بين يدي ديوان المظالم في السعودية جوهرة ثمينة إذا أحسن استثمارها. اشتكى الديوان مراراً من مماطلة جهات حكومية وعدم حضور مندوبيها جلسات قضائية في دعاوى مرفوعة ضدها أو الحضور من دون فائدة في طريق التسويف الطويل. وها هو الديوان يحصل على توجيه – جديد – من خادم الحرمين الشريفين يحث فيه على ضرورة «حضور مندوبي الجهات الحكومية للجلسات والترافع بجدية وتقديم ما يطلب منها من مستندات وإثباتات».
الديوان يواجه متاهة مثلثة الأضلاع تشابه في نتائجها ما يذكر عن مثلث برمودا الذي تضيع فيه السفن والطائرات، أما عدم حضور المندوبين أو الحضور من دون الترافع بجدية، والثالث الذي لم يذكر هو عدم التقيد بتنفيذ أحكام صادرة عنه. وإذا تمعنت في هذا المثلث تجد أن نسبة مهمة من جهود العاملين في ديوان المظالم تذهب هباء. جلسات وراء جلسات وتأجيل وراء تأجيل وعلى المتضرر الدوران والمدعى عليه يضحك جالساً في مكتبه.
الجهة الحكومية هي حكومة مصغرة داخل أسوار صلاحياتها، لا شخصاً بعينه، يذهب الأشخاص من مسؤولين وموظفين ويافطة الجهة باقية، يتم ترحيل الملفات – القضايا – من السلف إلى الخلف، ولا يظهر من كان السبب في مطل أو تأخير وربما تطنيش. حسناً… ماذا سيفعل الديوان في ما بين يديه من توجيه ملكي جديد؟ هل سينتظر التزاماً من جهات يتم التمترس وراء أسمائها؟ لنأخذ في الاعتبار أن الشكوى غير جديدة، وقد صرّح بها الديوان غير مرة، وعليه واجبات وله وظيفة ومن مهامه الحفاظ عليها لتحقيق الفصل والعدل، من هنا وحتى نتقدم خطوة الى الأمام من واجب الديوان حراسة التوجيه الملكي والتأكد من العمل بموجبه. اقترح عليه نشر قائمة شهرية بأسماء الجهات الحكومية التي لا تستجيب أو تماطل وتلك التي رفضت أو تمنعت عن تنفيذ أحكام نهائية، وعرضها كل شهر في موقعه مع تزويد الإعلام بنسخة منها. قائمة المماطلين هذه لو استحدثها الديوان ستحقق فوائد عدة أقلها رفع الظلم عن جهات حكومية تستجيب وتمتثل للأنظمة، لأنه غالباً لا يذكر جهة بالاسم، ليضيع دم المماطلة والتسويف بين الجهات، هذا الاقتراح البسيط لو تحقق سيؤدي إلى نقلة في تعامل الجهات الحكومية مع بعضها البعض، إذ يغلب عليها مجاملة مترسخة، عنوانها «لا تقربني ولا أقربك». لعل الشيخ إبراهيم الحقيل رئيس الديوان الذي رفع للمقام السامي شكوى من جهات لا تتجاوب، ينظر في هذا الاقتراح، ولا ينصت لمن سيقول لا يوجد ما يسمح، بل ينظر في هل يوجد ما يمنع؟ وليس من مصلحة الديوان ترسخ صورة ضعف عنه أمام الرأي العام. فإذا كان ديوان المظالم يشتكي فماذا يفعل أهل المظالم؟!
-
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
-
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك استاذي عبد العزيز السويد على الطرح الجميل والاسلوب الشيق وانا من المتابعين لمقالاتك باستمرار كونك تطرح العديد من القضايا
ولكن هذا المقال بالذات اردت ان اعلق كوني احد ممثلي الجهات,وعادة ما ينظر لدينا الى اي موضوع بعين واحده والدليل اذكره في عده نقاط:
1)ممثل الجهة يذهب بسيارته الخاصة الى ديوان المظالم ليحضر عدد من الجلسات ومن ثم يعود الى مكتبه لمتابعة عمله ولك ان تتخيل في جو الرياض ان تذهب وحر الشمس يكاد يقتلك وتعود الى عملك وباي نفسية تعود لا يهم المهم ان تعود.
