من الذي يشكو من نقص الوعي؟

بدأت اسطوانة نقص الوعي وازمة فيه، والسبب انقطاعات الكهرباء في السعودية. كالعادة الحمل يوضع على المواطن… كأن الشركة فوجئت بالصيف مبكراً، ليتلاشى «تخطيطها» بالتوقعات، المجتمع «شيال»، فلماذا لا يضع البعض على ظهره مزيداً من الحمل؟ من السهل انتقاد مجتمع تحت بند الوعي الناقص… اتهام يضيع في الزحام، الصعب هو وضع النقاط على الحروف لأفراد مسؤولين عن توجيه هذا الوعي وصناعة القدوة له.
على سبيل المثال ما هي الجهات الحكومية التي تضافر وعيها بالنقص فقامت بما عليها؟ هل نحن بحاجة إلى اسواق مفتوحة ضخمة «مبردة» وغيرها في أوقات الذروة الكهربائية؟ ثم انه في وقت يطالب الفرد بإطفاء لمبة «صفر»، تشتعل الكشافات الملتهبة في الشوارع وأمام الأسواق، محدثة تلوثاً بصرياً مزعجاً. من يمتلك وعياً بمثل هذا؟ هل هم الافراد البسطاء «أبو مكيف وثلاثة»، أم مسؤولون في جهات هنا وهناك؟
في الجانب الكهربائي تقول الحقيقة ان المسؤولية تتجاوز شركة الكهرباء، لتقع على الوزارة المشرفة على شركة لديها امتياز واحتكار وإعانات، وهي ايضاً تقع على «هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج» المعنية بحقوق المستهلكين، فلم يظهر لها أثر في رد حقوق مع انقطاعات بالجملة عن محافظات كاملة منذ سنوات. الهيئة لم تستطع فك احتكار الكهرباء وفتح الآفاق لاستثمارات جديدة، على رغم مرور سنوات طوال على إنشائها، وقنعت بالظل… لتظهر الشكوى أخيراً!
في مؤتمر صحافي، دافع وزير الكهرباء عن الشركة، ونفى وجود فساد فيها، وطالب من لديه شيء من هذا القبيل بأن يقدمه للوزارة! أقول، الأولى ان يقدمه – إذا توافر – لهيئة الرقابة والتحقيق.
أشير إلى أمر آخر يتعلق بالأفق الاداري ومشكلة الاحتكار، وقد أغناني تصريح نائب محافظ هيئة تنظيم الكهرباء الدكتور عبدالله الشهري أمس في «الرياض»، إذ قال: «نظراً لعجز دخل الشركة السعودية للكهرباء عن تغطية متطلبات الاستثمار، وفي الوقت نفسه عدم تعاون الشركة في إيجاد بيئة جاذبة للاستثمار في صناعة الكهرباء، كما ينص على ذلك نظام الكهرباء وتوجيهات الهيئة، وإصرار الشركة على احتكار جميع أنشطة الكهرباء، وإدارتها بالأساليب التقليدية المتبعة منذ دخول الكهرباء للمملكة، على رغم علمها بالنمو المتسارع للطلب على الكهرباء، كل ذلك أدى إلى تآكل الاحتياط في قدرات التوليد وسعات شبكات النقل والتوزيع، ما جعل من المستحيل السيطرة الكاملة على المنظومة عند وقوع خلل في أي من مكوناتها، خصوصاً في فترة الذروة خلال أشهر الصيف، إذ يتلاشى تقريباً الاحتياط»… انتهى.
اذاً، من هو الذي يعاني من أزمة وعي أكثر من غيره؟ ولماذا لا يعتبر تصريح نائب المحافظ بلاغاً لوزير الكهرباء؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على من الذي يشكو من نقص الوعي؟

  1. asad كتب:

    رائع يا سويد وإلى الألألألألألألألألألألأمام

  2. طارق الداموك كتب:

    انا عاده لست بقاريء للجرائد الصادره في العالم العربي لتقصير مني في جزء من السبب
    اطلعت على مقالكم الكريم ورسم إبتسامه على محيياي وصادف ذلك ان قرأت سطورا ارسلت الى عنواني البريدي واحببت ان اشارككم فيها لأنا تمس الموضوع بشكل او بأخر وشكرا:

