“ميمري”

مبروك …،” ميمري” هو الاختصار لاسم أو مركز إٍسرائيلي لدراسات الشرق الأوسط..وأين؟.. في بغداد!، وهذا الخبر ليس جزءا من نظرية المؤامرة، ولا علاقة له بالحكايات الفكاهية التي يطلقها الإعلام الغربي عن المجتمعات الإسلامية والنظارات السوداء التي يلبسها جنود بوش فتكشف أجساد النساء، بل هو خبر نشرته هذه الجريدة يوم الخميس الماضي نقلا عن وكالة “أ.ش.أ”، قال الخبر أن المنظمات الصهيونية أسندت إدارة هذا المركز لجنرال إسرائيلي متقاعد كان مستشارا لشارون، وبدأ هذا المركز العمل بتحليل ما ينشر في صحف العراق الوليدة.
انظر إليهم كيف يعملون؟، وانظر إلينا نحن العرب والمسلمين كيف نتجادل وننتظر ثم نحاول الدفاع عن أنفسنا، وانظر كيف يفعل بعض منا بنا.
بالنسبة للكاتب هناك أكثر من صيغة لتناول هذا الخبر ، الأولى مطالبة مجلس الحكم الانتقالي في العراق أن يصدر بيانا ينفي فيه هذا الخبر وما سبقه عن تغلغل اليهود شركات وأفراداً في الحياة العراقية، الملاحظ أن المجلس لم يتطرق لهذا على الإطلاق، العجيب أن مثل هذه الأسئلة لا تطرح على أعضائه حتى من القنوات الفضائية العربية.
المنحى الأخر وهو الأهم بالنسبة لي ، يعود بي لمقال يوم الأربعاء الماضي المعنون” دائما في موقع دفاعي” الذي أتلمس فيه وأبحث عن مختصين وباحثين عربا ومسلمين في الشأن الصهيوني واليهودي وفي أطياف المجتمع الإسرائيلي ونخبه الحاكمة…فلا أجد أحدا ، ولا أجد من يجمعهم وينشىء منهم فريقا باحثا يستند إليه.
الصديق الدكتور عبد العزيز بن سلمه، علّق على مقال يوم الأربعاء بجملة قصيرة وعميقة، اختزلت أسباب هذا النقص بل الفقر المدقع، يختصره الدكتور السبب في “تقييد المبادرات الفردية بقيود رسمية”، نعم هذه حقيقة.
نظريا القيود الرسمية وضعت للتنظيم والتقنين، واقعا القيود الرسمية حواجز مصطنعة تقتل المبادرات الفردية التي هي الأساس، لأنها ناتجة عن حرص وحب بحث وغوص، هنا المسألة ليست وظيفية على الإطلاق ولا تختزل بإنشاء مراكز بحوث بقرارات رسمية لأنها ستكون محطة من محطات مراكز التشعلق بالكراسي.
لماذا يقيدنا القيد الرسمي إلى هذا الحد، ليس في هذا المجال فقط انظر إلى كثير من الأنظمة – القيود تجدها هي المشكلة..العائق الأول، المفترض أنها تعبد الطريق لكنها تضع جدرانا ومطبات شاهقة.
هي دعوة قديمة لم تجد صدى يذكر، ولا زلت أكررها ، هل نستفيد من أعدائنا؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.