البحث عن وسائل عقاب أخرى للجانحين غير السجن مطلب مهم، خصوصاً لصغار السن، لأسباب منها ان السجون قد تتحول إلى مدارس لتبادل الخبرة وترسيخ نوازع الإجرام… من جيل لآخر، أيضاً هي مكان محتمل للتجنيد في عصابات أخطر، إضافة إلى ازدحام السجن. وفي ذلك محاولة الاستفادة من الطاقات في ما يفيد المجتمع بما يجعل الفرد المنحرف يكتشف نوافذ أخرى في الحياة ليعود الى الطريق المستقيم. هذا كتب عنه الكثير وأشرت إليه امس وهناك مؤشرات إلى البدء في التوجه نحوه، الا ان هذا لا يجعلنا نغض النظر عن التفريط المحتمل، لأن القصد من العقاب هو الزجر والردع.
قرأت خبراً عن قاض حكم على سارق صغير السن (12 عاماً) كما قالت صحيفة «الوطن»، حكم عليه بتقديم بحث عن السرقة، ولم يفصل الخبر في الموضوع، والتفصيل هنا ضروري. بعض الأخبار إذا كانت مقتضبة وغير مكتملة قد تعطي اشارات سلبية، هذا النقص في الخبر يجعلنا نلجأ للاحتمالات، فموضوع السرقة غير واضح، هل هي تفاحة مثلاً خطفها من محل؟ ام انه كسر باب منزل او زجاج سيارة، الأمر يختلف باختلاف اسلوب السرقة والإصرار عليها وسوابق لها. ولن اتدخل في حكم القاضي، لكن في الوقت نفسه اريد الاطمئنان.
اذا كانت شهادات الدكتوراه والماجستير تشترى عن قرب وبعد بصورة معلنة، وقد كشفت قوائم اسماء ملمعة، والبحوث تباع، بل تعرض من خلال البريد الإلكتروني، فماذا يمكن لنا تخيله لإنجاز بحث «صغير» عن السرقة يمكن الحصول عليه من محال خدمات الطالب بمبلغ ضئيل. اعلق هنا على خبر ناقص لذا قد يعتري الطرح بعض النقص إلى ان تتضح الصورة من اهل الخبر.
والقصد ألا يؤدي توجه لبدائل عقوبة السجن إلى التفريط.
أمر آخر هو الحق العام في قضايا مختلفة، مثل القتل العمد وغير العمد والعفو عنه إما بدية أو لوجه الله الكريم. في الأخبار التي تنشر عن هذه القضايا لا يذكر شيء عن الحق العام بل يبرز نجاح الصلح بين طرفي النزاع لا غير، والحق العام هو حق المجتمع والنظام الذي يحكمه، ومن المهم ذكر عدم التهاون فيه، لأن الصمت عن ذكر ذلك قد يعطي اشارات سلبية مضرة بأمن المجتمع.
وفي الخبر أعلاه إشارة إلى عقاب لمفحطين ولمتهوري السرعة برعاية معوقين، لعلهم – اي المعوقين – من ضحايا الحوادث المرورية ليتحقق الردع والعبرة. حراسة دقة تطبيق مثل هذه الأحكام في غاية الأهمية، ونحن في قضايا الرقابة «لك علينا».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شئ جميل وطيب واذا واحد قتل واحد اخر يسوي بحث عن دوافع عن جرائم قتل الاخرين
واذا واحد اتمسك وهو ناطط على بيت يسوي بحث عن النقز واسبابه وعواقبه يمكن يطيح
تنكسر رقبته . هذه العولمة والشقلبة اللي استفدنا منها الله يعين بس.
شكرا استاذنا الغالي .
استاذي العزيز عبدالعزيز
بعد التحية
اولا اشكرك على هذا المقال . فعلا استاذي العزيز من يقبع خارج السجن لا يعلم ظاذا يدور داخله .
فعلا بداخل السجن مدرسه تخرج ليس شابا صالحا وانما شابا قد نشأ في بيئة اجرامية محترفه بحسب الناس الذين اختلط معهم داخل السجن وبالنسبة للسرقه والتي سمي اصحابها داخل السجن ب ( الطيارين ) فانني اقول لك بان الذي يدخل السجن لاول مره سيجد امامه من العصابات ما يجعله يتقن الاساليب التي قد لا تعرفها الحكومه حتى الان. اضافه على ذلك اختلاف امزجة القضاة في الاحكام اعطيك مثلا واقعيا ( شاب قام بسرقة جوال قام القاضي عل اثرها بالحكم عليه بالسجن ١٢ سنه سؤال لماذا هذا الحكم هل هو تأديبي ام تدميري الا يعلم القاضي بانه بسبب هذا الحكم قد امات شاب واحيا بداخله اقوى انواع الحقد ىالكراهية وفوق هذا انا اقول ان عيبا ليس في حكومتنا فهنالك انظمه وقوانين ولكن العيب في عدم تطبيقها وكأن الحكومه وضعتها لإستخدامها عند الضروره والتي هي في عقل القاضي فيمكن لشاب اباه في منصب مرموق يحكم عليه بشهر او شهرين تأديبيا اما ذلك الشاب الذي لا حول له ولا قوه كما يقولون الاخوه المصريين ( يغور في ٦٠ داهيه )
اصبح السجناء يتذمرون من القضاة الذين لا يعلمون بتخصصات كثيره فكل ما يعرفه هو انه يحكم كما يريد تحت بند ( الاجتهاد)