المسكن السعودي هو الأعلى تكلفة في العالم، لا تفرح يا صديقي!، فهو أيضا الأقل عمراً افتراضياً.
أقول لا تفرح لأنه قبل سنوات كانت صفة الأعلى والأكثر تكلفة والعالمية تجعل إعلامنا وكثيراً منا يرقصون طربا وبلغة السامري كانوا “يستنزلون”! في نشوة عارمة، أتذكرهم وكأنهم أمامي، الآن اختلف الحال فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ملتقى المسكن الاقتصادي المنعقد في الرياض، توصل إلى نتيجة الأعلى تكلفة والأقصر عمراً، لنقل إنه أعلن رسميا ماكان يعرفه المواطن ويشتكي منه منذ بدأ الصندوق العقاري أعماله، احتجنا لكل هذا الوقت الطويل للاعتراف الرسمي، فهل سنحتاج إلى مثله للعمل على إصلاحه!؟، كان المقاولون من مختلف الجنسيات يقولون للمواطن إن تكلفة منزله تبني منازل في بلدانهم، في حين يحتاج بعد عام واحد إلى صيانة أساسية!.
الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل وزارة البلديات عزا ذلك لوجود “خلل في التخطيط واسلوب البناء وغياب الوعي الحضاري، نظام الارتدادات، مساحة الأرض، والارتفاع وغيرها” جريدة الاقتصادية.
أعتقد أن الدكتور كان منصفاً في تحميل المسؤولية للرسمي، للجهات الحكومية، توقعت أن يتم تحميل المسؤولية على جهل المواطن وقلة وعيه وبحثه عن السعر الرخيص، لاحظ أننا نتحدث عن مسكن لأسرتك، وليس بناية” تجارية”!! شيدت للبيع، تتغاضى عنها البلديات لتنحشر في كبد مواطن مسكين تقسيطا أو كاشا، وتبدأ كبده في التقلب لأنه عند “صبة” السقف لم يكن حاضرا، مسكين كان يتوقع أن تكون البلدية حاضرة!.
الحقيقة أننا كنا ولا نزال مختبراً لتجارب الأجهزة الحكومية، والعمالة الأجنبية والمواد الأولية، كلهم جربوا في رؤوسنا، ولم يكن تخفيض التكاليف وتيسير الحصول على مسكن رخيص في قائمة أولوياتها، والدليل أن التخطيط العمراني لم يراع هذه النسبة فقد اتجه عقاريا.. تجاريا، سواء بالمساحات الكبيرة والارتدادات والشروط التي لا تنتهي، والفوضى في سوق المواد الأولية والعمالة.
رغم الأسوار التي تستر منزلك، أنت في الواقع لا تسكن وحدك، البلدية تنام معك..، فتش وستجدها، أنظر إليها كيف تتعامل بحجة تحسين صورة المدينة تهشم مظلات سيارات مكلفة يستفيد منها أناس ولا يشتكي منها أحد.
لقد حقق عدد من الأجهزة الحكومية هذه النتائج المذهلة، قامت البلديات ومهندسوها بإعداد وتجهيز حلبة للرقص على ظهر المواطن، بتعاون وثيق مع المكاتب الاستشارية والهندسية “اللي انتم خابرين”، وشاركهم بهمة ونشاط صندوق التنمية العقاري باشتراطات زخرفية جامدة، وكانت هيئة المواصفات السعودية حاضرة في الصف الأول تضع رجلاً على رجل، فيما رقصت وزارة التجارة على “الوحده ونص”، لقد كان رقص هذه الوزارة بالذات في تلك الحفلة حديث المجتمع مما أصاب جهات أخرى بالغيرة .
الأعلى عالمياً، مبروك عليكم
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط