أبرمت واستأثرت

تشارك صحف في التضليل. لأكون أكثر موضوعية بعض الصحافيين تنشر لهم صحفهم أخباراً غير دقيقة، المسؤولية هنا مشتركة، شركة سعودية مطروحة للاكتتاب نُشر خبر عن إبرامها عقوداً بأكثر من بليون ريال، في حين أنها تنوي أو تعتزم أن تخطط لذلك خلال السنة الحالية أو السنوات المقبلة، أمر لم يتم ولم ينفذ، وربما لا ينفذ! من يعلم الغيب والمتغيرات؟ فلماذا يصبح تاماً منجزاً في عنوان الخبر. ان الحاجة إلى عنوان مختصر في الخبر الصحافي لا تجيز أو تسمح بخلل في المضمون، ليس لهذا اسم سوى العجز الصحافي، أو السلق الصحافي… إذا أحسنا النية، إذا لم نحسنها وبقينا في منطقة وسط حيطة وحذر لا يلام المرء عندما تحيط برأسه سحب الشكوك، بخاصة مع إشاعات عن «نوعية» الفساد في الوسط الإعلامي.
ويلاحظ المراقب ان الشركات الجديدة تولد من رحم ادارات شركات قديمة، بمعنى أن العقول نفسها أو الوجوه التي تقود الشركات المساهمة وتنعم بخيراتها «الإدارية» هي نفسها تطل من طاقة او شباك مجلس ادارة جديد، وهو امر عجيب، يطابق ما ذكره الأمير عمرو الفيصل في لقاء له مع جريدة المدينة نشر الاسبوع الماضي، بخاصة في جزئية حديث الأمير عن ضيق الرقعة الاقتصادية في بلادنا.
الأسماء نفسها تشكّل مجالس إدارات لشركات مساهمة جديدة او تعين فيها بعض أبنائها البررة، أليس استئثاراً واحتكاراً… توجه واحد يتوالد ويستمر في تولي شؤون الشركات المساهمة… أو العامة.
***
تنامي الاهتمام بالصحافة الاقتصادية، وتزايد عدد صفحاتها لم يرفع من مستوى مهنيتها بل إنها أصبحت للخدمات العلاقاتية أقرب، تخيل قضية مثل قضية مجموعة القصيبي مع رجل الأعمال معن الصانع، تنشر تطوراتها معظم وسائل إعلام الخارج، حتى إن الكونغرس الأميركي صار طرفاً، إلا أن وسائل إعلامنا لا تبحث في هذا الموضوع، على رغم قرب «بعض» المحسوبين على الإعلام الاقتصادي من طرفي القضية، فهل «تعارض المصالح» هو السبب يا ترى؟!
***
سوق الاسهم السعودية في وضع مزمن لا يحسد -المتداول الصغير- عليه، مع هذا، المكتتبون لا ينسون حلماً حققه الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما قلب، باقتدار، معادلة طرح الاكتتابات. أمر الملك -حفظه الله- بإنشاء بنك الإنماء وطرح 70 في المئة من رأسماله للاكتتاب العام، بعد طول انتظار تأسيس، أطفأ البنك شمعته الأولى قبل فترة، فما هي حاله وأحواله الإدارية، هل هو في طريق تحقيق حلم الملك عبدالله لمشاركة القطاع العريض من أبناء الشعب في القطاع المصرفي؟ هل تلك الأموال تدار باقتدار وأمان؟ أسئلة تطرح لم أجد تناولاً لها في الصفحات الاقتصادية، أما ما يتداول في الكواليس فهو كثير، أقله تشبع البنك بالموظفين حتى أصبح عددهم أكثر من موظفي بنوك لها عقود تعمل في السوق، لاينسى ان وزارة المالية هي صاحبة البصمة الإدارية للبنك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على أبرمت واستأثرت

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تشارك صحف في التضليل. لأكون أكثر موضوعية بعض الصحافيين تنشر لهم صحفهم أخباراً غير دقيقة،
    بخاصة مع إشاعات عن «نوعية» الفساد في الوسط الإعلامي.
    ——————————————————————————————————-…..
    اشهد بالله العلي العظيم انه ليست اشاعات يابو احمد.. وانتم ياسيدي سيد العارفين قاتلهم الله
    انى يوفكون .. رئيس مؤسسة طوافة يقول عنه احد الكتاب اذا جاء ذكر الوطن تراه في اول الصفوف
    وهذا رابط المقالة اقراء يابو احمد :
    http://www.alnadwah.com.sa/index.cfm?method=home.regcon&contentID=2008090820681&display=1
    استودعك الله بس يابو احمد .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    مشكلة البنوك التي طرحت للمساهمة وكذا الشركات المساهمة
    المشكلة الرئيسة هي : مصروفات ادارية مبــــــــــــــــــــــــــــالغ فيها
    كم مرتب المدراء التنفيذيين
    أيعقل ان يكون واحد راتبه 450 الف في الشهر ( اللهم لا حسد )
    ولكن مقابل ماذا ؟!
    اذا كان الوزراء مرتباتهم بحدود 50 الف ريال مع انها من الحكومة !!

    وبعد هذا تسأل عن نجاحات مصارف ؟!

التعليقات مغلقة.