«جنرال»!

في جدة ألقى الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء باللائمة على مولدات جنرال ألكتريك في انقطاع التيار عن المنطقة الصناعية. المهندس علي البراك كشف بشفافية عالية أن هناك عيوباً تصميمية في هذه المولدات، إذ فشلت منذ التجارب الأولى.
السؤال… الجاهز يقول كيف توضع مولدات عليها علامات استفهام في الخدمة قبل التأكد من كفاءتها؟ السؤال يوجه أيضاً لمجلس إدارة الشركة، وهو ما يقودنا إلى أمر أكثر أهمية.
قبل أسابيع أُعلن عن حصول شركة الكهرباء على قرض ضخم يتجاوز البليون دولار «بما فيها الفوائد والرسوم عليه» من جهات تنمية للصادرات في أميركا وكندا، وذكرت أنباء أن لشركة جنرال ألكتريك دوراً في تيسير الحصول على القرض، وأضافت أنه سيساهم في الحفاظ على 19 ألف وظيفة في تلك البلدان. ولوحظ أن الإعلان عن توقيع الاتفاق المنشور في الصحف المحلية لم يتطرق إلى التفاصيل المهمة، ومن المسلّم به أن جهات تنمية الصادرات في العالم تجتهد في فتح أسواق لمنتجات بلدانها، وتقدم قروضاً لأجل ذلك على عكس ما يحصل لدينا، إذ تقدم الهبات والمعونات والقروض نقداً، في الغالب، وتذهب إلى الحكومات؟ وتعطي الأخبار المنشورة عن القرض انطباعاً أن شركة الكهرباء حصلت على أموال والحقيقة غير ذلك.
القرض الضخم الذي حصلت عليه كهرباء السعودية هو في حقيقة الأمر عبارة عن مولدات وملحقاتها من معدات وتجهيزات، وهو ما يعني أن شركة جنرال ألكتريك «المصنعة» ستفرض أو هي فرضت شروطها، إذ أصبحت أمراً واقعاً لا مفر منه ونطاقاً فنياً ضيقاً بكل ما يعني ذلك من قطع غيار وربما مخزون متقادم العهد لم يتم تصريفه بسبب الأزمة العالمية، النتيجة أن قطاع الكهرباء السعودي سيكون أسيراً لمنتجات أو مخزون الشركة العملاقة، فإذا عدنا إلى اتهام الرئيس التنفيذي لمولدات «GE» بسوء التصميم يمكن تخمين النتائج المستقبلية، والأسئلة المتقافزة مطروحة على مجلس إدارة شركة الكهرباء الذي لا يظهر في الصورة، حيث إني، وبعد متابعة، وجدت أن الرئيس التنفيذي ومعه وكيل الكهرباء هما من حمل ثقل ضغوط… التيار!
يحسب على الكهرباء، وزارة وهيئة وشركة، أنهم لم يفتحوا المجال إلا لمستثمرين محدودين جداً، للدخول استثماراً في هذا القطاع الحيوي وبالأساليب العتيقة نفسها، ما يضع علامات استفهام مع مساس الحاجة معاً، ولست أعلم ما هي قصة شركاتنا الكبيرة مع جنرال ألكتريك، مثلاً صفقة سابك الشهيرة مع بلاستيك جنرال ألكتريك لا زالت الأعلى في كلفة التمويل، وقصتها أشهر من أن تُعاد، وها نحن مع الكهرباء… هذه المرة، وفي قطاعات أخرى يقول مختصون إن جنرال ألكتريك ليست بالمورد المثالي، خصوصاً في علاقات طويلة الأجل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «جنرال»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    والله ثم والله ثم والله لو ان الموضوع يخصنا ماعندنا مشكلة يااستاذ
    عبدالعزيز المشكلة والمصيبة والكارثة في ما يحصل من شركة الكهرباء من انقطاعات متكررة طوال اليوم في مكة المكرمة وضعنا
    في مواقف وصور الله لايورط فيها احد من احتجازات في مصاعد للمعتمرين والزوار الى افتراش امام الفنادق الى تغيير حجوزات وطلب سرعة العودة يااستاذ عبدالعزيز تقريبا قرابة السبعمائة الف
    مابين زائر ومعتمر موجودون الان . هذا اذا كان لدينا رغبة في سياحة والسياحة تحتاج الى راحة واين الراحة في وسط درجة حرارة تجاوزت الثمانية واربعين ومساكن تجاوزت ادوراها العشرة ادوار المعتمرين والزوار يقضونها صعودا وهبوطا الصلوات الخمسة في الحرم الشريف هذا عدى ماحدث ايام الاختبارات للطلاب والطالبات الذين اثبتوا انهم ابطال وفوق كلمة
    الابطال اذا جد الجد والكهرباء تجاوزت الحد
    الله ينور عليك استاذي بنوره الذي لاينطفئ اللهم امين .
    شكرا استاذنا .

التعليقات مغلقة.