الحال الصحية هذا اليوم!

مازلت على قناعة بأن جزءاً مهماً من اختناق الخدمات الصحية في السعودية له أسباب إدارية بحتة، ضخامة عمل وزارة الصحة وانتشاره صعّبا مهمة الإصلاح الإداري والمراقبة فيها، ولاحظت بعد زيارة وإنصات لمراجعين في بعض المستشفيات، أن الوضع من حيث التشبع والاختناق ما زال على حاله، ومما يساهم في استمرار حال الاختناق والازدحام عدم التفعيل الحقيقي لدور مواقع الاستقبال للفرز والإرشاد، وإذا وجد الموظف أو الموظفة… – أقول إذا! – ربما تجده منشغلاً بهاتفه الجوال، في حين تداخلت وظيفته مع وظيفة رجل الأمن الخاص (السيكورتي). تحيلك موظفة الاستقبال وهي تقلب رسائل الجوال بحركة يدها إلى رجل الأمن، ضُمّ الأخير كفرد في الطاقم الطبي، في حين تحوّل الممرض إلى بواب، مهمته الأساسية إقفال الباب، ومن الطريف ما ذكرته لي مراجعة اتصلت على مركز صحي ولم يرد عليها، فاتصلت بمديره متسائلة عن سبب عدم رد الموظفات، فهل انتهى وقت العمل؟ فكان جوابه: «إنهم لا يردون في العادة!»، ولا يرغب أحد في ان تصل عدوى الحال الإدارية الى هذا المدير الطيب الى قيادات الصحة الأعلى… إن لم تكن وصلت!
وفي مستشفى الشميسي في الرياض «حمّال الأسية»، شاهدت نساء مسنات يمشين بصعوبة، الحقيقة انه مشي أقرب الى الزحف تحت أشعة الشمس الحارقة، حتى ان واحدة منهن يكاد رأسها يلامس ركبتها من انحناء الظهر، من دون مبالغة والله تعالى أكرم الشاهدين، السبب أن عدد الكراسي المتحركة في العيادات الخارجية لأكبر مستشفى لا يتجاوز العشرين، وقد يكون هناك «مافيا» صغيرة تتحكم بها. انضم الكرسي المتحرك لأخيه مقعد الطائرة، وجلسا مع السرير الطبي، وفي حالات الاختناق والتشبع تكثر «المافيات»، ومعظم مراجعي هذا المستشفى من محدودي الدخل والضعفاء، وللجنسية دور في سرعة الخدمة وانفراج الأزمة، وبحكم تعدد الجنسيات في الخدمة الطبية، يفزع بعض لبعض ويضيع آخرون.
في الطرف الآخر من العاصمة، يقع مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية، وأخبرتني مراجعة عن الحال الداخلية لاستقبال فحص العاملات، اللحم يتكدس على اللحم، فلا أرقام، ولا تنظيم، والجوازات تتطاير، وتتحصن الموظفات وراء شبابيك ضيقة يمكن إقفالها بسهولة عملاً بالحكمة السعودية «الباب اللي يجيك من الصداع اقفله بالمزلاج»، قلت هذا من العدل بين الكفيل والمكفول… شكل من أشكال التلاحم ومعرفة الآخر، الدور بالذراع والمناكب، هذه هي حالنا، إنها حياتنا يا سيدتي.
المشكلة إدارية يا إخوتنا في الوزارة، فلم ألمس تحسناً يذكر، أما التصريحات الصحافية فلن تحقق انفراجاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على الحال الصحية هذا اليوم!

  1. السلطان كتب:

    يعطيك الف عافيه

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    السطرين الاخرين من المقالة فيها عبارات تسطر بماء الذهب عيار
    24 وهذه هي العلة التي ابتلينا بها من الاساس ليس في هذه الوزارة
    وحسب بل في جميع القطاعات التي يوجد بها تقصير في امورادارية
    او مالية تجد االاعلام ممثلا في صحافته مناوبين في تلك الجهة وهات يا مقابلات ويا تحقيقات واستطلاعات .
    واسئلة ليس لها معنى يسأل عنها المسؤل واجابات تكاد تكون محفوظة .. والسؤال الذي يحيرنا استاذنا الحبيب هولاء المفبركين
    او المفبركون يكتبوا فبركتهم وتضليلهم هذا الى من ؟؟
    المجتمع على علم تام وقناعه بما يدور خلف هذه الاحاديث الصحفية
    بقي ان يقوم كتاب الرأي الافاضل الخيرين والنزيهين بتوعية المسؤلين الى حقيقة مايدور خلف الكواليس . الله لايبارك في هذه
    العالم اللي قاعد تضلل في المسؤل ..
    شكرا استاذنا والله يصلح الاحوال .

  3. asad كتب:

    كبير يا سويد كما عهدناك وعيار ذهبك 100%
    بس لازلت خائفاً عليك ياريتك تأخذإ جازة ترتاح شويه وتبعد عن عيون الحساد ؟؟؟؟؟
    تراني جاد ؟؟؟؟؟؟
    طابت لك الأيام واليالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    دمت لمن أحبك في الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. ياااااه معظلة متأصلة في مجتمع الصحة لدينا..

