اضحك مع الجوازات “2”

وفي جوازات العاصمة الرياض المصعد غير معطل بل ملغى…!، نعم ملغى هناك لوحة فضية جميلة ومهذبة تقول المصعد ملغى، لابد أن كبار السن والمعافين، بالفاء وليس القاف، ليسوا بحاجة لخدمات هذه الإدارة ذات المستقبل الإلكتروني، أصلاً كبير السن “ليش يسافر”؟، ومؤكد لديه أولاد يراجعون عنه!، ثم من يشغل المعقبين ومكاتب الخدمات العامة والخاصة المحيطة حول الجوازات إحاطة السوار بالمعصم، ولن تعرف سر الإلغاء لذا تتوقع أنه لتحقيق نشاط وحركة في السلالم، ولتكون الإدارة خلية نحل، ولا تختلف شقيقة الجوازات الأحوال المدنية كثيرا عنها فقد أتحفتنا جريدة الاقتصادية قبل أيام بصورة أرشحها لأن تكون صورة العام، مواطن مصاب بشلل رباعي، شفاه الله وعافاه، استدعي وهو على سريره إلى مبنى الأحوال المدنية بالرياض ليتم تصويره، ألم أقل لكم عن هوسنا بالصور والتصوير للبشر والأوراق ومع ذلك التزوير على قدم و…ساق!.
يعجبني أن النظام هنا لا يفرق بين “مريض ومستصح”، هكذا النظام وإلا فلا، المراجعون سواسية في التصوير، كلنا في الهمّ صور، بل كلنا أربعة في ستة!!، لابد أنكم توقفتم عن الضحك مع الجوازات هذا إن ضحكتم أصلاً، وخصوصا بعد صورة المريض المشلول وهو على سريره…يراجع معاملته!!، تلك الصورة كانت فضيحة بكل المقاييس، لو كنت أستطيع أن أكتب كلمة فضيحة لتسد المساحة وحدها لكتبتها، الصورة لم تحرك ساكناً في الأحوال لأن الدنيا أحوال.
أعود إلى الجوازات ومحاولة الضحك على الألم، فلأنها الجوازات ألغت المصعد، كان أمرا عسكريا فيما يبدو، وموظفو الجوازات عسكريون لذلك هم ينسون أنفسهم عندما يتعاملون مع المراجعين ..المدنيين غالبا، فتكون “التوجيهات” عسكرية النبرة… أبسطها.. استرح ..واجلس…، ولولا بعض الحياء لزعق فيهم قائلاً إلى الخلف در!. والمراجع المغلوب على حاجته لا يقول سوى:..سم و أبشر.
إذا كان عليك غرامة تأخير فالأيام مثل الأشهر، بجولة بسيطة على محلات التصوير يتبرع بعض العاملين بالمحلات بنصائح لا تقدر بثمن، خصوصا فيما يتعلق “بشيل” الغرامة أي إلغائها، سنع الله أمورنا المعوجة ..أمين.
إذا كانت لديك مخالفة مرورية وهي دائما موجودة، فتش جيوبك واحترم كلمة الحاسب الآلي، فهي لا تنزل للأرض بل أنت من سينزل..للتسديد !، ستجد المخالفة حتما..، تعرف ليش؟، لأنها جزء من “البكج” فكل لوحة سيارة تأتي معها مخالفة أو أكثر، “شد بلاد..ه”!، تسألني عن عدد المخالفات؟، يعتمد هذا على حظك مع المسابقات، إذا كنت ممن يفوز بمسابقات الصحف والمجمعات التجارية فلا خوف عليك، أقصد الفوز بهدايا تستحق جمع الكوبونات وإكمال فراغها الذي لا ينتهي، لا ألعاب أطفال خربة مثل تلك التي تخدع مطاعم الوجبات السريعة أطفالك بها، أصحاب الحظ التعس في تلك المسابقات الذين لا يحققون سوى الخسائر لهم حظ يفلق الجيوب في الفوز بالمخالفات، “القرش يلحق القرش”.لأن صلة الرحم بين القروش أقوى بمراحل منها بين البشر، لو أن إدارة الجوازات وضعت تلك الأبواب التي عليها عبارة “ادفع” لهيأت المراجع نفسياً، في الحقيقة تضخمت مراكز الجباية في المرور والجوازات حتى تراجعت أعمالها الأساسية، أتذكر موظفاً في المرور كاد يرقص طرباً وهو يطلب دفع قيمة تسديد رسوم الاستمارة من مراجع، قال بفرح طاغ مشوب بانتصار: “أنقد خمسميه..أنقد الزرقاء”!!، لماذا كل هذا الفرح لأجل الزرقاء لا أعرف، لكني أعلم أن المواطن يستحق وبجداره لقب بروفسور منهوب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.