نقص القادرين… وقدرة المتسترين

تفاعل عدد من الزملاء والزميلات كتاب الصحف مع قضية التجاوزات الأخلاقية والصحية في مراكز للمساج والعلاج الطبيعي… وأندية رياضية خاصة. على رغم هذا الزخم من الاهتمام لا يرى أي صدى من جهات رسمية… تحديداً اقصد جهات التنظيم. يحسب للزميل احمد غلاب من «الحياة» المبادرة في كشف ومتابعة هذه القضية ليتوج عمله الصحافي بلقاء مع سماحة المفتي حول الموضوع. سماحة المفتي وجه الحديث والمطالبة الى وزارة الصحة، وهي في تقديري عود من عرض حزمة رسمية معنية، فمن بين الجهات المعنية البلديات ورعاية الشباب.
أرسل احد الإخوة المختصين في العلاج الطبيعي يؤكد الظاهرة ويشتكي من الدخلاء على مهنة وتخصص علاجي محترم، واتفق معه في ذلك. حتى المعالج الطبيعي إذا لم يكن خبيراً قد يؤذي المريض، وللعلم إن طرح القضية لا يراد منه إغلاق نشاطات أو التحجير على مستثمرين بل التنظيم والتنظيف، وفي العلم إن بعض المطبوعات، خصوصاً صحف الإعلانات المبوبة، شريكة في الترويج لنشاطات غريبة.
مراكز المساج وما قد يحدث في بعضها من ممارسات شاذة وأخطار صحية نموذج لنشاطات أخرى مسكوت عنها، حسناً… لنبحث في كيفية بداية هذه النشاطات لتتحول إلى ظاهرة. تسبق الأفكار التجارية بمسافات طويلة الجهات الرسمية المنظمة لها، الأولى تجري بسرعة والأخيرة تزحف. تنشأ الأفكار التجارية للوفاء بحاجات أو صنعها والترويج لها باستنساخ شبيه لما يوجد في الخارج… وهو أمر طبيعي، ولعدم وجود أنظمة محددة تحفظ حقوق الأطراف بمن فيها المجتمع، تنشأ هذه النشاطات المستحدثة كملاحق لنشاط قائم. ولتداخل صلاحيات وضبابيتها بين جهات رسمية واستفادة شريحة من المتسترين وأيضاً موظفين رسميين يشك في تواطئهم، يستفيد كل واحد من هؤلاء على طريقته من هذه الفجوات والثغرات لتتطور الظاهرة وتصبح أمراً واقعاً. خذ أمثلة على التداخلات:
1 – صوالين تجميل ورياضة وحمامات تمارس النشاط برخصة مشاغل نسائية!
2 – مساج وحمامات تمارس برخصة مركز أو صالة رياضية!
3 – طب بديل يمارس في محلات العطارة!
4 – أندية رياضية نسائية في مستوصفات ومراكز طبية!
5 – حجامة في محال الحلاقة!
6 – تجارة بضائع مشبوهة بالإعلان عنها وتوصيلها بسيارات هي مخازن متحركة.
حتى الرقية الشرعية، ولعدم تنظيمها بوضوح، صار بعضها مواقع للتحرش والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل وأضرار جسدية.
لماذا لا ينظم كل نشاط بوضوح وتوضع له شروط وضوابط ليمارس بشكل صحيح فنحمي المجتمع وأصحاب رأس المال!
هذا من نقص القادرين… على المبادرة.
***
في صورة نشرتها «الحياة» دهشت من كثرة أيادي طالبات «دار الحكمة» في جدة، وهي تمتد في الهواء حاملة بشغف أقلاماً وأوراقاً بانتظار التفاتة من السيدة هيلاري كلينتون للتوقيع على الأوتوغراف، بحثت عن «الحكمة» فلم أجدها!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على نقص القادرين… وقدرة المتسترين

