي رياضة مهمة للكثير من سكان مدينة الرياض، لقد تغير الوضع كثيرا، كان المشاة في السابق لا يظهرون إلا في مجسمات المشاريع عندما تعرض قبل الإنشاء، لكن الأرصفة بقيت مخطوفة وعلى حالها الأول ، ولازال الخاطفون يحتلونها وعلى المشاة البحث عن ممر، وفي مدينة مثل الرياض بملايينها نحن بحاجة إلى حملة لاستعادة الأرصفة وصيانتها ، فلم تعد إطارا جماليا للأراضي أو المنشآت التي تحيط بها بل أصبح لها دور حيوي، وحملة استعادة الأرصفة التي أقترحها على أمانة مدينة الرياض من المهم أن يتوافق معها التأكد من سلامة الأرصفة للمشاة، إن الغالبية من الأرصفة التي تستخدم بكثرة، من المشاة في الأحياء والطرقات ذات الحركة الكبيرة تفتقر لأبسط شروط السلامة في أرضيتها غير المستوية أو عدد الحفر والأحواض الأسمنتية الخربة، إضافة للعوائق من لوحات إعلانية وإرشادية تنتشر على سطحها، ومع تزايد عدد المشاة أصبح للرياض وجه اجتماعي وإنساني كانت تفتقده، بعيدا عن الاضطرار للمشي المشجع على الاستهلاك في الأسواق والمجمعات، ومن المتوقع تزايد أعداد المشاة مستقبلا، ولك أن تتصور وضع شيخ مسن أو ضرير أو امرأة يمشون على أر صفتنا بوضعها الراهن، وإضافة إلى حملة استعادة الأرصفة ، أدعو إلى استنساخ رصيف طريق الأمير عبد الله ، المقابل لوزارة التربية، والذي أصبح معلما وحيدا للمشاة، نحن بحاجة للعشرات بل المئات منه، في مختلف أرجاء المدينة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.