المناضل من أجل حقوق الانسان والديموقراطية في العالم العربي ، والكاتب الشهير، ماغيره ، السيد توماس فريدمان شن هجوماً لاذعا على عمرو موسى أتهمه فيه بالنفاق، بل أكثر من ذلك وهو محاولة حماية نظام صدام حسين من الهجوم!!، السبب أن جامعة الدول العربية لم تؤيد المجلس الانتقالي العراقي،حيث قال أمينها “لو أن هذا المجلس كان قد انتخب، لكان قد نال الكثير من السلطة والمصداقية”، هذا التصريح أزعج داعية الديمقراطية في العالم العربي والخليفة المنتظر لمانديلا، لسبب يراه وجيهاً وهو أن لا دولة عربية تؤمن بالانتخاب، أنا لم أر في مقال فريدمان رياء بل أرى فيه افتراء محضاً وصارخاً يقلب الحقائق، فهو يدعو للديموقراطية ويستغرب عدم البصم على المجلس الانتقالي المعين من بريمر، ثم يتكئ فريدمان على من وصفه بالدبلوماسي العربي ، حيث أبدى له الأخير دهشته من “العالم العربي الذي لم يناقش أسلحة الدمار الشامل، ولا المقابر الجماعية في العراق”، لم يفصح لنا فريدمان هل الدبلوماسي العربي من الأحياء أم من الأموات؟، وهل هو ممن يقول في الصوالين غير ما يقوله في العلن! ، ويخبر الأمريكيين خلاف ما يقوله للعرب، كما يقول الساسة في واشنطن دائما،حتى نستطيع الفهم والخروج من دهشة الصدمة، أنا أخبرك يا راعي حقوق الإنسان والديموقراطية الواعدة في العالم العربي، أخبرك عن الأسباب، بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل هناك صراخ منذ زمن طويل عن أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية، ولكنكم لا تسمعون يا سيد توماس أما أسلحة صدام فلقد ثبت أنها أكذوبة وننتظر أن تقدم لكم إسرائيلي قنبلة أطفال ذرية صغيرة ملونة، لتوضع في أحد أقبية بغداد وتريحكم من عذاب الضمير. من هو الذي لا يناقش أسلحة الدمار الشامل !؟، أم أنك تعتقد أن مالدى إسرائيل ليس سوى معدات تنمية اقتصادية ، تدعم و تحث على “فتح” أسواق الشرق الأوسط!.
أما سبب عدم مناقشة المقابر الجماعية في العراق ، فهو أنتم!؟.
لقد اشغلتمونا، يا داعية حقوق الإنسان بمقابر طازجة يومياً على سطح الأرض في العراق،فلماذا ننبش ما تحت الأرض، ثم إن لنا تاريخاً مع المقابر الجماعية المستمرة من حليفتكم الاستراتيجية الديمقراطية ، هل تريد أن ننشغل في مقابر بالأبيض والأسود ولدينا مقابر ملونه، أيعقل أن ننصرف إلى جثث متفسخة لم يبق منها إلا العصاعص ونترك جثثا طرية لازالت وسط برك الدماء، هل ترضى لنا مشاهدة مقابر تم تشييدها بأسلحة قديمة وننصرف عن مقابركم الأكثر حداثة وتقنية وإثارة، هل تقبل لنا ذلك ونحن في القرن الأمريكي.
ألا ترون معي أن فريدمان لا يختلف عن الصحاف كثيرا، في التزييف وقلب الحقائق ،ولكن بثوب أمريكي. في المضمون هما سواء ، شكلاً الصحاف كان عبداً مأموراً، خاف على نفسه وأسرته ولم يرغب في ترك مكاسب شخصية، لم يكن يستطيع نقد سيده المهاب،في حين يمارس فريدمان حريته الكاملة في نقد جورج، وهو حر من أي منصب رسمي، لكنه يفتري ويغمض عينيه عن أسلحة موجودة ومقابر طازجة، ونسف يومي لما يسمى جهود السلام، فوق هذا يواصل الهجوم على الجثث.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط