وماذا عن تصريف الناس؟

حتى الفشل يبنى طبقات فوق طبقات، إذا كان معلوماً للمسؤول قبل المواطن أن أكثر مدننا تشكو من سوء تصريف السيول أو عدم وجودها فماذا عن تصريف الناس والمعلومات؟
«في أميركا» و«يوم كنا في أميركا»، يحلو للبعض الحديث عن الخدمات في أميركا أرد عليهم «دعو أميركا في حالها»، معظم مسؤولينا التنفيذيين الكبار وموظفيهم درسوا وعاشوا في أميركا. حققوا لأنفسهم شهادات ومكانة. كم منهم يحمل شهادة الدكتوراه… فماذا تحقق للبلد منهم؟ صديق يقول إنه اضطر – في أميركا – لقطع مئات الكيلومترات في ذروة تساقط الثلوج، خلال الطريق كان يشعر بأن معه أحداً يرشده، بسبب تعدد خدمات تتواصل مع مختلف الحواس، إذاعة ولوحات الطرق المضيئة بمعلومات ومواقع آمنة للتوقف، لكن عند تساقط المطر لسويعات في بلادنا لا تشعر بأن معك أحداً. القاعدة: «دبّر نفسك». دعو أميركا في حالها.
قبل سنوات طرحت الحاجة الماسة لإذاعة «اف ام» خدمية لمدينة الرياض، لتساعد في الإرشاد والتوجيه وتخفيف الازدحام وتصريف تكتل السيارات، بعد الطرح وصلني خطاب من رئيس مركز المشاريع بهيئة تطوير الرياض يشير محتواه إلى أنهم درسوا ذلك سابقاً وخلصوا إلى أن لا حاجة لها! كم من الناس كانوا يتعطشون إلى معلومة يوم الثلثاء بالرياض؟ أما الآن فقد تشرذمت «الاف ام» تجارياً، القائم منها تجده وقت الحاجة للمعلومة يرقص طرباً، الإرشاد ليس من أولوياته.
رفع يد وزارة النقل «العطل» عن الطرق والأنفاق داخل المدن أصبح ضرورة قصوى، فهي لا تهتم بسلامة أصحاب المركبات قدر اهتمامها بالمقاولين وتوقيع العقود والليموزين. لنحدد المسؤوليات والمواصفات، وإذا لم يحاسب مقاول ومهندس أشرف على مشاريع أنفاق ثبت عطلها وسوء تنفيذها لتلتهم الناس والمركبات فنحن على الوعد مع كل سحابة سوداء.
قال الدفاع المدني إن اللجنة الفورية اجتمعت قبل العاصفة بساعات، ذكر أن جهات عدة مشكّلة فيها، مع أن هناك انطباعاً عاماً بأن الجهات لا تعمل كفريق واحد، لدى بعض الموظفين فكرة عجيبة عن «الاجتماعات». إنما إذا كانت اللجنة لديها علم بالعاصفة واجتمعت، فهل تنتظر إلى حين وصول العاصفة أم تستعد في الميدان قبل ذلك؟ لماذا لم توقف حركة المرور في الأنفاق قبل هطول المطر، وتستعد صهاريج المياه في مواقع البرك المعروفة، أم يجب أن تنهمر الاتصالات وحركة سيارات الخدمة مع انهمار الأمطار في الوقت الخانق؟ نفق من حزمة أنفاق تم إسناده بأعمدة حديد موقتة كتبت عنه قبل أسبوع. انهار وغصّ بالمركبات، لاحقاً – اليوم التالي – لا معلومات تبث باستمرار عن الطرق المقفلة والنتيجة تكدّس على تكدّس. هناك إخفاق في تصريف الناس والمعلومات مثل إخفاق تصريف السيول، هل هذا أحدث وأفضل ما توصلنا إليه من التجارب العالمية؟ يبدو ذلك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على وماذا عن تصريف الناس؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يقول البحبحاني غفر الله له .. كبر المخدة ونام .. ويقول المدعو ابو شنفاص دوها يادوها
    والكعبة بنوها .. ويقول اخونا حسن كور ان حسن زحليقة قابله وسلم عليه .. والان هي
    ساعة الفول يابو احمد .. ترى العلة ماهي من الفول يابو احمد وقاعد قدامي يصيح
    ظلموه .. ظلموه الصحن المليان ظلموه .. والاجتماع مع العيال احسن وابرك وفي العصر
    نطلع الهدا وفي الليل نتفاهم مع زبدية الخربز والحلاوة الطحينية والباقي ربنا يفرجها وشكرا

  2. أبو بسام كتب:

    السلام عليكم و رحمة الله

    معلومة ظريفة لطيفة:
    النفق طيب الذكر ( تقاطع مخرج ٩ مع طريق أبو بكر الصديق) استغرق أكثر من خمس سنوات في التنفيذ.

    ملاحظة:
    أنا أسكن قريبا من منطقة النفق منذ ما يزيد عن العشرين عاما يعني عِشْرَة و لم يأتي إلى الحياة الدنيا إلا بعد مراجعات سنين لدى مركز علاج العقم في أمانة الرياض ثم هيئة تطويرها ( إنت ما لاحظت إنهم مسنِّدينَه بأنابيب؟) فآمل أن تتفضل بأن تكون حُنَيِّن عليه قدر الإمكان.
    و السلام عليكم

  3. يوسف الغانم كتب:

    استاذ بو احمد
    مشكلتنا او مشكلة اداراتنا الحكومية اعتمادها اعتمادا كليا على من يحمل شهادات عليا سواء دكتوراة او غيرها واغلبهم اجانب
    ياخي طلع لنا جيل يحمل الدكتوراة او الهندسة واتحداه ان يعرف معنى الشعيب او الوادي او التلعة او المحير
    عندنا شياب لديهم معرفة بالاودية واتجاهها ومحيرها ومنبعها ….لماذا لايستفاد من خبراتهم وعلمهم فالخبرات على الطبيعة اهم من الدراسة النظرية ….
    عندنا في القصيم مثال على ذلك ….فعند البدء في مستشفى الملك فهد التخصصي تم اختيار مكان يقع في محير وادي كبير وعندما شاهد احد الشياب المعدات والعمال جاهم وقال هذا مغرق ومصب شعبان وحاول معهم لتغيير مكانه الا انهم سخروا منه وقالوا هذا شغل مهندسين ودراسة جاي انت تعلمنا شغلنا
    …المهم نفذ المشروع وماهي الا سنوات وغرق المستشفى ومات من مات وبدأت الترقيعات ومد المجاري وحتى الان لازال الاحتمال بالغرق موجود بالرغم من الاحتياطات
    هذا فقط مثال والامثله كثيرة …لكن بالتاكيد هناك مستفيد من ذلك وياكثرهم !!!!

التعليقات مغلقة.