السعودة ..في النخل!

إذا كانت الأجهزة الحكومية من وزارات وهيئات غير جادة في السعودة فلا يمكن أن نلوم القطاع الخاص، فإذا أردنا أن نعرف ما يدور في القطاع الخاص علينا أن نعرف ما في داخل القطاع العام!. و”في النخل” تقابل في المشمش، ولأنه ليس لدينا مشمش ونحن في موسم الرطب والنخل فالسعودة في الحقيقة والواقع هي في النخل، والقضية متراكمة هناك أعين مغمضة وأخرى نصف نائمة، ومادامت وزارة العمل مسؤولة عن تنفيذ السعودة في القطاع الخاص فإن وزارة الخدمة المدنية مسؤول عنها في أجهزة الحكومة، لكنها نائمة ، هي في قيلولة منذ زمن بعيد إنها تنتظر المعلومات تصل إليها وليس لها مصدر سوى الجهاز الذي ينبغي إصلاحه أو الإحلال في إداراته، وحتى لا أتهم بإلقاء الكلام على عواهنه ، أقدم لك ،عزيزي قارئ أحيانا، نموذجا لحال الأجهزة الحكومية وهو مثال أجزم أن كثيرا من الوزارات والهيئات لا تختلف عنه إن لم تكن الحال أكثر سوءا، قائمة بالموظفين غير السعوديين في وزارة الصحة وصلتني من قارئ كريم، القائمة حديثة والوظائف التي يشغلها غير سعوديين عجيبة، والعدد أراه كبيرا أكثر من أربعمائة وأربعين وظيفة مشغولة بغير سعوديين، وليس من بينها وظيفة خطيرة تحتاج إلى خبرة نادرة، والمراتب تبدأ من المرتبه الثانية وتصل إلى التاسعة!!، وفيها خامسة وسادسة وسابعة، أما الوظائف فهي متنوعة وفيها أمور مثيرة ومضحكة، أتجاوزها مؤقتا، والوظائف كالتالي ، فمن مدرس، مراقب بيانات، مترجم ، مشغل أجهزة حاسب، فني تغذية، مراقب وبائيات، فني سجلات طبية الخ .. وتنتهي لتصل إلى كاتب و مساعد سباك، طباخ.بعض هذه التخصصات كما أخبرني أهل الخبرة أقفلت أقسام دراستها محليا لتشبع السوق وكثرة الخريجين،وهي موجودة في الوقت الذي يقبل السعوديون بوظيفة جرسون. هذا في وزارة الصحة لوحدها ضع مثل هذا الرقم والوظائف أمام كل وزارة وهيئة، ولاتنسَ حجمها، سترى العجب العجاب وسنكتشف أننا لسنا بتلك الحاجة الماسة لصدقات القطاع الخاص ومنته لتوظيف السعوديين، لكن الأمور تسير بالبركة و”حسب التساهيل” فنحن نعتمد على الخطابات وأرقام الصادر والوارد ولم نستطع أو لا نريد أن نغوص رغم أن قضية السعودة قضية مصيرية وأمنية واجتماعية، الكل يقول “مالي شغل” ، ويستبقي هذا وذاك لأسباب متعددة، رغم أن هذا وذاك من الأخوة غير السعوديين يمكن أن يحلوا مرحليا بدلا من أولئك الذين يستقدمون يوميا بمعنى أنهم لن يتم رميهم في الشارع ، بمثل هذه الأوضاع آلا يحق لي أن أقول أن السعودة في النخل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.