2)ان تذهب بسيارتك الخاصة فالجهة لديها سيارات محدودة وكثرة الممثلين للوزارة تجعل من التنسيق شيئا مستحيلا,ولانني قانوني فثناء ذهابك الى ديوان المظالم المفروض ان تضمن الجهة التي تعمل بها سيارتك كونك على راس العمل ولكن هذا يعتبر من المستحيلات كون الكثير من الحالات التي تضررت فيها سيارات الممثلين للجهات عندما تقدموا للوزير(وزير الجهة المعنية او نائبه),كان الرد(الله يعوض عليكم).
3- ديوان المظالم الذي يشتكي من تغيب بعض ممثلي الجهات اتمنى ان تدخله استاذي الكريم,في كثير من الاحيان لا يكون القاضي قد نسق مواعيده على الوجه الاكمل فيتأخر في الجلسة لمده نصف ساعه او ساعه وعندما يكون لدى ممثل الجهة اكثر من جلسة تتداخل الجلسات والضحية ممثل الجهة الذي يرسل خطاب تخلف عن حضور جلسة الى مرجعه لو تاخر لمده ساعه في حين يتم انتظار المدعي الى نهاية الدوام(لا اعرف سببا لهذا التناقض).
4- هناك الكثير من التحامل على ممثلي الجهات وكأننا لسنا بشرا ,فهل يعقل بان ممثل الجهة لا يستطيع ان يجد ما يستند اليه في تدعيم موقفه من عدم تواجد ما يعوضه عن الساعات التي يقضيها بين عمله وسيارته وديوان المظالم الذي يظطر الى الانتظار وليس لديه ما يقوله اذا ارسل عده خطابات للجهات التي ينتظر منها الرد ولم يرسلوا اليه شيئا.
ان ممثل الجهة ليس ببعيد عن الروتين الذي نعاني منه من امد طويل فارسال خطابات وانتظار الرد والاحراج الذي يواجهه ممثل الجهه في ديوان المظالم من نواحي عده هو ما يدعو الى التأمل بحالنا اكثر من انتقادنا والتشكيك في عملنا كونه ناقصا مهما اجتهدنا.
استاذي العزيز
ان النظره الاولى دائما هي النظرة الت يتشكل الانطباع لديك ولكن في مجتمعنا اصبح الحديث عن ممثل الجهه هو المرداف لكلمة المهمل والغير منضبط,وكون حكومتنا اعزها قد افتتحت ديوان المظالم في مناطق عده فان العقلية التي ترى ممثل الجهه بانتقاص موجوده ومدعمه بتصرف بعض الممثلين بشكل خاطئ عندما يفتقد الى التنسيق بين جلساته.
اذا لم يتغير الفكر من اجل غداً افضل نتطلع اليه
فنشر اسماء الجهات وغيرها من العقوبات التي تقترحها لن يغير شيئا من هذا الواقع .
واشكرك عل ما قدمته و ما سوف تقدمه
المحامي
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
التوجيهات موجودة استاذي وعلى عيننا وراسنا كلامكم .. المشكلة في متابعة التنفيذ
وزراء ومسؤلين اللهم لك الحمد ( مااسمع ومااشوف ولاادري )
خذ مثالا استاذي :
وزارة الحج
هناك توجيه منذ عامين بالزام جميع الجهات الحكومية الرسمية بتعيين متحدث رسمي
وزارة الحج حتى تاريخ هذه المقالة لم تعلن عن اسم الناطق الرسمي لها .
هناك خبر نشرته الحياة عن حكمين صادرة من مقام ديوان المظالم حكمين وغير قابلة
للاستئناف لصالح صاحب شركة عمرة .. ولم تنفذ وقالوا له روح بلط البحر .
امور فعلا عجيبة .. في نفس الوقت نجد ان امم تستوجب رئيس وزراءها وتحضره
وتحقق معاه امام الامة .
امر خطير جدا يابو احمد اذا فقد القضاء هيبته .
بالامس فقط سمعنا اخبارا عن تشكيل لجنة لتلقي الشكاوي الموجهة ضد القضاة
تشكيل اللجان ليس الحل
الحل ان يكون الوزير والخفير سواسية امام القاضي وغير ذلك الله المستعان .
شكر الله لكم استاذي