يقول مدير التوعية في مكافحة المخدرات بمحافظة جدة أن جهاز المخدرات السعودي ثالث أقوى جهاز في العالم وفق شهادة من هيئة الأمم المتحدة، ويذكر في حديث لجريدة الوطن حالات اجتماعية محزنة سببها إدمان المخدرات، ثم يختم حديثه للجريدة بقوله أن تهريب المخدرات في السعودية لا يدخل في إطار الجريمة المنظمة مثل معظم دول العالم.
وعجزت عن فهم المعادلة، ثالث أقوى جهاز في العالم وقصص عن حالات إنسانية بسبب المخدرات وخمسة آلاف تائب عن التعاطي ومع ذلك فإن تهريب المخدرات في السعودية ليس منظما!؟، …مثل معظم دول العالم!!، هنا معظم دول العالم تهريب المخدرات إليها يدخل ضمن الجريمة المنظمة ، وبلادنا استثناء من ذلك فهي من القلة القليلة التي يتم تهريب المخدرات إلى أراضيها فرديا أو عشوائيا، أو “براشوتيا”.
للأسف لم يذكر مدير التوعية سبب حصول جهاز مكافحة المخدرات في السعودية على المركز الثالث عالميا، هل هو حسب الإمكانيات المتوفرة له أم لكثرة عدد الضبطيات وإفشال محاولات التهريب، لو ذكر السبب لربما بطل العجب، والمعادلة ببساطة تفك ويتم حلها هكذا، تصنيف هذا الجهاز أنه الثالث في القوة عالميا بين الأجهزة المماثلة يشير إلى أنه يواجه ثالث قوة تهريب مخدرات في العالم ، حتى لو أخذنا الأمر نسبة وتناسباً لعدد السكان والجغرافيا الخ، وهذا يعني أن الأمر فيه تنظيم في التهريب وإلا لما أنشأت الدولة ثالث أقوى جهاز في العالم،لمواجهة مثل هذا الخطر الكبير،
والحرص على التهوين ليس من التوعية وليس من الإعلام وهو يودي بحياة المصداقية، المخدرات مشكلة كبيرة وحقيقة واقعة ومستشفيات معالجة الإدمان شاهد على أن هناك تنظيما في التهريب واستهدافا للبلد لأسباب عديدة أولها أن القوة الشرائية كبيرة ومغرية، فلماذا القفز على الحقائق؟، مثل أن يذكر عدد المتوقفين عن التعاطي في حين لا يذكر عدد الوفيات والإعاقة وعدد الأسر المدمرة بسبب المخدرات.
وأعتقد أن بعض الرسميين جبلوا على مثل هذه التصريحات ، فهي نماذج يتم تعبئتها ،لها ديباجة معينة لا يحاد عنها ، حتى لا يزعل المدير، ونقول أن الأمور تغيرت والحقيقة أن الرسمي لم يتغير مثل الصحفي أيضا الذي لا زال ينشر الأخبار مثلما وصلت إليه من العلاقات العامة، لا يسأل سوى عن توفر صورة حديثة، ولا يطرح سؤالا واحداً عن مضمون الخبر. الحقيقة أنه لم يتغير شيء يذكر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط