مع حجم الكارثة الكبير الذي أصاب جدة ومناطق حولها إلا أن حجم الدهشة كان أكبر، لماذا؟ لأن هذا كان متوقعاً وإن لم يكن بهول صور الضحايا والخسائر الموجعة، تراكم تاريخي من عدم المساءلة والشفافية في قضايا تمس السلامة العامة، لا بد أن يحدث مثل هذا بل وأفدح.
ما حدث على رغم عدم تصور حجمه لم تكن أسبابه وليدة أمس أو الأمس، إنه نتيجة استكانة وتراخٍ في المحاسبة المعلنة، وإذا كانت صور الأضرار مؤلمة في مناطق عشوائية وأراض منخفضة تم استخدامها وهي لا تصلح للسكن، فإن هناك إنشاءات جديدة فاخرة لم تُفتح أبوابها إلا منذ أشهر قليلة تضررت، واستيقظ بعض سكانها والماء في غرف النوم، والأيام المقبلة ستكشف صوراً جديدة، ونحن هنا أمام منشآت كلفت كثيراً، على أحدث المواصفات العالمية كما قيل عنها، وعملت عليها أكبر شركات الإنشاءات في البلاد.
من المتوقع أن تسبب الكوارث الطبيعية أضراراً، هذا يحدث في مختلف دول العالم حتى الأكثر تقدماً إلا أن حجم ما حدث من ضحايا وأضرار لا يمكن تبريره، وإذا استمر الوضع كما كان، أي من دون محاسبة معلنة وشفافية حقيقية، فمن المتوقع أن تتكرر المأساة، بل قد تكون مثل هذه المآسي «فرصة» لأشغال ومقاولات جديدة، وإعلان حاجات جديدة. بلايين لا تتضح فوائدها للسكان البسطاء.
كلنا قلباً وقالباً مع العاملين المخلصين في منطقة مكة المكرمة وفي مقدمهم أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل الذي لم يخفِ تأثره مما حدث، وهو الرجل الذي يحاول جاهداً رفع مستوى المنطقة بما فيها جدة وعجائبها، وهو المشغول بأعباء موسم الحج، وراحة الحجيج وسلامتهم كانتا شغله الشاغل ومركز اهتمامه في أيام مفصلية من الموسم، لتأتي المفاجأة في جدة.
قائمة المسؤوليات تطول، ولو كانت هذه السيول عابرة للحدود لما خفف ذلك هول المفاجأة، ولكنها سيول داخلية أين منها جهات الرصد والإنقاذ والتوقعات للوقاية؟ لو تم التحذير والتنبيه للسكان لكان عدد الوفيات أقل والخسائر أدنى، وهذا لا يقلل قيد أنملة من إيماننا بالقضاء والقدر. أسئلة تطول بطول عمر جهات حكومية في جدة على رأسها الأمانة وبلدياتها.
تحتضن أكثر من مدينة في بلادنا جزءاً من محافظة جدة بعشوائياتها ووديانها التي لا تصلح للبناء، سُمح باستخدامها لعقاريين باعوها للبسطاء ومحدودي الدخل أو جرى التغاضي عن وضع اليد عليها من بعض الأفـراد، وهو ما يفتح ملفَ الولع بالمدن المسطحة، ويستدعي تجريم بيع ما تُتوقع منه أضرار مستقبلية.
مصاب جدة مصاب فادح، أصاب قلوبنا في أيام عظيمة، والتهوين منه مــهما كانــت المسوغات أشد ضرراً في المستقبل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
لاحول ولاقوة الا بالله, وحسبي الله في كل من كان السبب. لابد من محاسبة كل مسؤول عن الكارثة كبيرهم وصغيرهم . رجاء لاتجعلوا موتانا مجرد عدد .
ابو احمد مساك الله بالخير
المضحك المبكي مسؤول في الاخبارية يحمل الناس المسؤولية لأنهم
1 ــ طلعوا يشوفون المطر
2 ــ بنوا في اماكن معرضة للسيول
تبي الصدق ودك تربصه في بحيرة المسك شهر لين ………
صـــــبـــــاح الخير أستاذ عبدالعزيز ولقراءك صباح آخر ” بالنسبة للسيول في مدينة جده …تعتبر فوضى ” والفوضى ضمير ميّت …..وكيف نقول لضمير ميّت ” اصحى أنت حيّ !!!؟ ما حدث لجده ” إحتيااااااااااال على المواطنين …..راعوا ذممكم ….وفي الشتاء القادم ” تحروا عن مدن المملكة واسألوها ..ماذا تحتاجين يا مدينة حتى تواجهي الأمطار الغزيرة !!!؟ بذمتكم بماذا ستيجب المدينة !! ستصرخ ” أريد أماكن تصريف سيول في الشوارع والسكك ..والحارات ” بعض الحارات تغرق في شبر مويه فما بالك بسيل ….!!؟ الأرصاد الجوية أين دورها ” هل دورها فقط في نشرة الأخبار !!؟ عندكم شاشات عرض كبيرة في المدن ” تعرض الإعلانات ” استغلوها في نشر حالات الطقس خاصة في الشتاء …حذروا الناس من خلالها من الأمطار .. والضباب …أما القرى المسكينة ” فأستخدموا الجنود المتواجدين في الشوارع ” مرور الطرق ” أخبروهم بالنشرة الجوية عن طريق اللاسلكي ..الذي يحملوه …وهم بدورهم يحذروا المواطنين !!؟ هي أفكاااااار صغيرة لكنها تنفع …وبالنسبة للأسواق ” عن طريق رجل الإعلانات وميكرفونه يمكن أن يعطي تصورا عن الجوّ…أما بالنسبة للبيوت القديمة الآيله للسقوط ” فيجب تحذيرهم من الأمطار وبإقتناع وبإقناع …الإقناع يتم عن طريق توفير سكن لمن يكون بيته على وشك السقوط في المطر !! مرة أخرى أكثروا من مصاااااارف السيول ….أو أعيدوا تخطيط المدن من جديد وبذمة ” في هذا الوقت يبد ذلك مستحيلا “…لا تقولوا للضمير الميت ” اصحى ” فقط حاسبوا المتسببين في الكوارث ………شكرا أستاذ عبدالعزيز وربي يحفظ بلدي
استاذي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بس استاذي احنا هنا ممنوعه عندنا المسؤل يستقيل بس هذا السؤال .
واجري واجرك على الله اذا لقيت لنا اجابة .. لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
شكر استاذي ..
بصراحة كل حاج يرجع من السعودية يشعر بتردى الأوضاع فى السعودية خاصة فى مطار جدة حيث لا حضارة ولا تقدم بل مزيد من التعقيدات وكأنهم لأول مرة يقام الحج على ارضنا حيث الفوضى وجلوس المسافرين على الأرض وطول اجراءات السفر ومع ذلك تجد من يبرر كل هذه التصرفات الغير حضارية حتى الأمطار والسيول والقتلى تم تبربرها بطرق عجيبة لكن الملك لم يتقبل كل هذه التبريرات وهذه خطوة طيبة ..