مركز زايد.. دعوه للتريث

أتمنى على الأخوة في الإمارات، إمارة أبو ظبي تحديداً التريث قليلا وعدم إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق التابع لجامعة الدول العربية، لعل الخبر الذي بثته الوكالات غير دقيق، خاصة وأنه احتوى جملة غريبة تقول إن “المركز سيغلق وتصادرموجوداته”!؟، نسبتها وكالة “أ.ب” إلى مسؤول إماراتي لم تذكر اسمه. لعلنا نفكر بهدوء لماذا أزعج هذا المركز الدوائر الصهيونية والإسرائيلية الممتطية لصهوة الفيل الأمريكي؟، ماذا فعل مركز بسيط بإمكاناته وتابع لجامعة الدول العربية التي طالما أشرنا إلى شللها التام، التهمة تقول إنه يروج لمعاداة السامية ونحن من سام، التهمة الثانية أنه يروج لنظرية المؤامرة ، وهذه النظرية هي خرافة إذا صدرت من جانب ولكنها حقائق دامغة إذا جاءت من الجانب الأخر ، ولنا في أسلحة الدمار الشامل العراقية خير دليل طازج، ولم يشفع للمركز استضافته لشخصيات أمريكية من قدامى الصف السياسي الأول ، ولم ينحصر الهجوم على المركز بمقارعة الحجة بالحجة والرد بمحاضرة على المحاضرة أو دراسة ضد دراسة، بل طال الهجوم شخصية الشيخ زايد ودولة الإمارات الشقيقة .
مركز صغير مثل هذا لماذا يقيم الدنيا الأمريكية المرتبطة بإسرائيل ولا يقعدها، هل لأنه يسير على الطريق الصحيح في استنهاض الهمم وفضح الأعداء، أين دعاة حرية الرأي الذين ما فتئوا يبشروننا بالديمقراطية الأمريكية من الدفاع عن مثل هذا المركز واستهجان الهجوم عليه؟، ثم ماذا قدمت وتقدم مراكز الدراسات السياسية الأمريكية والإسرائيلية غير مشاريع تقسيم الدول وبرامج الاستعداء على الإسلام وحث متأصل على الإلغاء والإقصاء.
إنه لم السخرية أن يرفع القاتل صوته الوقح وقدمه تدوس على جثة القتيل ويصرخ متهماً أهل القتيل بالتحريض على الكراهية ومعاداة السامية، من يقتل أبناء سام الآن!؟.
دعوة للأخوة في الإمارات العزيزة وللجامعة العربية بالإصرار على استمرار المركز وتخصيص جزء من نشاطه لدراسة المجتمع الإسرائيلي من كافة الجوانب….إعطاء النسبة الأكبر لواقع الحياة في فلسطين المحتلة وأصول عقيدة الدولة اليهودية، وليس البحث التاريخي فقط، بل هي دعوة لافتتاح فروع له، إن التنازل لن يجر سوى تنازلات أخرى لا تنتهي ولن يوقف شايلوك شيء غير التسليم الكامل، والتنازل بإغلاق المركز يعني اعترافاً بخطأ غير موجود وتقديم سابقة، إنه مقدمة للمطالبة والإعلان عن أن الصهيونية حركة إنسانية هدفها خير الأرض ومن عليها ومن يقول بغير ذلك فهومعاد للسامية..وللبشرية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.