الخليج في عيون إيران

بعد تغيير الاسم تجرى محاولة تثبيت التغيير؟ الحكومة الإيرانية لا تفوّت فرصة للتأكيد على أن الخليج العربي… فارسي. أصدرت تعليمات لخطوط طيران، وأوقفت دار نشر عربية لعرضها موسوعة عن الخليج العربي، وقبل هذا خرقت حتى بروتوكولات الضيافة، بل وفي كل سانحة تتهدد وتتوعد وتسخر. وهي في الواقع تحقق النجاح في التثبيت حتى إن بعض الصحف العربية أصبح يضع الفارسي بين قوسين. ربما بعد فترة من الزمن تتكسر الأقواس. أما بعض القنوات الفضائية العربية «الرائدة» فلجأ إلى «الخليج» هكذا حاف وكأنه لا يوجد في العالم سوى خليج واحد.
في الملف النووي حاولت إيران، ولا زالت، التأكيد أنه غير موجّه ضد دول الخليج العربي. وحتى المناورات العسكرية التي لا تنتهي واحدة منها إلا لتبدأ الثانية تستخدم إعلامياً باتجاهين: التخويف والتطمين. وعلى رغم محاولات التصديق على مضض إلا أن الحكومة الإيرانية غالباً ما تدفع بالأمور إلى الحافة، وهو ما جعل موقف دول الخليج العربي العاقل من الملف النووي، وهي أقرب الدول تضرراً من وجوده، يظهر بصورة موقف ضعيف. إما أن إيران لا تحسن إدارة ملف علاقاتها بجاراتها من دول الخليج العربي أو أنها تريد الاستفادة من موقف دول الخليج العربي الذي لم ينجر مع دعوات أميركية غربية حرضت لمواجهة إيران. الاستفادة بمزيد من التنازلات.
هل الاسم مهم إلى هذه الدرجة؟ بالتأكيد هو في غاية الأهمية، هذه إسرائيل تحرص على الاسم قبل المسمى، وقد قدمت لنا نموذجاً في إطلاق أسماء قديمة على أجزاء من فلسطين حتى أصبحت هي الأسماء الوحيدة المعروفة عالمياً. إيران تتبع الأسلوب نفسه مع صوت مرتفع، وتصريح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لـ «الحياة» يوم أمس يشير إلى عدم اهتمام كبير بالقضية، أو عدم وضوح آليات الرد. الحديث عن التاريخ وشواهده لا يكفي، نحن الآن أمام حرص على التغيير الثقافي عالمياً جاء متتابعاً مع تغييرات على الأرض يجرى ترسيخها في جزر الإمارات العربية المحتلة.
الحقيقة أن إيران نجاد هي إسرائيل نتانياهو، لا فارق كبيراً بينهما سوى في المدة الزمنية والقدرة على تحقيق الأهداف، ومن المضحك أن العرب المتعاطفين والمتحالفين مع إيران يصرفون النظر دائماً عن اسم الخليج العربي وعن جزر الإمارات، هم يحاولون دائماً التقليل من أهمية المسألة لأن القضية الأهم هي قضيتهم.
ما العمل؟ الاكتفاء بتصريحات خطأ جسيم، الواجب على دول الخليج العربي أن تبدأ بالمعاملة بالمثل، عدم التعامل مع دُور النشر التي تضع اسم الخليج الفارسي وعدم التعامل مع خطوط الطيران، أو التغاضي عن تصريح لضيف يحرص على تغيير الاسم، وتتبع أي تعديل من دول هنا أو هناك من دون تهاون بالرد… وقبل هذا وبعده عدم انتظار أي دعم عربي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على الخليج في عيون إيران

  1. Ahmad كتب:

    تسلم و الله كلامك 100% صحيح ايران و اسرائيل و امريكا عبارة عن حلفاء لكن في الخفاء الهدف واحد تغير المنطقة العربية و الاسلاميه ثقافيا و فكريا و سياسيا و السيطره على كل ثروات المنطقه العربية بجميع انواعها اهداف ايران و تطلعاتها الاستعمارية واضحة جدا و استغرب كيف في ناس ممكن تصدق ان ايران هي دولة صديقة انا اتمنى ان اي دوله عربية و خصوصا السعودية تمتلك قوه عسكرية و نووية لكي تواجه اطماع ايران

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    هما يسموا مايروق لهم ونحن نسمي مايروق لنا .. والتاريخ يؤكد احد الحجزين
    والله بصير بالعباد .. وشكرا

التعليقات مغلقة.