    نصائح إلى كل إمرأة تريد أن تشعر زوجها بالرومانسية

    لا تجعلي مشاغل الحياة تسرقك من نفسك ومن زوجك

    أعيدي الشباب لعلاقتك الزوجية

    أطفئي أضواء الكهرباء وإستقبلية بشمع في يديك

    إزرعي بيتك بالشموع الحمراء والصفراء

    أعدّي له عشاءً رومانسياً على ضوء الشموع

    أطفئي المكيّفات والدفايات وإجعليه يلجاً إلى دفء كلماتك

    وكذلك السخان فالماء البارد يجدد الحيوية

    أطفئي التلفاز ولا تدعية يتذرع بالأخبار

    وأستغني عن الميكرويف لتحميه من روائح الطبخ

    تعوّدي على كنس المنزل بالمكنسة العادية وليست الكهربائية

    ولكي تشعريه بتعبك وبمعاناتك من أجله

    إغسلي ملابسه بيديك بالتشط بالطريقة التقيدية

    وإرحميه من ضجيج الغسالة الكهربائية

    وأستخدمي المكواة القديمة التي تسخن على الجاز لكي ملابسه

    عوديه على المشي معك يداً بيد في المنزل وسط الظلام الدامس

    مع تحيات

    شركة الكهرباء / المملكه العربيه السعودية

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    مكة المكرمة استاذي الحبيب البداية كانت مرة في النهار ومرة في الليل ولمدة عشرة دقائق او عشرين دقيقة الان مرتين في النهار ومرتين في الليل ولمدة ساعة وساعتين البلد مليانة معتمرين وزوار والله فضيحة مابعدها فضيحة طيب الاخوان اذا سافروا الى
    بلدهم ماذا نتوقع ان يتحدثوا عن هذا الوضع الذي اصبح معه الكهرباء تحتاج الى من يكهربها ويوقظها من الوضع الذي اصبحت فيه والله المستعان .. شكرا استاذنا .

  4. بدر الفهد كتب:

    اخي عبد العزيز – تضل الكاتب الذي ترفع له القبعة تحية واجلال ، والأيدي بألدعاء له بالعمر المديد ودوام التوفيق0انت صوت الحقيقةوالوطن والمواطن ، صوت الضمير الحر والقلم النزية، العين الصادقة والشفافية 0مشكلة الأفق الأداري كالداء ،اصاب معظم المسؤلين ويعتبر مؤشرا خطير على قدرة وامكانيات صاحب القرار رأس “الهرم الوظيفي” والمفترض أن يكون في مستوى المسؤلية الأدارية والسياسية على حدا سوى والذي اولاهما له ولي الأمر ليكون ممثله امام العامة بكل امانة ،يقوم على بناء اتصال ايجابي مستمرفي كلا اتجاهات جمهور المنظمة” الداخلي والخارجي”معززا أيجابيا الصورة الذهنية الوطنية بكل شفافية لدى الأخر بما يحقق الأنتماء ؟ لا التذمر والأحتقان 00 وعزك ياوطني بأهلك وولاة الأمر الأبرار 00

  5. ابو بدر كتب:

    الأخ عبدالعزيز مايحدث من بعض القطاعات في الدولة من قصور بعضه أجد أن فيه نية مبيته فلايمكن لعاقل أن يصدق أن شركة بحجم وخبرة شركة الكهرباء لا يوجد عندها دراسة للنمو الكبير على الأقل بالنسبة لمدينة الرياض…. أشك! إذ أن هناك بعض ممن حملوا الأمانة يريدون التعميد المباشر أو الشراء المباشر بدون قيود لأن فيه لهطه لأنه لم يطرح للمنافسة يعني امتياز وهذي تكررت في كثير من المشاريع ولا أريد أن اسمي فمثلكم خبير.

  6. اعجبت بقرية نائية في المملكة كانت غير متمتعة بالكهرباء

    واقدم رجلين من أثرياء القرية المتواضعة تواضع ثرائهما بتقديم خدمة التيار الكهربائي

    لكل من يرغب بمقابل 200 ريال شهريا

    كانت بالنسبة لهم كالحلم كونها أضفت عليهم وعلى قريتهم نوع من التطور المدني

    ونجح فعلا الرجلان في المشروع رغم بساطته

    لو ترك الأمر لكل قرية في تقديم تلك الخدمة لكانت أفضل بكثير من وزارتنا وشركاتها

  7. السلطان كتب:

    شكرا لك على المقال الرائع

التعليقات مغلقة.