فورات الإعلام

رسائل الشباب الباحثين عن عمل أصبحت مشبعة باليأس، أُلاحظ هذا منذ مدة مما يصلني وما ينشر في الصحف، هناك حالة من الإحباط والقنوط، أحد الشباب أرسل يطلب النصيحة فيما يفعل، بعد تخرجه وحصوله على دورات تدريبية لم يجد عملا في عدد يتجاوز أصابع الإنسان من الجهات الحكومية إلى الخاصة، رغم أن تخصصه حاسب آلي، وهو التخصص الذي يندفع إليه كثير من الشباب حاليا، ياترى أي مستقبل ينتظرنا؟،
منذ متى ونحن نتحدث عن السعودة و إيجاد فرص وظيفية للأعداد المتزايدة من الشباب في سن العمل، وهو رقم يكبر ويكبر، أصبحت أعتقد أن الحلول لدينا هي حلول إعلامية، فورات في الصحافة خصوصا تتركز فترة ثم تتلاشي، أما على الواقع فإن نسبة المتحقق متدنية جدا ولا تستطيع مواجهة الاختناقات، والحقيقة أن أدوات فرض السعودة ضعيفة وبطيئة ومتسامحة، وتجاوزها أمر يسير، وليس هناك حلول جذرية لمشكلة البطالة المتضخمة، هناك أرقام عن فرص وظيفية، مستقبلية، تنشر في وسائل الإعلام لكنها لا تتحقق ولا تحقق نتائج بدليل تزايد أعداد العاطلين، على الجانب الآخر لم تفتح أبواب جديدة للشباب ، مثل القروض الميسرة لإنشاء أعمال صغيرة، بل إن فرص العمل الشخصي الحر يتوفر فيها أكثر عدد من الحواجز الرسمية من الشروط والطلبات والرسوم التي لا تنتهي وتساهم في ضغط العاطلين على القطاع الحكومي بحثا عن وظيفة، لماذا لا يعاد النظر من الجذور في اشتراطات الحصول على تراخيص الأعمال الصغيرة، والهدف تخفيف الإجراءات والتكاليف المادية ليتم دفع نسبة من العاطلين إليها، أما القطاع الخاص ، ركيزة التنمية، والحصان الأسود و”طير شلوى” الذي يتم الرهان عليه الآن، فحاله عجيبة، انظر إلى شركات ووكالات كثير من كبار رجال الأعمال لترى نسبة السعودة لديهم، ستجد العجب العجاب، والغريب في الأمر أنهم آخر من يسأل إعلاميا عن أحوال السعودة في منشآتهم!؟، فيما يستمتعون بممارسة التنظير العام عن ضرورة السعودة .
أقترح على أمانة مجلس القوى العاملة أن تصدر تقريرا كل ثلاثة أشهر يتناول حالة السعودة، لنعلم إلى أين نحن متجهون، ونحن بحاجة للمصارحة والمكاشفة في هذا الأمر الخطير، لأن الواقع يقول أننا نلف وندور مبتعدين عن مواجهة الحقيقة، ونكتفي بالمواجهة الإعلامية، ولعل مثل هذا التقرير يصبح بوصلة ترشدنا وتجيب على أسئلتنا ، هل نحن بالفعل نسعى حثيثا بكل قطاعاتنا للخروج من مأزق البطالة؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.