لو كان لي من الأمر شيء لقمت بتعليق رحلات الخطوط الجوية البريطانية إلى المملكة إلى أجل غير مسمى، ولو كنت من السعوديين المتواجدين الآن في أوربا وغيرها لتوقفت عن استخدام هذه الخطوط إلى أجل غير مسمى، مرة واحدة أيها السادة اتخذوا موقفا..بالله عليكم أستحلفكم برب السماوات والأرض.
وفي الخبر الذي تناقلته الفضائيات قالت الخطوط أنها تشاورت مع الخارجية البريطانية قبل اتخاذ القرار، المضحك أن هذه الخطوط تفتتح الآن رحلاتها إلى مدينة البصرة، المدينة العراقية المحتلة التي يتظاهر سكانها يوميا طلبا للأمن والغذاء، المدينة التي تعاني من العطش وانقطاع الكهرباء وعصابات اللصوص. من حق هذه الخطوط أن تعلق رحلاتها إلى أية نقطة شاءت، وتحت أي مبرر ، لها كل الحق في ذلك، لكن من الخطأ الصمت وعدم الرد على مثل هذا القرار…الذي يعني أن حالة الأمن في بلادنا سيئة إلى درجة لا تثق فيها هذه الخطوط على أمنها، إعلان مثل هذا القرار له تبعات وتكاليف أقلها ارتفاع التأمين وشرخ جهود جذب الاستثمار وإحداث ارتباك بين المواطنين والمقيمين يساهم في إبراز صورة غير حقيقية، فالرياض وجدة وكافة مدن المملكة ليست بمنة من الله تعالى لا بلفاست ولا دبلن.
ولتزداد الغرابة والدهشة ، يأتي قرار الخطوط البريطانية بعد عفو سعودي عن المفجرين البريطانيين الذي روعونا قبل عامين، ويأتي بعد قرار بعض الشركات المحلية ذات الشراكة البريطانية بتقديم تعويضات لموظفيها الغربيين، فهل نتوقع أن تطالب الخطوط البريطانية بتعويضات هي أيضا حتى تعود!!، القرار غريب عجيب، وهو ليس قراراً تجاريا على الإطلاق وليس أمنيا، أقول ذلك وأنا أكتب من الرياض وأعيش فيها وأعرفها حق المعرفة.
يرى بعض المواطنين أن ردود الفعل الرسمية أحيانا على مثل هذه القرارات تأتي بطيئة أو لا تأتي ، وأنا معهم في هذا الرأي لكنني أيضا أطلب من كل مواطن أن يتخذ موقفا لمن يقول زورا وبهتانا أن بيتك غير أمن. قاطعوها أيها المسافرون، أما الطيران المدني فو مطالب بتعليق رحلات هذه الخطوط عاجلا، إلى أن تقدم اعتذارا رسميا علنيا، على أن لا يقبل هذه الاعتذار إلا بعد نهاية موسم رحلات الصيف، إذا لم يتخذ مثل هذا الموقف فأبشروا بخطوط وخطوط وسفارات تقوم بنفس لعبة الضغوط، إن من المخجل أن تعيد هذه الخطوط رحلاتها التي علقتها عندما تأتي أفواج العائدين من أوروبا ..مخجل لنا وفي حقنا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط