المقود الساخن

أرسل صديقي الجداوي رسالة صباح الثلثاء الماضي قال «الله يستر الساعة 8,15 ودرجة الحرارة 43»، أجبت ممازحاً «الدلع أصاب أهل جدة»، ظهر اليوم نفسه أرسل يقول درجة الحرارة الآن 50، «تعال تدلّع معنا»!
لاحقاً وصلتني صورة من مقياس درجة الحرارة في السيارة كانت 60 في جدة! لست اعلم عن دقة مقياس السيارة، وهل طرأ تغيّر على السجل التاريخي لدرجات الحرارة؟ نسأل الأرصاد لا الكهرباء التي تكثر من الوعود والانقطاع.
في جدة «شَوْي» مع رطوبة وفي الرياض مثله على الجاف، وكنت اعتزم زيارة جدة هذا الأسبوع لولا ارتباطات حالت دون الاستجابة لدعوة مشكورة من مؤسسة الموهوبين، شخصياً أحب الابتكارات والمبتكرين ولا اخفي صعوبة التعامل مع بعضهم. أتذكر أول مبتكر سعودي التقيته عندما كنت محرراً اقتصادياً في «اليمامة»، نشرت حواراً معه اشتكى فيه من إجراءات براءة الاختراع وبيروقراطية معروفة ما زالت ماثلة، حالياً هو «خالي شغل»، الجميل أن النكتة لا تفارقه. أرجو أن يكون «أبو عصام» بخير وعافية.
قبل فترة قرأت خبراً عن شاب سعودي ابتكر مقود سيارة لا يمتص الحرارة، هكذا قال الخبر. قضية ارتفاع درجة الحرارة تطاول كل شيء من الأعصاب إلى العظام، السيارة وسيلة التنقل الوحيدة تتحول إلى فرن صهر، أما المقود ويطلق عليه في معارض السيارات في النسيم والشفا «الطارة»، وغالبيتنا سواقين «طارة». يتحول مع شمس لاهبة إلى سيخ بلاستيكي ساخن يكاد يذوب بين يديك.
كيف يمكن لنا أن نحول الحرارة إلى طاقة مفيدة؟ اضعف الإيمان، نقلل من آثارها السلبية، مع واقع أننا في ظهيرة بلاد الشمس الساطعة نضطر إلى الإنارة الاصطناعية في المكاتب والمنازل! صورة من نتائج استنساخ الهندسة المعمارية، مثل محال خدمات الطالب والدكتور هناك مكاتب خدمات المهندس. لو قدر للنسخ وتصوير الوثائق والمخططات التحدث عن تجربته في بلادنا لأتى بالعجب.
ماذا أنجز الشاب صاحب المقود… البارد؟ هل هي فكرة اختراع أم انه توصل إلى نموذج معلمي. الاهتمام بالمخترعين والابتكارات أمر طيب ومشجع يبعث على التفاؤل، والتجربة في حاجة إلى صيانة. ما يدفع للتحوّط هو اختلاط الحابل بالنابل، لم نعد نعلم ما هو الحقيقي من الخيال. تكاثرت أخبار صغار المخترعين حتى لا يستغرب تحولها إلى ظاهرة، كأني أرى رسماً كاريكاتورياً مستقبلياً في إحدى صحفنا، أب يعنف ابنه قائلاً «كل عيال الناس تخترع إلا أنت! وش ناقصك؟»، أو آخر يستقدم مخترعاً بدلاً من السائق ليقود ابناءه لعصر الابتكارات.
هذا الأسبوع في جدة تجمع للموهوبين مع معرض لابتكاراتهم 300 ابتكار أو اختراع، أرجو من الله تعالى ان ينفع بها، والا تطوف حول وهج إعلامي موقت لا غير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على المقود الساخن

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    احلى شئ في هذه الاجواء الصيفية هذه الايام يابو احمد انه الواحد يتذكر وعود وتصريحات
    لا انقطاع للكهرباء صيف هذا العام (طنش)
    لاانقطاع للمياه صيف هذا العام (طنش)
    لاارتفاع في اسعار الوايتات (طنش)
    ابشرك العالم صارت تفكر تشتري مواطير
    وخلي عنك التصريحات .. هذا واحد البارح يقول ماادري هذولا المسؤلين قاعدين يكذبوا على مين ؟؟
    واحد جاوبه قله قاعدين يكذبوا على التاريخ .
    وكبر المخدة وربي يجعلكم في خير .

  2. مرزوقي محمد عارف كتبي كتب:

    لو المشكله تنحصر في الكهرباء تهون المسأله والطرق المحفره إن ابتعدة عن واحده تطيح لامحاله في الاخره والبلديات ووزارة التجاره وحمية المستهلك وهي التي تهلك لارقيب ولاحسيب وتحيل المحامين والتلاعب وهذا ما نصت عليه خطبة الجمعه في الحرم المكي الشريف في 7 – 6 – 1431 ه لشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس جزاه الله خير ولاكن اين من يسمع ويتعظ وبارية هذه الخطبه تذاع في إذاعات المدرس وتكتب عبر الصحف وتنشر في الدوئر الحكوميه والآهليه لكي تصحو ا الضمير من غفلتها

  3. مرزوقي محمد عارف كتبي كتب:

    لو المشكله تنحصر في الكهرباء تهون المسأله والطرق المحفره إن ابتعدة عن واحده تطيح لامحاله في الاخره والبلديات ووزارة التجاره وحمية المستهلك وهي التي تهلك لارقيب ولاحسيب وتحيل المحامين والتلاعب وهذا ما نصت عليه خطبة الجمعه في الحرم المكي الشريف في 7 – 6 – 1431 ه لشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس جزاه الله خير ولاكن اين من يسمع ويتعظ وبارية هذه الخطبه تذاع في إذاعات المدارس وتكتب عبر الصحف وتنشر في الدوئر الحكوميه والآهليه لكي تصحو ا الضمير من غفلتها

التعليقات مغلقة.