تعديل أو استثناء في «ساهر»

هل تتوقع إجراء تعديلات أو استثناءات في نظام ساهر المروري؟ ربما تجيب بلا، إلا ان المقصود بالاستثناء ليس الأفراد بل جزءاً من القطاع الخاص.
بعض التجار «يجهزون العصابة قبل الفلقة»، اقصد بالعصابة – لئلا أفهم خطأ – لفافة القماش. بدأت الأصوات ترتفع هذه المرة من غرفة تجارة جدة التي لم يطبق فيها النظام حتى الآن!! تجار تأجير السيارات يشتكون، والعنوان من صحيفة الرياض «قطاع النقل يتكبد خسائر طائلة»، دقق في «يتكبد» و «طائلة»، الأولى من الكبد العزيزة والثانية من طال يطول. مع دخول الغرف التجارية طرفاً الا ترجح إعادة النظر؟ شخصياً أرجح، فهي لا تهرول إلا وتصطاد، طبعاً أنا لست مع تعديل أو استثناء، ما يسمى بقطاع النقل هو حالة نموذجية للفوضى من التراخيص الى الإدارة والقيادة.
في الرياض يكاد بعض السائقين يصابون بالحول، عين على الطريق والأخرى تبحث عن الكاميرا، قديماً كان السائق يوظف «معاوناً»، هو أحوج ما يكون اليه الآن ليفتش بـ «الدربيل» عن لوحة تحديد السرعة، النقص الكبير في اللوحات يحسب على المرور ويضر بالعدل المنشود، الناس لا يريدون إلا العدل، عدل في التطبيق وعدل في سهولة التدقيق والاعتراض، عندما يشعرون بسريانه على الجميع تأتي القناعة والانضباط، ان الشعور بالغبن وتوجس استهداف الجباية لا يحقق المصلحة العامة.
الناس أيضاً يتساءلون عن وضع السيارات الرسمية وكيف سيطبق عليها النظام؟ في العلم تجربتها مع الفحص الدوري!؟ وتزداد وتيرة الأسئلة عن ما يشاع من إمكان أن تقيد السيارة باسم السائق وكيف يتم ذلك؟ إذا كان هذا دقيقاً لماذا لم يعلن عنه بالصورة المناسبة.
ذكر في بداية التعريف بساهر ان الكاميرا تقوم بعمل اكثر من 20 رجل مرور، حسناً أين هؤلاء الآن؟ لا نراهم، بخاصة إذا ما كان القصد من النظام إعادة الانضباط واحترام الأنظمة، كنت أتمنى رؤيتهم في الميدان فما زالت مواقع الازدحام والفوضى أوقات الذروة هي نفسها – «انقز الى الدائري الشرقي والجنوبي ظهراً» – المرور حول متابعة الحوادث الى شركة «نجم»، والمخالفات لنظام «ساهر» الذي تديره شركات لم يعلن عن حصتها من المخالفات أو أسلوب إدارتها، فماذا بقي للشباب؟!
أنا مع النظام قلباً وقالباً، كتبت هنا كثيراً عن الحالة المرورية مطالباً وملاحظاً، الا أن للنجاح في تحقيق الأهداف شروطاً منها صحة الاستعداد بما لا يظلم طرف، لا يعقل كل هذا النقص في اللوحات الإرشادية، أيضاً من المهم وضوح الرؤية في كل تفاصيل النظام للسائقين، ولا أنسى التأخر في مسألة تحديث البيانات، مثلاً أرسلت قبل أسابيع رسالة عن طريق stc ولم يصل الرد حتى الآن، لي في ذمة إدارتها 2,5 ريال – على الأقل – احتسبتها ضمن ديون يوم الحشر.