إنها السياسة

من المثير للانتباه تصريح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل أيام عندما قال أمام مجموعة من المسؤولين اليمنيين إن الحرب بدأت اليوم! ومعلوم أن الحرب في اليمن مع المتمردين متواصلة منذ أشهر. تزامن تصريح الرئيس اليمني الأخير مع بداية هجمات قوات سعودية لتطهير حدودها من المتسللين المسلحين بعد حادثة قتل جندي وإصابة أحد عشر. الحقيقة أني لم أفهم مغزى التصريح، خصوصاً بعد كل الجهود التي بذلها – ويبذلها – الجيش اليمني في إخماد التمرد. لكن الواقع يجبر على القول إن على الحكومة اليمنية إصلاح أوضاعها الداخلية ولمّ الشتات السياسي بين الأطراف المتصارعة وإيجاد فرصة حقيقية لإعادة اللُّحمة الى الوحدة الوطنية اليمنية، هذا هو السبيل لإبعاد الأطماع الإقليمية والدولية، و «صديقك مَنْ صدَقك القول لا من صفّق لك».
* * *
لوحظ أن بعض الدول العربية لم تعلن موقفاً محدداً من الإجراءات التي اتخذتها السعودية لحماية حدودها ودفع المتسللين المسلحين إلى خارجها، ولا حتى بتصريح عاطفي. ولا ينسى أن من هذه الدول من انشغلت السياسة السعودية في فك حصار دولي عنها حتى نجحت، ومنها ما عملت السعودية ما الله به عليم للحفاظ على استقرارها، وبعض آخر منها ينتمي إلى مجلس التعاون الخليجي «ما غيره»! مع استمرار آلة إعلامية في ترديد أغنية «شعللها شعللها»، هذه المواقف بحاجة إلى مراجعة سريعة ودقيقة.
* * *
بعض الإخوة الإعلاميين الذين يحرصون على الظهور بكثافة في القنوات الفضائية هذه الأيام للتعليق على ما حدث ويحدث في الحدود السعودية – اليمنية نسوا «مواقعهم» وصاروا يتحدثون وكأنهم مسؤولون حكوميون على رأس العمل!
* * *
صديقي أبو سعد أصرّ على طرح فكرة مهمة، يقول الرجل إن من المهم رفع المكافآت لرجال الأمن السعوديين على نقاط التفتيش في الطرق البرية عند قبضهم على متسللين، وهي فكرة وجيهة، لها حاجة، وأضيف أن جهودهم لا تختلف عن جهود رجال الجمارك ومكافحة المخدرات عند إيقافهم شحنات التهريب إن لم تكن أهم في هذه المرحلة، ومن الجدير بالذكر أن مديرية الجوازات أعلنت أخيراً عن عقوبات على مخالفين ساهموا في نقل المتسللين والمخالفين لنظام الإقامة، مع السجن سنتين هناك غرامة 100 ألف ريال ومصادرة المركبة مع تعدد الغرامات بتعدد الأشخاص الذين وقعت المخالفة بشأنهم. وفهمت بعد العودة الى موقع إدارة الجوازات أن هذا محصور بنقل المخالفين لنظام الإقامة إلى داخل المشاعر، إذا كان فهمي صحيحاً فإن الحاجة ماسة ليتم التعامل بهذه العقوبات على جميع مخالفات نقل المتسللين والمخالفين لنظام الإقامة في جميع أرجاء البلاد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على إنها السياسة

  1. ahmed ali alyaqot كتب:

    1 – تصريح الرئيس اليمني يدل على فرحه بتخفيف الضغط عنه ، وهذا اعتراف بنجاح الحونيين في جر السعودية الى هذا المستنقع القذر بهدف تدويل القضية ، والدليل هو مسارعة وزير خارجية الفرس بتحذير دورلا الجوار من التدخل في شئون اليمن.
    2 – اعلن مجلس التعاون بالامس تضامنه مع السعودية بكل قوة في بيان صادر عن وزراء خارجية دول المجلس الخليجية على لسان رئيس الدورة الحالية الوزير العماني العلوي، كما اعلنت الجامعة العربية على لسان امينها العام (الذي يحبه شعبولا) مساندتها وتأييدها للسعودية في الدفاع وصد العدوان عن اراضيها وحدوده.
    3 – مع الاسف هناك الكثير من التصريحات العنترية من بعض الاعلاميين والقليل من المسئولين بالسعودية ، واعتقد ان بعض التصريحات غير مدروسة واخذها الحماس دون حسبان العواقب ، وتناسوا المبدأ الاصيل (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وأمام اعينهم مثل واضح وصارخ في هذا الشأن : فها هي ايران تدعم منذ سنوات ولا زالت تدعم الحوثيين ، ولكن بهدوء وبدون اعلان أو تصريحات نارية ، لا بل وتنكر تنفي هذا الدعم بكل وقاحة ، ولكنها السياسة القذرة!
    حفظ الله وطننا السعودية ورد عنا كيد العدوان .
    مع تحيات : احمد العلي

