لا يستفز مثل هذا الخبر أحدا. “قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تقتل ثمانية أو عشرة من أفراد الشرطة العراقيين”!. يا ترى هل هم من فلول “النظام البائد”!؟ . شرطة عراقيون دربتهم القوات الأمريكية ثم تقتلهم؟..هل دربتهم ليكونوا أهدافاً لها!؟ . والقتل في العراق للعراقيين بالجملة من دون حسيب ولا رقيب.لا هيئات حقوق الإنسان. ولا أمم متحدة تتكرم ببيان شجب واستنكار أو عزاء حتى. ونترقب موقفا مسؤولا جماعيا من مجلس الحكم الانتقالي ولا نرى شيئا يذكر. لماذا دم العراقي رخيص إلى هذا الحد؟. هل كتب على العراقي أن يهرب من رصاص صدام ليقتله رصاص بوش ورامسفيلد!؟. مثل هذه المشاهد لم يصورها لنا الكتاب الأمريكيون المحتفل بهم عربياً .دعاة السلام وحقوق الإنسان!!. عندما زاروا بغداد مؤخراً. أما جريدة النيويورك تايمز فتتحدث عن العراق الجديد.. . ولا تأتي بذكر لنهر الدماء. ما الفرق يا ترى بين عهد صدام وعهد بوش بالنسبة للعراقيين؟. أنظر إلى الفرق فيما يقوله مدير معهد الطب الشرعي في بغداد الدكتور فائق أمين بكر ونقلته وكالة أ.ف.ب.يقول ” المعهد كان يقوم سنويا بتشريح 3500جثة تثير الشبهات. عشرة في المائة فقط من الجثث كانت تحمل آثار الرصاص. اما الآن فإن المعهد استقبل في شهر يوليو (تموز) الماضي وحده 780جثة بينها 460مصابة بالرصاص اي اكثر مما كنا نستقبله في عام ونصف العام في الاحوال العادية. مشيرا الى ارقام مماثلة تقريباً لشهر اغسطس”.
بغداد الآن مشرحة والعراق مقبرة. وبعض الدول منعت رعاياها من السفر إليه لانعدام الأمن. كيف يكون هناك أمن بوجود محتل لا يضع لدماء العراقيين أي اعتبار. يطلق الرصاص على كل هدف متحرك؟. ويضيف كل قتيل بريء إلى “فلول النظام البائد”.
العجيب أن الحكومات العربية لا تحرك ساكناً . بل إنها من حالة العجز التي تعتريها لم تستطع الاستفادة من موقف مسؤول ومتقدم مثل موقف فرنسا أولا ثم ألمانيا. إن هاتين الدولتين تستحقان الاحترام في موقفهما من جرائم العراق. مهما كانت دوافعهما. وعلى الساسة العرب استثمار ذلك لإيقاف القتل الجماعي المستمر في بلاد الرافدين. لعل شعوبكم و العراقيين يذكرونكم بالخير. إنه أهم من شجب نظام أصبح في ذمة التاريخ.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط