باحثان في جامعة استوكهولم في السويد توصلا إلى نتيجة أن «المحظوظين» برب عمل يسيء إدارة موظفيه معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالذبحة القلبية بنسبة 25 في المئة. الدراسة أجريت على 20 ألف موظف من بلدان أوروبية مختلفة.
هذه النسبة في بلاد لها مكانة في العالم المتقدم، فكيف لو أجريت الدراسة في بلادنا أو في أي بلد عربي آخر؟ كم ستكون النسبة يا ترى؟ الضعف أو أكثر من ذلك؟ أصلاً لا يمكن إجراء دراسة لدينا من هذا النوع، لأن الباحث سيصاب بالإجهاد بحثاً عمن يوافق على المشاركة، خوفاً من علم المدير طبعاً، وسيجبر على حلف أغلظ الإيمان بألا تتسرب الأسماء، اللهم إلا في حال واحدة… عند مدح المدير.
تعليقات بعض الإخوة القراء على رسالة الأخ حسن – أشرت إليها في مقال سابق – دفعتني للعودة إلى الموضوع. روى حسن قضيته عن ضغط مديره عليه، وإجباره على الموافقة على شرط «تحمل ضغط العمل»، وحضه على مواصلة الجهد والجد، مع وعود تتبخر. كشفت التعليقات أن هناك الكثير من أمثال حسن. والواقع أن في بيئتنا الإدارية مديرين من مختلف الأنواع، «المسفهل» ذاك الذي جعل سكرتيره هو المدير الفعلي، قانعاً هو «بالكشخة»، في مقابل المدير الديكتاتور الذي لا يتنفس أحد إلا بعد مشورته، وقد يخصص منخر واحد للموظف كل يوم. وكلا هذين النوعين من السهل التعامل معه لسبب بسيط هو وضوح الشخصية، إما أن تقبل به أو لا تقبل، لكن بين هذين اللونين ألواناً عدة، لعل أفضلها من ناحية الثراء الفني للشخصية – خصوصاً للكتّاب – المدير «النصّاب»، وهو شخص كل مؤهلاته تركزت في «سعة الوجه»، فهو يكذب كذباً من العيار الثقيل ولا يستحي، وعندما يطلق الكذبة في اجتماع، مثلاً، يستند على أحد موظفيه، يكون هذا الموظف عبارة عن «منشفة» طويلة الأجل، وتحصل المنشفة على عائد مجزٍ للعب هذ الدور. ومن الألوان المدير «المتآمر» (من المؤامرة). يعتقد هذا النوع من المديرين أن هناك مؤامرة تحاك ضده، ولا يمنع أن يسخر من نظرية المؤامرة في اجتماعاته، لذلك تجد أن أذنيه هما أكبر عضو في رأسه، فهو يسمع ويحض من حوله على الكلام. وإذا لم يتكلم أحد يطلق عيارات نارية من نوع «أنا أدري»، و «جتنا أخبارك» و «كل شيء يصلني». لهذا يجتهد بعض من حوله ولو بنسج قصص من الخيال لسد أو «لطس» طبلات أذنيه، مبدين محاسن الولاء والبراء.
وفي المقابل هناك موظفون جاهزون للعب كل الأدوار: منشفة، ثقالة ورق، مسجل، جرس إنذار، عندما تراهم يؤدون المشاهد تظفر بمسرحية مجانية. لكن هؤلاء لهم سقف منخفض لا يستطيعون فكاكاً من ثقله على رقابهم، ولأن في الإدارة صورة من صور التربية، يتحول هؤلاء إلى مدمنين باحثين دائماً عن مدير مثل ذاك المدير «الله يخلف عليهم»، ولو اختفى يستمر الواحد منهم في تحسس عنقه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذنا ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الا توافقنا استاذنا الحبيب ان اختيار امثال هولاء المدراء والمسؤلين هو اساس الفساد المستشري
لدينا .. الا يحق لنا ان نتساءل عن بقاء بعض هولاء عشرة وخمسة عشر سنة على كراسيهم حتى
طلعت روائحهم. اما عن طرق ادارتهم انا اضرب مثالا انا عشته مع احد هولاء الديناصورات كان استاذي
الله ينتقم منه يجعلنا نتجسس على بعضنا البعض وابشرك كل يوم يوم الادارة فيها مضاربة مين اللي
قال للمدير الديناصور الله يجعل تمساح يبلعه .. واذا كلف احد بموضوع يكلف بالخفاء من وراءه من يتابعه
ويكلف من يتابع المتابع ويكلف واحد يراقب الجميع .والشئ المستحدث بعد خروجي من هذا المستنقع
هو اجبار الموظفين على بعث خطابات شكر له وعلى حسن ادارته واجابته لهم بخطاب ويشير فيه الى
انه يراعى هذا الخطاب في تقييم الاداء وفي عهده الميمون اصبحت خطابات الشكر والتقدير ضمن
معايير التقييم ماشاء الله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
شكرا ابو احمد ادامكم الله .
الله عليك يابو احمد ..
صحيح مابيدك شي يكفي اشكي
عندي مدير المشكلة مش في ديكتاتوريته او ضعف شخصيته او كذبه الدائم او فلسفته الدائمة او عدم ثقته في نفسه فكيف بغيرة ..
المشكلة يابو احمد انه انسان دائما يحاول الانتقاص من الاخرين وخاصة مرؤسيه واعتقد لانه ناقص ..
الكل في السودان غير مكانه
المال عند بخيله والسيف عند جبانه
كل شيء ممكن عندنا الا ان تجد مديرا يمكن ان يستحق ان يقال عنه مدير
يا اخي تحطم المدراء من رؤساء يشخصون على حساب النظام
بصراحه
الوضع غموض في غموض
اتذكر السنوات الاولى من عملي الحكومي
كيف استطاع مدير أن يجعل من كرسيه اداة للتشفي من موظف مجتهد !!!
وأعجب كيف يقف اناس مع ذلك المدير !!!
واتعجب اكثر اليوم كيف يقفون مع الموظف الكسول ضد المدير !
اين الخلل ؟!
اذا عرفت اخبرني بالله !
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي في المدراء وطرح لنماذج حية منهم , ونصائح للتأقلم في بيئاتهم واتباع طرق التعايش السلمي معهم ,موجودة في كتاب ( أنا أكره مديري) I HATE MY BOSS
اسعد الله أوقاتك بكل خير استاذ السويد،،،
مقال في الصميم ويا ليت قومي يعلمون،،،
بإختصار شديد هذه النوعية من المدراء هي التي جعلتني أتقاعد من العمل مبكرا (44 سنة فقط!) وقد كنت وقتها في أوج العطاء والإخلاص في العمل!!!!
السلامة والصحة النفسية عموما، وخوف الأمراض الأخرى كالضغط والسكر تحديدا، جعلتني أتخير بين أمرين أحلاهما مر:
مواصلة العمل مع هكذا مدير غير مسؤول (!) وعلى هذا المنوال، مع ظلم شديد وتمييز منقطع النظير مع ما له من تبعات سيئة،
وبين التقاعد المبكر وخسارة أكثر من 50% من الدخل الشهري!
ولأنني لم أجد من يرفع الظلم، وحيث أن صحة الإنسان بالدنيا، إخترت الخسارة المالية على الخسارة الصحية وبعدت عن الشر، لكني لم أغني له لكيلا أطربه فيرتاح!!!
ابراهيم السماعيل
لله درك ماشاء الله عليك
ليتني عملت مثلك فات الأوان وكان اللي كان
اعجبني منك انك لم تغن له فيطرب
بينما كان هو طربا وهو يمارس نكده عليك !