نشـــرت بعــض الصحـف المحليــة صــــورة لعامل آسيــوي يقــف علـــى سطــح شاحنـــة، ينـــاول أكيـــاس حليـــب «بودرة» فاسد، في عمليــــة ضبط أو «إحبـــاط» كمـــا تقـــول البيانات. بصــورة غير مباشرة جرى التشهير بالعـــامل المسكين، في حين اختفى صاحــــب المصنـــع البدائـــي والمستـــودعــات، وهي مستودعات كبيرة يمكنــــك الاطلاع عليها من خلال موقع أمانة الرياض.
الصــورة شكل من أشكال التستر الحديث، التستـــر القديـــم يعاقـــب عليه نظام… معلن وغير مطبق، أما التستر الجديد فهو أن «يشيل» العامل أو العمال الفضيحة، بنشر الصور… وإيقاف من الجهات الأمنية، في حين يظل اسم الشركة وصاحبها في الحفظ والصون.
أنت وأنا لن نعرف من هو التاجر «العفيف» صاحب الحليب الفاسد، لن نعلم حصتنا من منتجاته طوال تاريخه التجاري «النظيف»، لذلك لن أدهش لو ظهر هذا التاجر بشحمه و «حليبه» ليربينا ويعلمنا عن ماهية «المسؤولية الاجتماعية» تجاه المجتمع «المتكافل»، وكيف أنه كالجسد الواحد، مع استثناء الجيوب والأمعاء، فهي «مخطط» تجاري بالنسبة إليه. لن اندهش لو ظهر مثل هذا التاجر «الطاهر» ليلقي كلمة في حفلة كريمة عن حب الوطن المعطاء، فهو «يمعط» منه كيفما شاء. لم لا والبديل عند الفضيحة صورة عامل مسكين؟ ولن اندهش لو رشح هذا التاجر وأمثاله نفسه لمجلس إدارة أو لجنة «وطنية»، مطلقاً الشعارات على أسطوانات «عفيف فون»، كما لن استغرب لو ظهر في الصحف منتقداً وعي المستهلكين، وكيف أنهم يشكون من نقص في الذوق والطعم. وسيكون من الطبيعي أن يطرح جزءاً من أسهم شركته التي باعت حليباً فاسداً للاكتتاب العام، مشاركة من القطاع الخاص في النهضة الاقتصادية. لكن لن يجرى «تقييم» قيمة استهلاكك لمنتجاته الرديئة كعلاوة أمراض. وللعلم، بودرة الحليب تدخل في منتجات «نهائية» يمكن أن تتوافر على أية مائدة حتى لو كانت بعيدة جداً عن خط الفقر مسافة ناطحة سحاب… انها تصل لبسكويت الأطفال!
نتكيف قسراً مع أوضاع معوجة، والجهات التي تعلن محاربة التستر تستمر في التستر. أصبح من المعتاد أن تقرأ أخبار إحباط البضائع الفاسدة، وينتهي الأمر بإحباط أكبر ينهمر على المجتمع، غرامات لا تمثل شيئاً مقارنة بالتعدي على صحة الإنسان ولا بأرباح قذرة، في حين يقبع التاجر «العفيف» في منزله أو «مصيفه» يبتسم. المستهلك بالنسبة إليه بقرة حلوب يطعمها كل فاسد. لماذا؟ لأنه علم أن العقاب يشكو من الفقر المدقع، أما السمعة فهي مصانة. بقي سؤال مزعج… لماذا لم يطبق نظام مكافحة الغش التجاري «الجديد» على رغم مرور أكثر من عام على صدوره!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
ارواح الناس رخيصه في سبيل كسب المال
حتى لو كان ذالك التاجر يتسبب بوفاه الاف من ارواح الاطفال قبل الكبار
فلا يهم في سبيل كسب نصف ريال فقط
ولكن اين وزاره التجاره من ذلك الغش
او كما قلت وزاره الغش التجاري
هل يمكن ان تلك الجهه متعامله مع ذلك التاجر رقيق القلب
لا نعلم بما يدور خلف المكاتب فـ/ـالضمير اصبح منزوعا
كما حليب البقر منزوع الدسم
الاستاذ عبدالعزيز، كلام جميل تشكر عليه ، وهو بادرة طيبة من حضرتك ان تشير الى هذه الامور من الغش التجاري فا اذا كان لديك اسم الشركة او اسم صاحب الشركة الرجاء ذكره لنا حتى يتسنى لنا عدم شرب او خلط هذا الحليب الجاف مع ما ناكل
للمعلومية ذكر اسم من يسمم المشترين والزبائن ليس جريمة والعكس صحيح
دمتم
اخي الكريم الاستاذ عبد العزيز
سيستمر التستر ووضع شواخص في الصورة مثل هذا العمل
سيستمر التستر مدعوما من اكثر من جهة
– الصحيفة التي تكتفي بعبارات مثل : وافد اسيوي ، وافد من جنسية عربية .. الخ
اعتبرها داعما للتستر
– الجهات التي تمارس التشخيص عندما تأمر فروعها بصرف النظر عن موضوع معين ، او تطلب منهم ارسال الموضوع للمقر الرئيس للنظر فيه … هذه اعتبرها دعما للتستر !
– الجهات التي توكل امور التستر الى موظف غير مؤهل ليباشره بشكل خاطىء يضيع معالم ( مسرح الجريمة) ويحرج الجهة الحكومية اعتبرها اسهمت بالتستر بطريقة او بأخرى !
تريد مني ان استمر والا ..
اكتفي بالقول ( ف ف م )
شكرا لك وبارك الله فيك و وفقك واسعدك
الأخ الوطني عبد العزيز السويد سلمت يداك ولافض فوك ياصوت الوطن وحفظك الله من كل مكروه
فلا ترجو السماحة من لئيم فما في النار للضمئان ماء
متى ماغاب الوازع الديني ، غاب الضميروأنسحب على المبدا والأدميه ، ومتى ماحصلت تلك الأشياء !حصلت التناقضات وعمت الفوضى في المجتمع ” اخلقا وسلوكا وغير ذلك من الأشياء البغيضة”مايفشي “الفساد” بكافة “انواعه واشكاله” أن صح التعبير؛ليصبح ثقافة مجتمع وحكومة تقارير تتذاكى بها من وراء التستر”وفي الحقية أنها تمارس اذكاء” الفساد “من خلال عدم ثقة العامة بها، كما تحرج الدولة امام الراى العام والأخر ، وهي الدوله التي تقوم وتسعى بأجماع “الكل “على توفيير مامن شأنه يطور ويرتقي با”لوطن والمواطن” الى الأفضليه عن الأخرين ، حتى بتنا على حد سواء؛ محل حسد وشماته الأخر!!عندوقوع اي شيء غير مقصود، ومحل اهتمامات العالم بأسره على ماحبانا الله به من نعم ، (نحمد الله ونشكره عليها)الا أن البعض ممن يفترض به واجب المسؤلية الوطنية والأجتماعية والأخلاقية ،هو, ومن خلال مايمارسه من” تستر”يذكي الفساد وهاجس الخوف “المفتعل”وعدم الثقة والأنتماء الوطني !؟ سوى كان مسؤلا اواعلاميا اوتاجرا اومواطنا00لماذا ؟الوطن ومكتسباته وكل الشرفاء والأوفياء و الأشياء الجميلة به ؛ يستنوا “الجواب”0خاطرة00 وطني(ولادتي ؛ طفولتي؛مراهقتي؛شبابي؛رجولتي؛شيخوختي”وطني”سكني؛مخدعي؛رموزنا؛ اهلنا؛ اولادنا؛حبنا ؛عقيدتنا؛امسنا وحاضرنا ومستقبلنا)
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفساد والتستر عليه ليس مقصودا استاذي وبالفعل لان نستغرب اذا رأينا صاحب مصنع الحليب او مصنع العجائن او مصنع الشامبو
تم تكريمه الفساد لم يتستر عليه احد الفساد وبكافة اشكاله لايوجد من يحاربه اساسا والاعلام جالس ينفخ في قربة مخروقة ومنسمة
من ستين جهة بس الجهات الرقابية شاطرة حاربنا الف وثلاثمائة حالة فساد وعالجنا ستمائة حالة رشوة وعشرة الاف حالة محسوبية وثلاثة الاف حالة استغلال المنصب وسبعين حالة شراء ذمم وسبعه الاف حالة غش تجاري وهات تصريحات واحنا مثل الغنم اللي تدور في الساقية والله تمام الجماعة شغالين بكرة الصبح ماراح نلاقي ولا واحد فاسد ..
والله الذي تعالت اسماؤه مانستاهل ابدا هذ اللي قاعد يصير ..
فيه سبات غريب .. فيه نوم عميق واخشى ان لايكون موت دماغي
مت بس نسمع ونقراء مسؤل من الجهات الرقابية يقيل عشرة والا خمسة من هذولا العالم .. مت نسمع بس تشهير بثلاثة والا اربعة من رؤوس الفساد ويت تطبيق حد السيف بحقهم متى يااستاذي .
الله يديم طولة البال عليك وعلينا .
اجل انت شفت “التريله” المحمّله “والمتروسه” ترس من بودرة الحليب الفاسد !!
ولله ياهي صوره بعد ..؟
هذا اللي احبطوه علي ماذكرت يبو احمد .. اجل اللي مايدرون عنه كيف نتصوره ..!
نصيحه يبو احمد .. هالايام لاتشتري الاّ شي طازه .. وعساك تسلم ..
تحياتي لك ……..
من امن العقاب اساء الادب
شكرا يابو احمد
دعني اجيبك على تساؤلك أخ عبدالعزيز :
لماذا لم يتم تنطبيق نظام الغش التجاري حتى الآن ؟
والجواب عزيزي :
لأنه إلى الآن لم يجدوا الشخص الضعيف الذي يمكن ان يطبق القانون عليه
تصدق انا كنت ناوي افتح سجل تجاري بس شكلي بهون عشان هالقانون
أنا أفضل أن أكون بقرة حلوب ولا أااااااااااااااااااااااصبح تاجر مكفوش بسلطة القانون
السلام عليكم
مقال رائع الله يعطيك العافيه
دمتـ
اخوك
سلطان