  2. نايف |~ كتب:

    كتبت .. { وبعض آخر منها ينتمي إلى مجلس التعاون الخليجي «ما غيره»! }

    لا يستغرب عليه .. فهو في كل أسبوع لديه رحلة إلى الوليات المتحده الأمريكية ويتابع البرايم ع أحفاده فكيف تريد له أن ينصرف إلى أشياء تعكر صفو مزاجه .

    الله يرحم من سبقه .

  3. علي بن ثاني كتب:

    رد على الاخ نايف:
    ليس المقصود من ذكرت ، ولكنه ذاك البار بوالديه وراعي قناة الفتنة الفضائية

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ذكرتني الله يسعدك يابو احمد بفيلم عادل امام احنا بتوع الاتوبيس .
    الله يستر استاذي ..

  5. أحمد العلي كتب:

    الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية: وهو من دولة قطر هو اول من صرح بتاريخ 6 نوفمبر 2009م أن أي مساس بأمن المملكة مساس بأمن كل دول المجلس.
    فالحمد لله ان حكومات وشعوب دول المجلس جسد واحد اذا اشتكى احدهم تداعت اليه بقية الدول ، وليس موقفهم التكاتفي من حادث احتلال الكويت ببعيد.
    وهنا نص تصريح معالي العطية في مساء نفس اليوم الذي حصل فيه حادث الاعتداء الحدودي على رجال الامن السعوديين:

    الرياض – واس:
    دان عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشدة, عمليات التسلل والتجاوزات التي قام بها مسلحون تسللوا إلى داخل أراضي المملكة العربية السعودية في منطقه جازان، وأسفرت عن استشهاد رجل أمن وإصابة عدد من العسكريين كانوا يؤدون واجب العمل على تأمين الحدود من الجانب السعودي .

    وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، أن أي مساس بأمن المملكة هو مساس بأمن كل دول المجلس، باعتبار أن ذلك كل لا يتجزأ، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية، وفي ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قادرة على حماية أراضيها وتأمين حدودها ، ووضع حد لكل من تسول له نفسه، القيام بأي عمليات تسلل أو تخريب، التي سيكون مصيرها الفشل الذريع .

    وجدد الأمين العام لمجلس التعاون التأكيد على وقوف دول مجلس التعاون مجتمعة إلى جانب المملكة العربية السعودية، في سبيل الحفاظ على أمنها واستقرارها وازدهارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها .
    مع تحيات: أحمد العلي

  6. سليمان كتب:

    موضوعك اليوم دسم جدا فهو قوزي محشي ارانب وحمام وعصافير ودخّل والدخل محشي قعاسي !
    لا تلومني اخي الكريم فالمفردات تفرض نفسها
    الرئيس اليمني لم يعمل شيئا ليخفف عنا في موضوع التهاون وليس التعاون بترك الحبل على الغارب للمتسللين الذين ملأوا البلد من ابناء اليمن
    هو يريد أن يرتاح منهم ومن شكواهم في الفقر والبطاله
    ونحن نبوء بهم وتسولهم وبعض مخالفاتهم الأمنية ..
    والجيد منهم من يسيطر على فقرات التجارة ومفاصلها !!
    ماذا فعل علي عبد الله ؟
    الآن جير الحرب فأصبحنا نحن من نحارب عنه بالإنابة
    واستراح وريح جيشه المتهالك !
    اليس حريا به ان يتعاون معنا في موضوع المتسللين ؟!!!
    ياللعجب

    الموضوع الآخر وهو الدول التي لم تساند المملكة ولو بتسجيل موقف اعلامي !!
    السبب هو ان وراءهم ايران
    نحن نعتب على الكثيرين
    والغريب انهم جميعا ممن امتدت اليهم يد المملكة بسخاء بسخاء بسخاء فنسوا المودة والإخاء
    صدق من قال : إتق شر من أحسنت اليه !

التعليقات مغلقة.