تسديد الديون بالتلفون هل تريد أن تصبح ثريا؟

عزيزي الطموح إلى مستقبل مشرق مليء بالأوراق النقدية، لقد وفرت لك شركة الاتصالات فرصة العمر بالخدمات السحرية للرقم 700، لست بحاجة إلى رأس مال يذكر، فقط رقم يبدأ بالسبعمائة، وكم إعلان صحفي عن فكرة جذابة تستغل هموم بل مصائب الناس وتسحبهم إلى رقمك مثل الدجاج المسحب في مطعم تركي، لا تخف لن يوقف مشروعك إلا بعد أن تصل إلى رقم مريح، يجعلك تتمدد وأنت مستريح، إلى درجة يتسع معها حسابك البنكي بمقدار سعة ذمتك، المهم الفكرة عزيزي الطامح إلى الثراء.
لست أرى فارقا بين أصحاب الرقم سبعمائة من فئة تسديد الديون والبحث عن وظيفة وزواج إلخ لا فرق بينهم وبين المشعوذين الأفارقة الذين ضحكوا على البعض بنصبة توليد النقود، الفرق فقط في أسلوب النصب، فهذا نصب معلن ومحمي وتقدم خدماته من خلال واحدة من أكبر الشركات المساهمة، وذاك يتم في الخفاء وتحت جنح الظلام، الأول يستخدم التلفون والثاني يستخدم الزئبق الأحمر، وكلها تقدم أحلاما، حلم لغريق بالانتشال، وحلم لثري بمضاعفة الأموال.
كان على شركة الاتصالات أن تسمي خدمة 700، بخدمات مصباح علاء الدين، أو على الأقل خدمة افتح يا سمسم، أو”خذ خط وترزق”.
الله المستعان.
تقول الشركة ان لا علاقة لها بماهية الخدمات التي تقدمها ارقام افتح يا سمسم، وهذا كلام مردود عليه، إن هناك واجبا أخلاقيا يقع على ظهر “وكتوف” شركة الاتصالات تجاه المجتمع الذي يملكها، وتجاه الدولة التي لا زالت تملك أكبر حصة فيها، فهل يعقل أن تسمح الدولة المالكة لأسهم شركة الاتصالات بأن توفر هذه الشركة وسائل وأدوات يمكن استغلالها بالنصب على أبناء هذه الدولة، لا يعقل هذا.
أما استخدام سياسة اضرب واهرب، جرب حظك إلى أن تدور المعاملة ويصدر قرار بإيقافك، فهي تدل على سعة ذمة، وانتهازية جشعة.
ومتى يحدث هذا؟ في أصعب ظروف اقتصادية نمر بها.
هل تريد وظيفة اتصل؟
هل تريد تسديد ديونك اتصل؟
تبي نسلفك اتصل؟ أنت اتصل ويصير خير.
أليس هناك عقل لاقتصادنا يمنع أشكال الاستغلال التي تتوالد كل يوم، اتركونا من العقل أليس هناك قلب، كأني أسمع رداً يقول، يا عزيزي لا قلب للبزنس، هؤلاء الذين يبحثون عن الثراء باستغلال مصائب الناس هم الذين يذهبون للمشعوذين لتوليد أموالهم، ومثلنا الشعبي يقول “ماجاء بالماء راح بالماء”، النتيجة أن الأموال تذهب للخارج إما بواسطة شعوذة أفريقية أو من أي جنسية “يحبها قلبك”، والضحية هم البسطاء الذين يصدقون الإعلان، لأنهم لا يتوقعون أن “الدرعا ترعى” وتدفعهم حاجة تقودها السذاجة وهم يزدادون فقرا وهَمّا وسخطا..فماذا تتوقعون منهم!؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.