العناوين والمضامين

قرأت أن وزارة التربية والتعليم السعودية بصدد تغيير مسميات مدارس البنات من الأرقام إلى أسماء شخصيات تاريخية. أترك السؤال عن الكلفة والعائد المتوقع إلى حين. نبدأ بمناقشة المتفق عليه، هناك أولويات في قضية إصلاح أوضاع المدارس، خصوصاً مدارس البنات، الأولوية هنا للنقص والحاجات، وهي تبدأ ولا تنتهي وتشاهد حتى… – أقول حتى – في مدارس تعتبر حديثة لم تشيد إلا منذ سنوات قليلة فكيف بمبان مستأجرة مثل تلك التي اشتكت منها بعض المديرات. في المنافع هناك قائمة من الحاجات وفي الإدارة هناك «غبارية» في الصلاحيات والمسؤوليات، غبارية أدق، نعرف الغبار أكثر من الضباب، تبدأ الأولى من أوضاع خزانات الشرب إلى دورات المياه مروراً بأفنية مغلقة «مكتومة» كانت أفضل حاضنة لأنفلونزا الخنازير لو صح ترويج منظمة الصحة العالمية والمخدوعين بها.
خذ مثلاً آخر… لكل مدرسة أكثر من بوابة، لا يستخدم منها سوى واحدة لو قامت وزارة التربية والتعليم بعمل بحث عن مفاتيح الأبواب الأخرى غير المستعملة لنرى هل هي تحت الطلب أم ضاعت بين الإدارة والحارس، ولك أن تسأل عن مخارج وسلالم الطوارئ وأحوالها، ولا نخرج عن دائرة السلامة من المعتاد إغلاق أجراس إنذار الحرائق لأنها «صجتهن» ولا يتوافر صيانة في حين تحولت طفايات الحريق إلى ردادات أبواب! لا أزعم أن هذه هي حالة كل المدارس لكنها متفشية، لنأخذ إدارة المدرسة، لا يتوافر دليل عمل – واضح – يبين بجلاء مهام المديرة والمساعدات وحدود الصلاحيات، وكيفية تعاملهن الإداري مع كل حالة عادية أو طارئة بحيث يتوافر لكل موظفة الاطلاع عليه، في علمي عدم وجود مثل هذا الهم إلا إذا كان دليل عمل سرياً.
إذا كان هناك رغبة في التغيير فلتبدأ الوزارة بالمدارس الجديدة وتترك القديمة إلى حين إصلاحها، ومسألة تغيير الأسماء قضية بسيطة. عدد من الخطاطين ومؤسسات الدعاية والإعلان ومطبوعات، لكنها لا ترقى إلى إنجاز أو تغيير على أرض الواقع مثلها مثل تغيير مسمى الوزارة. ما الذي تغير يا ترى وما هو الإنجاز المتحقق؟
هل تريد الوزارة أفكاراً للتغيير المحسوس الملموس؟ هناك الكثير من الأفكار غير المكلفة مع عائد راسخ يمكث في الأرض ويلمس الناس فوائده، لا مسميات مدارس اعتاد الناس عليها، ثم إن هناك نقطة جوهرية وهي أننا نشوه أسماء تاريخية بواقع مبان أو منشآت نضع أسماءهم أو أسماءهن عليها، خصوصاً إذا ما كانت أحوالها الإدارية… الخدمية، أو المعمارية والهندسية سيئة، أتخيل انه لو قام – بعضهم/بعضهن – من القبر لانهالت برقيات احتجاج شديدة اللهجة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على العناوين والمضامين

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    ماهي مشكلة يابو احمد يسموها واحدة باسم كوفي عنان المطورة والثانية باسم
    ابو كاب والثالثة باسم من يطلع من اسماء لجنة تقصي الحقائق والدقائق والساعات
    مرت ونامت وسافرت وتبخرت ويبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر انه يتعلق
    في حبل الغسيل ولو قليل يضربه الهواء وينشف ويحطب ويسووا عليه قدر ملو خية
    ويتغدوا فتة ملوخية وكله زحلقة في زحلقة وزفلطة يابو احمد .
    الله يعين بس .

  2. محمد الخميس كتب:

    موضة

    مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله غيرت اسمها وشعارها

    التأمينات غيرت شعارها

    مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية غيرت شعارها

    ربما المسألة من الفأل بتغيير الدابة أو الزوجة أو السكن

    وكم وزارة غيرت اسمها بل نشاطها من ضمنها وزارة التجارة اصبحت صناعة والصناع يهمهم زيادة الربح ولن يتأتى ذلك الا بزيادة الأسعار.

التعليقات مغلقة.