تخصيص الفقع

أضحك الله سن هيئة حماية الحياة الفطري، فقد أضحكتني بالخبر الذي نشر في جريدة الاقتصادية والذي يبشر القطاع الخاص بمنح امتياز “لقط” الفقع في محميات الهيئة، ولابد أن هذا التوجه سيؤثر على “قطاع” الفقع وأسواقه المنتشرة عند محطات الوقود على الطرق الطويلة، والخبر يشير إلى تكاثر الفقع في المحميات، ويظهر لي أنه من الكثرة بحيث أدى لمضايقة الحيوانات المحمية، لابد أن الحبارى والنمور العربية وكذا الوضيحي أصبحت تتعثر في تجوالها اليومي بثمار الأرض.. المنفقعة على سطحها، توقيت الخبر أيضا له هدف يدعم السياحة الداخلية فالأمطار الشمسية اللاهبة التي تهطل هذه الأيام على المملكة العربية السعودية وضواحيها ليس لها علاقة مباشرة بالفقع، لكن الهيئة أرادت تذكير المواطنين وفي هذا الصيف اللافح بالربيع الجميل المنعش وأزهاره والمطر الغزير الذي نأمل به وننتظره دائما من الخالق الباري سبحانه وتعالى، فأينما كان المواطن في جنيف أو لندن أو الرياض، عندما يقرأ الخبر سيتذكر الربيع ومواسم جني الفقع ويعيد جدولة سفراته.
وبتخصيصنا لقطاع الفقع وطرح امتياز “لقطه” وجنيه للقطاع الخاص نصل إلى ذروة الخصخصة ونتسنم أعلى درجات سلمها، ونبدأ في مرحلة اقتصادية جديدة، وأقترح على الهيئة فتح الباب على مصراعيه لرأس المال الأجنبي للاستثمار في هذا القطاع الغذائي الهام. إنه لا يختلف كثيرا عن الكافيار في الندرة وارتفاع الطلب، ونشاط لقط الفقع اقتصاديا واستثماريا مؤهل لجذب رؤوس أموال أجنبية وهو أكثر فائدة للاقتصاد الوطني من تلك الورش والدكاكين التي رخص لها على أنها استثمار أجنبي… “مجذوب”!، على الأقل القيمة المضافة في الفقع مرتفعة، والسبب أن لا يد لمسته!، الغريب أن أيدينا ما أن تلمس شيئا حتى “تدحدر” القيمة المضافة التي تعود على اقتصادنا منه.
والقطاع الخاص مرشح لإنجاح هذا التوجه، مع النشاط الكبير الذي يمارسه في جذب الطلب والمستهلكين. وهو متخصص في “الفقع” منذ زمن طويل ومارسه مع المواطن، لذلك أتوقع أن يستثمر هذه الخبرة ويتحفنا أصحاب امتياز لقط الفقع بمنتجات جديدة معبأة بشكل راق، تغني بعضا منا عن استيراد الفقع من بعض الدول، فتختفي الأسماء التي نعرفها للفقع مثل “الزبيدي” و”الخلاسي” و”الجبيه”، ليصل الى الأسواق فقع الكبد وفقع القلب!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.