تشخيص الضعف

ذكر رئيس ديوان المراقبة العامة السعودي أبرز عوامل تعثّر المشاريع الحكومية في البلاد، منها: «ضعف التخطيط في مراحل إعداد دراسات الجدوى. وضع التصاميم الهندسية والشروط والمواصفات الفنية وهو ما يترتب عليه كثرة التعديلات. ضعف أنظمة الرقابة الداخلية والمتابعة والإشراف لدى كثير من الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة. عدم توافر الأراضي اللازمة للمشاريع الأساسية في المواقع المناسبة. عدم كفاية الاعتمادات المالية لبعض المشاريع الحيوية»، وأضاف أن الكشف عن الجهات المتلاعبة بالحسابات الحكومية أو اتهام جهة بعينها ليس من شأن ديوان المراقبة العامة بل من مسؤوليات جهات أخرى، لم يُسمّها.
ولأنه ديوان المراقبة العامة أرسل رسائل عامة «ما تزعّل أحد» حيث رفض تسمية جهة أو جهات، لأن هذا ليس من اختصاصه، التحذير العام الفضفاض لا يحقق أثراً يذكر. إنه يضيع وسط الزحام.
إذاً، الحالة عامة استناداً إلى المقتطف أعلاه، جميع محطات العمل «المشاريعي» الحكومي تعاني من الضعف من الألف إلى الياء، درجة الضعف – كبيرة أو صغيرة – لا يعلمها سوى الديوان، يبدأ من دراسات الجدوى ووضع التصاميم والشروط وضعف أنظمة الرقابة الداخلية والمتابعة والإشراف… الخ، إذاً ماذا بقي من مصدر قوة أداء؟
لا يستغرب ضعف البنية التحتية للمدن والمحافظات إذا كانت هذه هي حال البنية «العصبية» للأجهزة الحكومية، الأول نتيجة طبيعية للثاني، والأولى يكشفها «السيد المطر» بالتفاصيل في حين لا تظهر الأخيرة إلا في المجمل المعمم مثل رسائل ديوان المراقبة.
وجدت في تلك التصريحات تفسيراً لظاهرة تجزر العمل الحكومي، كل جهة تعمل وحدها وكأنْ لا هدف عاماً يجمعها، بل إن بعض الإدارات الداخلية في الجهة نفسها تقوم بأعمال مزدوجة مكلفة، أيضاً فيها – التصريحات – تفسير لراحة بعض المسؤولين عن قطاعات لم تحقق شيئاً في مواجهة قضايا تتراكم مبرزة نتائج سلبية، وكأنهم يرددون المثل الشعبي القائل: «جيزنا جيز غيرنا»، أو بالعربي الفصيح لسنا وحدنا، إذا كانت الأمور بهذا الشكل لا يلام هروب جهات إلى بَرْوَزَة الشكل على حساب المضمون، الآن عُرف سبب ارتفاع صوت الخطاب الإعلامي لأجهزة حكومية، أكثر من حجم أعمال لها في الميدان. السبب ليس إلا محاولة تغطية الضعف، ثم من سيدقق؟ مع ضعف هنا وضعف هناك.
حسناً… أكثر الديوان من التشخيص فمن أين سيأتي العلاج؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على تشخيص الضعف

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    العلاج يابو احمد وياسيدي الغالي يأتي من الجريد الاخضر والاملح اللي يبرق
    اما ديوان المراقبة العامة من العام الماضي وقدم تقرير مشابه ايش صار ؟؟؟
    صار له لجنة واللجنة تفرعت منها لجان .. خلاص المسؤل قدم تقرير في ساعته
    اثباتات وعقابات وتعليقات من الرجول وساحات ورقبات تطيح .. بعدين كله نفر
    خوف ويمشي كويس .. اما قلقل كثير من مسؤل صرح صرح صرح مافيه
    فائدة وسامحني يابو احمد .
    لكن اليوم خميس كل سنة وانت طيب واحنا وغيرنا امام هذه التصريحات
    مالنا الا نخرج حر مانشعر به الا يوم الخميس اللي فيه ساعات فرج ان شاء
    الله الله يفرج عنا وعنكم وسائر المسلمين وجمعتكم مباركة ياحبيب الكل.

  2. مواطن مقهور كتب:

    اهلين اخوي عبدالعزيز
    .. وفعلا ليس للديوان صلاحيه اتهام احد على الاقل اعلاميا ولكن دور الديوان يظل ناقص وبشكل بكبير بعدم منحه صلاحيات اوسع في الفحص والمسأله والاجهزة الحكومية زي ماقلت كل جهه في اي اجتماع تبحث عن مصلحتها او مايحقق لمسئولها فرض رايه ولكن هل الراي هذا في صالح البلد وبالصالح العام هذا مو مهم لذلك اغلب الاجتماعات تفشل لان كل جهه تقاتل ليس لاجل البلد بل لاجل جهتها مافية نظرة وطنية ولي تجربة في كذا حالة وقعت لي في اجتماعات .
    المشاريع تتعثر لان المشروع يسلم لشركة والشركة تسلمه بالباطن لشركة أقل وهكذا لحد ما تستلمه شركه بعشر قيمته الاصلية وطبيعي العمالة تكون من السائبة بالشوارع والبطحاء كل صبح يخمون لهم كم عامل واشتغل لذلك نرى مشاريع جديدة تنهار وتحتاج ترمييم عندك معهدالادارة بنته شركة كورية من العام 1402 ولحد الان تدخله المبني كنه مبني امس ولكن ادخل المبني الجديد تجد تهريب المياة وتحفر ارضياته والصدوع في مواقف المتدربين بسبب اسناد العمل لشركات غير كفوة تسبب الفشل في انجاز المشروع وتعثره او انجازة بجودة رديئة تكلف الدولة مبالغ لضيانته

  3. محمد كتب:

    نعم ضعفت الرقابة الداخلية بدليل أن هناك موظفين وموظفات على صندوق الطالبات وهم حملة بكالوريوس وأحياناً ماجستير ولم يذقن طعم المراتب الوظيفية وليس لهم تأمينات اجتماعية ويتم ضغطهم بالعمل بحجة أن (هذه هي اليد التي توجعهم) لماذا نتمنى ان يكتب عنا احد او يدافع عنا او يطالب بحقوقنا وحاولنا نحن مع كافة القطاعات وزارة التعليم العالي وغيرها وكل وزارة تحذفنا على الاخرى ولنا مايقارب 6 سنوات ولسنا بالرياض فقط على مستوى المملكة وخصوصا بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن ومنا من يعول أسر ولايتجاوز راتبه 2000 ريال ومنا الاقل رجاء خاص ياسعادة \ الاستاذ عبدالعزيز السويد ان تكتب عنا لربما نظروا في موضوعنا وشملتك دعواتنا ولك خالص الشكر والتقدير

التعليقات مغلقة.