منذ ان فتحت القنوات العربية أبوابها للساسة في الدولة اليهودية والمتعاطفين معها للظهور على شاشتها، عملا بشعار الرأي و الرأي الآخر… والذي أقترح تعديله إلى… “الرأي ورأينا الآخر”!، منذ ذلك الوقت ونحن نرى تمدداً لهؤلاء الساسة والاعلاميين خصوصاً الصهاينة منهم في قنوات أخرى، أصبح الأمر طبيعياً، كانت هناك فترة استمزاج، حملت لواءها بعض القنوات، ثم انتشرت الوجبة الجاهزة الجديدة، قبل بها المشاهدين أم لم يقبلوا أصواتهم لاتطلب الا عند شتم الانظمة العربية!، وأقدر في القنوات الفضائية اللبنانية رغم “الشخلعة” ودودة الرقص المصابة بها طوال الوقت، انها لم تسمح لنفسها بدخول هذا النفق المظلم.
وأتذكر صدمة المشاهدين عندما بثت الاوربت مقابلة مع قيادي صهيوني.
تقديم هذه الفرصة للتأثير على الرأي العام العربي المتابع لتلك القنوات يتم من غير ثمن، والأسوأ انها تتم بركاكة وتخاذل، ومن دون تحضير محترف، لذلك تجد ان الساسة الصهاينة الذين يظهرون في تلك القنوات يمسكون بتلابيب المذيع ويديرون الحوار ويؤكدون ما يرغبون تأكيده بقوة وعجرفة، في حين السيد المذيع وقناته يكررون لهم الشكر الجزيل على إتاحة هذه الفرصة، نعم أنا مع استقطاب كتاب واعلاميين يهود وحتى اسرائيليين مستقلين لهم رؤية تجاه السلام والتعايش وحقوق الفلسطينيين ليفصحوا ارهاب الدولة وهربها المستمر من كل خطة سلام، وطمعها بكل شيء، أما أن تدعو المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية، ثم تسأله عن وجهة نظره، فماذا تتوقع ان يقول سوى بيان بلسان شارون، لايؤدي هذا الا الى تلويث العقل العربي، هل لديهم اصرار اكثر من اصرار اصحاب القضية!؟، ام ان اصحاب القضية انحصروا في فلسطينيي الداخل، يتم هذا تحت شعار ان الاعلام محايد، ورأينا ونرى كيف كان الاعلام الغربي.. محايداً جداً في احداث العراق وفلسطين!!، والحقيقة ان هناك تسابقاً وتنافساً بين بعض الفضائيات العربية تحول الى تسابق على التعري لايستفيد منه سوى الاعلام الاسرائيلي المحترف، وترى مقابلات هشة مع هؤلاء لا تطرح فيها قضايا تحدث يومياً الا على خجل وتردد، وحتى في المقابلات التي شاهدناها مع ساسة امريكيين، مثل وزراء الدفاع والخارجية لم نرَ طرحاً حول اسلحة اسرائيل النووية وسبب استثنائها، وتعريف الارهاب وتصنيفهم لإرهاب الدولة الذي يمارسه شارون حالياً، بدلاً من ذلك نرى امتناناً كبيراً على إتاحة الفرصة.
للأسف عين القنوات الفضائية العربية على بعضها البعض فقط، والإعلام يصور لنا على أنه ماكينة من غير فكر وتوجيه، انه الحياد السلبي.. إنهم يقولون أن لاعلاقة لهم بنا نحن العرب والمسلمين ولا بقضيتنا رغم أنهم يعتاشون من أعيننا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط