آفة الأخبار الصحافية

كلما كان الحدث قريباً وداخلياً، ابتعدت هيئة الصحافيين السعودية عن التفاعل معه، وكأن شعارها غير المكتوب «لا تحرك تبلش»، أو قولهم المأثور «امشي جنب الساس ما يدري عنك أحد». لكنني هنا لا أتطرق إلى موقف تعرّض له صحافي – مثل ذلك الزميل الذي أُوقف مدى الحياة من دون معرفة ملابسات القضية حتى الآن – بل إلى المواجهات المسلحة على الحدود، ومرابطة جنود الوطن المخلصين، وأخبار نشرتها بعض الصحف اتضح عدم دقتها، لأنها اعتمدت على مراسلين جدد لا خبرة لهم، دفعتهم الحماسة والاستعجال من دون إشراف مناسب، ما اضطر جهات رسمية إلى نفي هذه الأخبار، والأثر السلبي لذلك معروف. يحدث هذا ومراكز القوى المسيطرة على مجلس إدارة الهيئة مكوّنة من رؤساء تحرير مطبوعات من صحف ومجلات. المعنى أنهم المعنيون أساساً بهذا، لم ألحظ اهتماماً أو اجتماعاً صحافياً «يسوى» ويتساوى مع حجم الأحداث، ولن أستغرب لو قال بعضهم: «ما جانا توجيه»، لأن من ينتظر التوجيه من دون أن يأتي، سيستمر في الالتفاف حول نفسه! علماً بأنني لا أطالب ببيان شجب أو تضامن، فهذه الأمور في هيئة صحافتنا خاصة بالأحداث الخارجية وفي بلدان محددة، بل أطالب بسد الشقوق المهنية، احتراماً للقراء والرأي العام، وتخفيفاً على المتحدثين الرسميين العسكريين من تصريحات النفي. ومن الطريف أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام الأستاذ عبدالرحمن الهزاع اضطر لكتابة مقال بعنوان «آفة الأخبار رواتها»، مؤكداً أن تلك الصحف ستفقد الصدقية لدى القارئ. أقول وبالله التوفيق: «افتحوا التراخيص ويكون خيراً»، ثم إن لدي ملاحظة لأبي ياسر، فهو بحكم عمله وكيلاً للنشر والمطبوعات، يستطيع دعوة المعنيين بتلك الأخبار، ليقول لهم بصوته الجهوري: «يا جماعة الربع… ما يصير».
* * *
تصريح رئيس الجالية اليمنية في السعودية لصحيفة محلية حول وجوب الحذر من جامعي التبرعات على أبواب المساجد وبعد أداء الصلوات في غاية الأهمية، إذ حذّر من تلك الأساليب لتمويل المخربين، حتى لو تلبست أردية إنسانية مكشوفة، أو تذرعت ببناء مساجد، وحفر آبار للرضع واليتامى. خصص رئيس الجالية التصريح والتحذير لليمنيين المقيمين في السعودية. وبدوري أوجهه للإخوة المواطنين والمقيمين، ويُضم إلى جامعي التبرعات أيضاً المتسولون المتناثرون، ومع وقوف رجال القوات المسلحة بصلابة لحماية الحدود مع إخوانهم في حرس الحدود وإدارة المجاهدين، ستنخفض حالات تهريب المخدرات وتجارة البشر والأسلحة إلى حد كبير، وهي كما هو معلوم من مصادر تمويل المخربين المعتدين. تذكّر أن ريالاً تقدمه من دون وعي قد يتحول إلى رصاصة في صدر أخ لك يسهر على حراسة أمنك وسلامة وطنك، أما إذا سألك من لا تعرفه بالقول إنه جائع، فقدم له رغيفاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على آفة الأخبار الصحافية

  1. عبدالعزيز العلي كتب:

    اهلين استاذي عبدالعزيز

    ايضا لا تنسى البائعين الجائلين في الشوارع وعند المساجد وخاصة ايام الجمع بكثرة ترى البائعين من الجنسية اليمنية.
    تقبل اطيب تحياتي وتقديري

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الله يوفقك استاذي اعفينا من الحديث عن هئية الصحفيين وهي هئية من لاهئية له فقط.
    اما التبرعات فالامور مشربكة يمين شمال ماعاد صرنا نعرف نتصدق على مين والا الواحد يتصدق
    على اهل بيته افضل شكرا استاذي الحبيب .

التعليقات مغلقة.