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    شغلة المساج هذه قديمة جدا استاذي . وفي ايام الزمن الجميل على مايقولوا كانت تسمى كبوس
    وكان يتولى شؤونها العمالة اللي قادمة من جنوب وجنوب شرق اسيا .وهذا الكلام قبل حوالي خمسة وثلاثين سنة تقريبا . وكان الكبو س يمارس علانية وفي وضح النهار وذلك في الكازينوهات التي كانت
    منتشرة في حي اسمه حوض البقر ( العزيزية ) حاليا وهذه الكازينوهات كانت تسمى القهوة يجلس
    الزبون على الكرسي الشريط والشريط هذا كرسي خشب مستطيلة مصممة من الخصف . وماهي
    الا خمسة دقائق ويسمع صوت العامل يصيح كبوس .. كبوس . ومن هنا تتم مناداته والاتفاق والاتفاق
    يتم على حسب المدة الزمنية شوط كامل شوطين واشواط اضافية المهم يتم الاتفاق وتطورت المهنة
    الى ان ادخل عليها الزيت السمسم وبعد ذلك ومع الغاء القهاوي التي كانت تسمى كازينوهات الغيت
    عملية الكبوس . هذه النقطة الاولى .
    النقطة الثانية يابو احمد والتي هي بمثابة بطولة الدوري والكاس هذه الجملة رغم هذا الزخم من الاهتمام لا يرى أي صدى من جهات رسمية ..يعني لا الكبوس لقي اهتمام ولا الرشاوي لقيت اهتمام ولا المحسوبية
    لقيت اهتمام .. وهذا هو حديث المدينة الان على قولة مفيد فوزي .. عدم الاهتمام لما ينشر ويكتب جعل
    المجتمع في حالة ذهول وتساؤلات تدور وتفسيرات مالها اول ولا اخر ..
    الموضوع الان يابو احمد اصبح ليس ماينشر بقدر ماهي ترسخ االاحباط لدى المجتمع من جدوى ماينشر ..
    واعذرني يابو احمد قد لاتكون على علم .. لكنني اضرب لك مثالا فقط على مقالتكم جهود القضاء تتبخر .. احد الاصدقاء يقول مايلي : اليوم عبدالعزيز السويد كاتب الحياة اصابني باكتئاب .. سألته ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    قال : الامل الاخير اللي الناس كان متعلقين فيه بعد الله مافيه خير .. والله شئ يجيب الاكتئاب .
    اخير استاذي بالنسبة لكلينتون الزوجة هذه استاذي ماكانت اتوجرافات هذه الله يسلمك كانت معاريض ..
    ماصدقوا على الله يجيهم اي مسؤل كلينتون والا هباب المهم مسؤل .
    وربنا يقدم الخير للجميع شكرا ابو احمد

  2. سليمان الذويخ كتب:

    تنظيم ايه ومين ؟
    دا الناس نايمين !

    اما التوقيع على الاوتوغراف فالفراغ والتقليد الاعمى يسوي اشد !

  3. يوسف الغانم كتب:

    اهلا ابو احمد

    بالنسبة للمساج أهل نجد يسمونه ” التهميز ” بحيث تجد الشايب ينسدح بعد المغرب ويقوم احد عياله او زوجته اذاكانت شابه بعمليه التهميز – المساج – حتى تخفف عنه عناء اليوم وتشمل عملية التهميز ايضا طقطقة اصابع الرجلين 0
    لكن مع تطورات الزمن واسناد اعمال البيت الى الخادمة واستحالة قيام الخادمة بالتهميز فقد تم افتتاح محلات خاصة بالمساج وما يتبعه من كماليات
    الله يديم علينا ما نحن فيه والا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

    وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء : 16]

  4. sukaina كتب:

    نعم ماحدث في دار الحكمة شئ مخجل
    ولكن لكي نكون منصفين سأقتبس من احد المقالات “وهنا نحن ننقل من نبض القاعة بحسب ما وافاني به الأخوة في جدة وليس من خلال تقرير النيويورك تايمز والحقيقة هي أن مجموعة من الشابات الواعيات المثقفات والمهذبات دخلن القاعة متشحات بالشال الفلسطيني ، وبعد نهاية الأسئلة المنظمة سمحت الإدارة ببعض المشاركة المفتوحة فطلبت إحدى المتشحات الحديث فلما وصل إليها المايك أنهوا اللقاء .!
    ثم اندفعت بعض البنات على كلينتون لمصافحتها وأخذ توقيعها ليُستغل المشهد المزيف المرتوي بثقافة القشور والضجيج لهيبة الأسماء الغائب عن قراءة العقل ومبادئ الحقوق الإنسانية والتضامن مع الضحايا كخاتمة للزيارة …عندها اتجهت المتشحات بأرض فلسطين النابضة بعدالة قضيتها الكبرى من بنات جدة كما هي في كل ركن سعودي وعربي إسلامي إلى الوزيرة الأمريكية وخاطبتها الشابة الجداوية الأصيلة بقيم الانتماء والحرية “نحن لا نحترمكم لأنكم احتللتم العراق وأفغانستان ، ولضربكم باكستان ولدعمكم لإسرائيل ومن العار أن نحصل على توقيعك وأنا أعترض على سياستكم” ثم ولتّها ظهرها ، وكذلك تتابعت معها أخواتها المتشحات وهم يسجلون قولاً اعتراضهن على سياسة الإرهاب الأمريكي .”
    وأنا شاهدة على هذة القصة

التعليقات مغلقة.