«تسحيب المستخدمين»

آخر أخبار شركة تويوتا العالمية إيقاف الإنتاج بمصانع لها في أوروبا لأيام بسبب تراجع الطلب، مع إنشاء وحدة مراقبة «خاصة» للسيارات المصدّرة الى أميركا الشمالية! هذا من نتائج مثول رئيس شركة تويوتا أمام الكونغرس الأميركي واعتذاره العلني وطلبه الصفح من الزبائن… هناك، ليسافر بعدها إلى الصين ويقدم اعتذاراً آخر. لا شك أن الرجل حريص على مملكة السيارات التي يديرها، وهو حرص دفعه الى إجراءات واعتذارات بسبب اهتمام رسمي هناك. أميركا الشمالية مع الصين من أكبر أسواق شركة تويوتا، والسوق الخليجية ليست بالسوق الصغيرة، بعض الإخوة يضعونها في المرتبة الرابعة عالمياً لمنتجات تويوتا، هذه السوق لم تحصل لا على زيارة ولا اعتذار!
لو أخذنا في الاعتبار أن الحكومة الأميركية استغلت كبوة تويوتا لمصلحة صناعة السيارات الأميركية، هي على أي حال تقدم درساً في حماية المستهلكين، أيضاً لا ننسى أن مجموعة من شركات السيارات بينها أميركية أعلنت عن عيوب مصنعية في منتجاتها، ما يهمنا هنا أن رئيس تويوتا، أو مندوب عنه، لم يفكر بالاعتذار من مستخدمين آخرين لمنتجات الشركة في الخليج، أو يعلن عن إنشاء وحدة مراقبة خاصة للصادرات إلى الخليج. ولعل السؤال «التجاري» يقول: ولماذا يفعل ذلك؟ فلم يظهر اهتمام رسمي بالعيوب المصنعية، ثم إنه أصلاً لا توجد إحصاءات عن أخطار أو أضرار تعرّض لها سائقون أو ركاب بسبب تلك العيوب، بل لا توجد جهة يمكن أن تقرر مثل هذه الأخطار فيما لو حصلت. دائماً الحوادث في الخليج تحصل بسبب تهور السائقين أو السائقين المتهورين… أو أخطاء «الآخرين» التي حذّرنا منها أسبوع المرور الخليجي، ضع خطوطاً حمراً تحت الآخرين.
مشكلة صناعة السيارات التي برزت في عيوب مصنعية خلال الأشهر الماضية هي مشكلة التمدد الصناعي العولمي، بحثاً عن اليد العاملة الرخيصة والمادة الخام الأكثر رخصاً. في الخليج نريد أن نعرف من تويوتا الأم هل ما يرد إلى أسواقنا مصنوع في مصانعها اليابانية أم في مصانع أخرى، وما رأيها في كفاءة هذه المصانع الأخرى؟ بل يجب عليها – احتراماً لزبائن استخدموا منتجاتها لعقود – أن تخرج وتتحدث بشفافية لهم وتضع في الاعتبار سلامة أرواحهم.