تبرز خطورة فيروس أنفلونزا الخنازير على الناس من كونهم لا يعرفون ما يتعاملون معه، لذلك تتركز خطط الوقاية بالنظافة ثم النظافة، وعدم المخالطة للمصابين أو المحتمل إصابتهم، وإذا جئنا للاحتمالات، فإن الأعراض متشابهة مع الأنفلونزا العادية. من هنا لا يمكن تمييز المصاب من غيره على الأقل من فرد عادي، أيضاً لا يمكن تحميل وزارة الصحة السعودية ما لا تحتمل، فهو وباء عالمي ظهر أول ما ظهر في المكسيك واجتاح الولايات المتحدة والعالم، لكن ما يؤخذ على وزارتنا العزيزة هو عدم الوضوح والارتباك، مثلاً لا يزال بعض الإخوة القادمين من السفر يتساءلون عن تلك البيانات التي يطالبون بها عن أنفلونزا الخنازير ولا يستلمها منهم أحد في المطارات، كتبت عن هذا من دون توضيح من الوزارة.
عند اجتياح انفلونزا الطيور لمناطق في السعودية كانت الصورة شبه واضحة للفرد العادي، ابتعد عن ملامسة الطيور، واطبخها جيداً إذا كنت مصراً على الأكل، وأُعدمت ملايين الطيور من النعام إلى الكنار، كانت تجربة بالغة المرارة كشفت عن ضعف الاستعدادات وعدم وضوح الرؤية وارتباك لدى وزارة الزراعة، على رغم ما قيل عن خطط استباقية، وبين الطيور والخنازير كانت جائحة نفوق الإبل التي اختصت بالسعودية وحدها، وظهر لاحقاً أنها بسبب أخطاء كارثية في الإشراف على إنتاج الأعلاف المحلية، أيضاً لم تظهر صورة واضحة للإجراءات التي تمت من مساءلة ومحاسبة لتلافي تكرار ذلك.
استعراض بعض ما تعرضنا له مهم لأخذ العبرة من خطط المواجهة الرسمية ووضوح الرؤية امام الأوبئة والأخطار، نحن لا نستطيع الفكاك من الصورة المختزنة عما حدث وكيف حدث؟، الإيجابي في أنفلونزا الطيور ونفوق الإبل أنها لم تصب البشر في حياتهم مباشرة، وإن أصابتهم في ممتلكاتهم واطمئنانهم.
نأتي لأنفـــلونزا الخنازير التي أحدثت وفيات تتزايد كل يوم، من مختلف الأعمار ولم يعد يذكر في بيانات الصحة عن كيفية التقاط المريض للفيروس، ويظهر أنها لا تعلم، بل إن أخبار الوفيات أصبحت تأخذ حيزاً صغيراً في صفحات الصحف، فإذا كان الناس لا يعرفون ما يواجهون ويطالبون بالحرص وعدم المخالطة، فإن العقل يقول ألا نجبرهم على الاختلاط.
إن التفكير مبكراً في تأجيل العودة إلى المدارس مهم مع صورة غير واضحة لضراوة الوباء ومواجهته، ومثل هذا القرار يجب ألا يحمل على وزارة الصحة، فهو من اختصاص وزارة التربية والتعليم، وتستطيع اتخاذه، ولا يمكن الاطمئنان لما جاء في بيان المتحدث الرسمي للوزارة عن اتخاذ الاجراءات المناسبة، نحن جميعاً نعلم تلك الاجراءات، أنها مماثلة لورقة الاستبيان التي وزعتها وزارة الصحة على القادمين من السفر فانتهت إلى حاويات النفايات.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
وزارة الصحة نشرت اليوم اعلان في صحيفة الجزيرة اوضحت فيه اعراض المرض ونصحت المصابين بالجلوس في بيوتهم حتى يطيبون او يموتون واكدت على عدم زيارة الطبيب الا قبل الموت بشوي
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صدقني استاذي الحبيب مالنا الا الدعاء خاصة في هذه الايام واللحظات الفضيلة انه الله يحفظنا من ماهو قادم
خاصة نحن في مكة المكرمة .
الله يستر يارب شكرا استاذي
حياك الله. أبو أحمد
من الخطأ أن نكون نعرف مداخطورة مرض مثل هذا ولا نبادر بزيارة الطبيب في أقرب فرصة ممكنة ومن المعروف تمامآ أن وزارة الصحة في كل القطعات مهتمة بخطورة هذا المرض مع بزل كل الجهود لمنع أنتشاره
بأذن الله تعالى..وطبعآ ألاننسا أن الوقاية خير من العلاج.
وقل لا يصيبناألاماكتب الله لنا..
الله يعطيك ألف عافية أستاذي الحبيب ..وكل عام وأنتم وجميع القراء الأعزاء بألف خير وصحة.
السلام عليكم
أحب أن أشكر كاتبنا الأستاذ عبد العزيز على طرح مثل هذا الموضوع فالسعوديه أكثر دوله عربيه وربما في
الشرق الاوسط عموما أكثر حالات الوفيات بها بسبب هذا المرض على الرغم من عدم وجود خنازير بها !!!!
فالحمد لله ان ماعندنا خنازير والا كان رحنا فيها
فلمذا اصبح أي مرض يسبب كارثه لدينا ولايوجد له حل ويصبح السكوت عنه هو الاسلوب المتبع فتصوروا
لاسمح الله لو ان هناك مرض نابع من عندنا فرضا ( انفلونزا الابل ) ماذا سيحل بنا هل نهلك ويكون مثل
الطاعون لاقدر الله
يجب أنا يكون هناك دراسات واستراتيجيات وطنيه وعمل لمواجهة هذه الأمور .,.,.