أبحث عن المختصين بالشأن اليهودي، العالمين بأطياف نسيج المجتمع الإسرائيلي، أبحث عن الدارسين للحركة الصهيونية العنصرية، المتابعين بحكم التخصص والاهتمام لما يحدث داخل الكيان الصهيوني، وسط الأحزاب الدينية المتطرفة هناك، أبحث عن مثل هؤلاء ولا أجدهم، على الأقل لا أسمع لهم صوتاً، رغم أن الصراع العربي الإسرائيلي تجاوز عمره نصف قرن.
أبحث عن من يغوص في مناهج التعليم الديني هناك والتعليم المدني، ونحن نعلم منها شذرات، ليخرج لنا أسس العنصرية والكراهية وسيادة عرقهم المتميز على الآخرين، لا يكفي الممارسات التي تمارسها دولة العدو كل دقيقة، التبريرات جاهزة والقوة المهيمنة على العالم تحت تأثيرهم، لكن إذا نبشنا أدبياتهم سيختلف الأمر، ويمكن عندها إحقاق الحق وقلب الطاولة عليكم.
هم يقرأون كل ما نكتب وننشر ويقال في مساجدنا ويستخدمونه بذكاء وخبث، يوقتون له ويدعمونه، يزيدون زخمه في اللحظة التي يرونها مناسبة، ونحن نستمر في موقف المدافع، دائماً فعلنا هو رد فعل، زمام الأمور بعيداً عن متناول أيدينا، نتهاون دائماً عن الامساك به.
أبحث عن مثل هؤلاء الدارسين ولا أجدهم، أولئك الذين يعتمدون على ما هو موجود يتم تداوله داخل مجتمع العدو.
إن التعويل والاعتماد على العمل العربي المشترك لمثل هذه المواجهة خطأ كبير، ونحن نرى ان إسرائيل، وقت ما تريد، تستطيع استعداء الولايات المتحدة الأمريكية على الدول العربية والإسلامية دولة دولة، وتنجح في ذلك، تقوم باقتدار بدور مخرج ماكر يدير الكاميرا ويحرك الأبطال، بعيداً عن مواجهة العدسة.
حديث التمني عن العمل العربي المشترك والتنسيق أثبتت التجربة عدم فاعليته، بل إنها أثبتت في بعض الأحداث خطورته!؟، ولأن المملكة هي الدولة الأكثر استهدافاً في سياسة الادارة الأمريكية الحالية، وإسرائيل هي الدولة الأكثر رعاية ودلالاً، وبثبوت ان إسرائيل هي الترس الأكبر في ماكينة الحملة الأمريكية على المملكة أدعو لأن نعتمد على أنفسنا وننبش الشأن اليهودي الإسرائيلي ونبرزه على السطح، لتظهر العنصرية والفوقية الإسرائيلية البغيضة، وليعلم العالم على ماذا يربون أبناءهم وماذا تقول معتقداتهم عن العالم أجمع بمختلف أعراقه وأديانه. إنها ليست حملة وستنتهي، بل هي حلقة في سلسلة طويلة ستستمر إلى أن تحقق إسرائيل أهدافها الاستراتيجية بمخلب أمريكي حالياً، كان فيما مضى مخلباً بريطانياً ومستقبلاً أي مخلب آخر، لذلك لابد من الاعتماد على النفس والتأسيس لاستراتيجية مواجهة واضحة المعالم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط