«عودة الزعفراني.. متلطماً»

الدواء السعودية عن الزعفران المغشوش. والزعفراني الذي أقصد هو ذاك المؤرخ الذي اكتشفه «حسينوه» مع سعد الفرج في مسرحية كويتية شهيرة أظنها «على هامان يا فرعون»، عندما كان هناك مسرح، ومثلما يصف المؤرخ الأحداث بحسب رؤيته أو ظروفه! كما جاء به «حسينوه» وهو يقرأ في كتاب الزعفراني، تصف لنا هيئة الغذاء والدواء الأخطار المحدقة بنا، فعندما تُحذّر من زعفران مغشوش بمادة خطرة لا تقول عنه سوى أنه ورد عن طريق دولة الإمارات، وهو ما يحتم على المستهلك أن يقف على هذا الطريق الدولي لمعرفة شخصية هذا الزعفران وهل هو «مُتلطّم»! وعندما سألت وبحثت اكتشفت أن المقصود نوع من الزعفران تقليد للعلامة الشهيرة «أبوشيبة» وعلامات أخرى. دخلتُ محلاً يبيع القهوة والزعفران لأجد أكثر من عبوة وأحجام عليها الاسم نفسه من دون إشارة الى المستورد أو الوكيل، سوى أن المصدر إيراني، وهي لصقة ورقية يمكن لأي عامل وضعها.
وعندما حاولت التحري لم أجد تشخيصاً سوى أن هيئة الغذاء والدواء مثل الزعفراني المؤرخ، الأخير وجد أحداثاً تاريخية لا علاقة له بها سوى في ذكرها، والهيئة اكتشفت تراكم قضايا لدى جهات أحيلت إليها لاحقاً بحكم الاختصاص، فأصبحت تعلن بين فترة وأخرى عن كشف لا يكشف شيئاً، والنتيجة أن التقرير السنوي «الإنجازي» سيحمل عدداً رقمياً لا بأس به من الجهود.. الكشفية، ولن يتحدث أحد عمّا أثمر منها.
ما فائدة بيانات مـــثل بيان الزعـــفران لا رأس له ولا ذيل، سوى قولهم «إننا نشــتغل»، ويظهر لي أن هناك تنافساً بين جهات على قضية الدواء والغذاء، وبدلاً من أن يثمر هذا التنافس عن توحيد الجهود والرؤية والعمل الجاد الممنهج، أصبحت كل جهة تصدر بياناً لتقول أنا موجودة، ومن الواضح أن هذه الجهات بحاجة إلى اجتماعات بإشراف من جهات أعلى للإصلاح.
سيقول قائل وهل الزعفران مهم؟ أقول إنه ليس مهماً ويمكن الاستغناء عنه بالعصفر.. أو حتى الكركم، والقهوة جيدة من دونه، فإذا كانوا يصمتون عن مياه الشرب ونسب البرومات فيها فلا تجبر شركات إنتاجها على وضع النسب، فماذا يعني الاهتمام بالزعفران سوى الحضور الإعلامي، لكنه يبيّن ويوضح ويكشف عن أسلوب عمل هيئة كنا نتوقع منها الكثير. وعندما تذكر مياه الشرب المعبأة يذكر معها السماح بتصديرها، في حين تمنع مغاسل السيارات من استخدام الماء لندرته! ويذكر معها صمت شركة المياه عن النسب المسموح بها في المعبأ منها، بل شطارتها على صغار المنتجين وصمتها عن كبارهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «عودة الزعفراني.. متلطماً»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    مبارك ان شاء الله تجديد وهيكلة الموقع الله يطرح فيه البركة ويجعله موقعا لنشر المفيد والسديد ولاسيما وان افتتح برائحة الزعفران ..
    استاذي اعود واؤكد على مواصفات البركة التي تمشي بها اغلب امورنا والبركة هي التي نعتمد عليها بعد الله في شربنا للمياه وشراءنا للمواد الغذائية وان اذدنا في حسن النئية ترى مرات عديدة شربنا حليب ولبن منتهي الصلاحية بيوم ويومين واتذكر الوالدة رحمة الله عليها واسكنها والمسلمين فسيح جناته يقولوا لها العلبة منتهية الصلاحية يابنتي حرام
    نعمة ربي ترموها سمو باسم الله واشربوها واذا تجاهلوا كلامها سمت هي بسم الله وشربت العلبة .. العالم اللي مثل الوالدة رحمها الله والعالم الحالي امتداد لها يعني حتى وان اصابت تلك الهئيات وتلك المؤسسات مااحد سامع كلامهم وان اجادوا وهذا من المستحيلات السبعه وماشية الامور بالبركة الله يبارك في قلمكم الكريم شكرا استاذي

  2. سليمان الذويخ كتب:

    اهلا بابي احمد
    كتبت عنها تعليقا في جريدة الرياض
    وبكل اسف الهيئة ولدت ميتة ( حسب وجهة نظري المتواضعة )

    واكتفي :
    وما اكثر الهيئات حين تعدها ……….. ولكنها عند الأداء قليل

    على فكره
    ليتك تحاول تغير اللغة من الاعدادات الخاصة بالمدونة !
    فضلا لا امرا

  3. tna7ah كتب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( يامن شرى له من حلاله عله ) ..

    نتمنى انه الزعفران وحده بل الامر طال جميع المنتجات وكما انتشر من فتره ليست بالبعيده
    على الايميلات التحذيرات من المواد المسرطنه ونحن ( ماندري صدقها من كذبها )
    اصبحت جميع المواد المستهلكه سواءا غذائيه او غيرها تحمل مواد مسرطنه واخرى تحمل عصارات حيوانيه وكلاً يدلو بدلوه ( وهاتك ياتحذيرات ) ( وشكلنا بنموت جوع من الخوف )
    المشكله الوحيده هي مايسمونها حماية المستهلك ووزارة الصحه والتجاره والكل ( يرقع لنفسه
    والضحيه هؤلاء المستهلكون لانهم لاحيلة لهم ولا قوه ..
    صبراً جميل والله المستعان ..

    تقبل مرروري

التعليقات مغلقة.