(أخي العزيز: المشكلة ليست شخصية أي تخصني وحدي على الأقل، ولكنها تمس شريحة من الناس انخدعوا بجميل الكلام الذي يصدر عن أناس لا يخافون الله ولا يراعون حقوق الناس وينطبق عليهم تماماً ما تفضلت به “اضرب واهرب”، تتلخص المشكلة في أن أحد المكاتب العقارية، وبالتعاون مع أحد الأشخاص قاموا بتسويق وبيع قطع أراض في محافظة المزاحمية وذلك قبل عشر سنوات بالتمام والكمال وبعقد موقع من المكتب والبائع على أن تسلم الصكوك لاحقاً ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا لم يحدث شيء وعند السؤال عن ذلك يقال إن عليها مشكلة وفي المحاكم حالياً).
هذا مقتطف من رسالة قارئ كريم هي نموذج لملفات معلقة كثيرة أولها المساهمات العقارية ولا تهون شركات توظيف الأموال، أسلوب “اضرب واهرب” استخدم في حرب “أعصاب” تجارية، هذه حقيقة وليست مبالغة، البعض ضرب ضربته في سلعة تجارية أو فكرة خيالية أو “سبع ميه” وبعض آخر في توظيف أموال تحقق عائدا فلكيا، قسط فيه مبالغ الناس عليهم!، أخذها منهم كاشاً وأعادها تقسيطاً وهم في فرح طاغ وعلى أمل.
تحدثت يا صديقي عن معسول الكلام ممن لا يخافون الله، فلا يعيدون حقوق الناس، ومثل معسول الكلام هناك معسول الإعلان، أصبحت إعلانات المساهمات العقارية ملونة والأرض الجرداء تظهر في الإعلان وعليها ناطحات سحاب، حتى أن صحيفة كتبت خبراً تقول فيه إن مساهمة “ربحت” اربعين في المائة في اليوم الأول من إقفالها!، وهل هناك عاقل يصدق مثل هذا الكلام المنشور على شكل خبر خاطئ!، الصحف في بعض الأخبار “المرتبة”، تشارك في تعسيل الكلام.
حديثا صارت هذه المساهمات بمحاسب قانوني، أمر طيب ومتأخر كثيرا، ولست متفائلا به إذا ما تذكرنا أوضاع المحاسبة القانونية وأختامها في بلادنا.
مرة قرأت خبرا يقول إن وزارة التجارة أوقفت مساهمة عقارية لأنها لم تعلن عن إشراف مكتب محاسبة، أمر جيد أيضا، الوزارة تشتغل!، لكن لا أحد منا سمع عن إجبار صاحب مساهمة على رد حقوق الناس، لماذا لا تحدد المدد لهذه المساهمات ليعلم الناس المخاطر ولا يستسلموا لمعسول الكلام، ولمَ تقبع ملفات كثيرة لا تحصى.. معلقة، وهي تحتوي على أموال بشر بعضهم في أمس الحاجة إليها؟، لمَ تقبع في دوائر المحاكم كل هذه السنوات، والعشر سنوات يا صديقي أعتبرها فترة متوسطة مقابل حالات معمرة ولا زالت حبيسة الأدراج، واللجان التي تشكل لغرض المعالجة لماذا لا يكون لها ناطق رسمي يعلن عن اسمه بحيث تتجه له الصحافة للمتابعة، و”ينصاه” أصحاب الحلال.
اضرب واهرب يا صاحب الذمة الوسيعة، ثم “هج” عن البلاد إن استطعت، أو تمترس وراء صك إعسار، إذا لم تستطع لا هذه ولا تلك فاعتمد على بيروقراطية الأجهزة الحكومية، وهي تحتاج منك إلى كثير من “الذرابة”!، ستجد فيها مظلة مريحة، وببرود يمكنك الرد على المشتكين بأن المعاملة دائرة ونم نوماً هانئاً، فهي في دائرة مغلقة مخصصة لملفات معلقة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط