اضحك مع الجوازات 3

في الجوازات حدد موقع تسديد المخالفات في القبو وهذا جزء من أسلوب تنشيط الحركة في المبني، إنه يحقق تواصلاً اجتماعياً مهماً، وكان من الممكن أن يوضع محل البوفيه الذي احتل أفضل المواقع!!، أطرف عبارة قرأتها في ذلك القبو تقول تسديد المخالفات في جميع فروع بنك … ما عدا المجاور لمبنى الجوازات!؟، هنا تنشيط سياحي فذ، وتحريك للدورة الدموية الاقتصادية في العاصمة، وإلا ما فائدة هذه الطرق السريعة الوسيعة، أستغرب على الجوازات أنها وضعت فرعي البنوك بجوارها، كان عليها أن تضعهما في الجهة الأخرى من طريق الملك فهد لتنشط الحركة اللولبية ولتتجانس مع استراتيجيتها الرياضية في تدوير حركة المراجعين، وتلقينهم درسا لا ينسونه.
نأتي لمربط الفرس في هذه الحلقات التي تهدف إلى كشف الحال، مربط الفرس هو البصمة العشرية أو البصمة الإلكترونية، ولأنني لست مختصاً بالبصمات سألت خبيرا، أفادني أنها بصمات الأصابع العشرة تؤرشف إلكترونياً، ولأن حال الأرشيف لا يسر الخاطر بدليل كثرة الصور المطلوبة من المراجع، يمكن أن أتوقع مراجعاً مستقبلياً بعد مرحلة البصمة وهم يطلبون منه صوراً لبصماته!!، ومع خبرة المراجعين في كثرة طلبات الصور سيجهز بعض الأذكياء منهم صوراً للعشرين إصبعاً احتياطاً!، لكننا لا نعرف هل سيطلبون صورة لكل بصمة وحدها أم يمكن تصوير البصمات عشرة على عشرة، ولأن أقدام بعض الربع ذات مقاسات كبيرة من المتوقع الشروع في استخدام ورق مقاس A3
المهم أن لا يطلبوا شهوداً أو ورقة من العمدة تثبت أن بصمتك هي بصمتك.
يا سادة يا كرام القضية ليست في التقنية ولا البصمات، مربط الفرس في الإدارة والبشر، نعرف دولا أقل منا إمكانات ولا يحصل فيها ما ذكر رسميا في أول هذه المقالات .
والدخول كتابة إلى البصمات مغر ولذيذ، لكني أريد الاختصار، أتوقع بعد تطبيق نظام البصمة، أن تتراجع مكانة الوجه تدريجيا حتى من الثقافة الشعبية، سيصبح من المألوف أن يقول لك أحدهم.. “روح أنت وبصمتك”!، بدلا من وجهك!، فلن يعود الوجه علامة فارقة، وستكون علاقتنا بالبصمة مثل علاقتنا بالتوقيع، “مشي حالك”، وحتى لا أطيل أترك للقارئ حرية الإبحار في هذا الاتجاه، لأختم بأحد مطالب الجوازات التي تبعث على الابتسام، تطلب منك الجوازات استيفاء الاستمارات طباعة، لذلك ينتشر حول مبناها كثير من الشباب، وهذا شيء حسن فما أجمل الأحرف المطبوعة، لكن الجوازات التي تأمر بالطباعة تنسى نفسها فتقدم لك وثيقة رسمية تغرم بسببها أو تحاسب، مكتوبة بخط هيروغليفي، وأسماء النسبة الأعلى من العمالة لا أهمية لها، لقد تم تصنيفهم إلى صديق ورفيق فقط، لذلك تتشقلب الأسماء في الوثائق، فلا تستغرب لو وجدت اسم زيتون صار ليبتون، و”بشبه” تحولت إلى “نشبه”!، ولن أصاب بالدهشة لو كلف المراجع مستقبلاً بطباعتها هي أيضا!.
(يتبع)

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.