    ذهبت زوجتي لمستوصف حي الهجرة الجديد لدينا … القسم النسائي

    وانتظرتها بالخارج .. لكي يلتقم طفلنا الرضيع جرعات من قطرات للحماية بإذن الله تعالى

    من أمراض مستقبلية

    وبعدالانتظار ولمدة 1.55 دقيقة (ساعتين الا خمس دقائق)

    خرجن النساء دفعة واحدة ويتبادر لذهن الرائي ان هناك حريق قد شب داخل المستوصف

    فلما وصلت زوجتي قالت … كانت الممرضات في حجرة داخل المستوصف
    لاندري ماذا يفعلن …. وفجاة خرجن وانهوا جميع المراجعات في دقيقتين …. على غرار طبخة مكرونة أندومي

    تحسبت انا وزوجتي عليهن في ذلك اليوم (فالله حسيب كل مظلوم )
    الذي لم يشفقن فيه على صرخات الأطفال الجوعى

    وتلك الاسطوانة تتكرر في كل مرة نذهب لأخد الجرعة من التطعيم

  5. خالد العبدالله كتب:

    صباح الخير أستاذي
    دائما ً ماتأتي مواضيعك ” على الجرح ”

    أستاذي الكريم الموضوع بما يخص وزارة الصحة أو غيره لدينا هي مشكلة وعي وإداراك
    وقبل كل ذلك مشكلتنا هي المكابرة ,,,
    واعتقد بأن الأعتراف بوجود خطأ هو نصف الحل ,,,
    لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    شكري وتقديري لك أستاذي

  6. نجيب سحمان كتب:

    ولعدة عقود توالى على قيادة وزارة الصحة مجموعة من الأكادميين والديبلوماسيين جاءوا من خارج وزارة الصحة كيوم ولدتهم أمهاتهم كانت الحياة الواقعية واحتياجات الناس تنقل اليهم وهم في مكاتبهم أو أبراجهم- سمها ماشئت – على حسب ذمة الناقل وحسب مرئيات المتلقي , لم يكن هناك أدنى تصور عن النمو السكاني أو الاحتياجات المستقبلية , قارن ولا تتحسر لامجال للندم لكل مجتهد نصيب ماوصل اليه وزراء الصحة السابقين أحدهم شغل بعد خروجه من الوزارة منصب المدير الأقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط , واثنين آخرين في مناصب ديبلوماسية رفيعة بدول أوربية ,ماذا قدموا لوزارة الصحة طوال سنين خدمتهم بها هل بلغ جميع وزراء الصحة في الدول الصناعية أو الدول العربية ماوصل اليه وزراء الصحة السابقين في السعودبة ؟. حتى الأبئة التي تنتشر بين الحجاج كان ممنوع كتابة التشخيص في ملخص خروج الحاج أن كتب له الشفاء أثناء مغادرته بأمر من الوزير د أسامه شبكشي. في موسم حج 1420 انتشرت الحمى الشوكية بين حجاج موريشيوس وبريطانيا والهند ومصر لأن المصل الذي أعطي للحجاج من تلك البلدان كان من النوع القديم B,C ولايحتوي على النوع المضاد wبكتيريا الحمى الشوكية الوزير أمر بمنع الأعلان عن الاصابات وتوفي أعداد من الحجاج من جميع الجنسيات بسبب الحمى الشوكية ., فهل كان هدف الوزير اخفاء الأنباء عن القيادة وقتها ؟؟ ولكن منظمة الصحة العالمية أعلنتها !لماذا تم ادراج منتجات شركات الأدوية الأماراتية ضمن مشتريات وزارة الصحة الزاميا وتقاعصت الجهات المعنية بحماية المستهلك عن سحب منتجات شركة الأدوية الأماراتية من الأسواق السعودية هل لأن د. أسامة شبكشي يمتلك أكثر من 75% من أسهم تلك الشركة وغيرها من شركات الأدوية في الأمارات العربية المتحدة ؟( العرب تسكت عن الفاعل أ، كان عظيما ) حكمة تعلمناها منذ الصغر ,أين كانت السلطة الرابعة والعاملين وفضول العاملين ببلاط صاحبة الجلالة عام 1995 ,1996. عندما صرح د. أسامة شبكشي بأنه سينشيء كلية طب ومستشفى تخصصي في كل محافظة ومدينة بحلول عام 2002 وزارة الصحة شهدت عصر النهضة والانبعاث في فترة د. حمد المانع وهو أقل وزراء الصحة السابقين حظا لأنه لم يجتهد في تلميع صورته وتحسين علاقاته ,هو الوحيد بين وزراء الصحة السابقين الذي عمل طوال فترة خدمته بالدولة قبل توليه الوزارة بالصحة ذاق ويلات العمل في ذلك القطاع أكبر قطاع صحي وتقلب في جمر ناره حتى أستوى و لدى الجميع هو الوحيد الذي صدق وأحسن نيته وحاول تحسين الأوضاع ولم يبالغ , أوضاع خدمات وزارة الصحة الحالية مرت بعدة عقود حتى آلت الى ماهي عليه الآن لايتوقع المتفائلون والمتحمسون أن تتحسن في سنة أو سنتين هي كالأقتصاد الأمريكي تحتاج الى عدة عقود حتى تصح .ولاتندم على مافات؟؟

التعليقات مغلقة.