اسألوا السرير

كلما زاد التراجع في خدمات عامة تساءل الناس هل المسؤولون عنها يعيشون بيننا؟ هاجس مسيطر ألمسه في رسائل قراء، صادف تبلور الهاجس مثل «عاصوف». نشرت – «الحياة» – خبراً عجيباً، فكأن «شن» وافق «طبقة» في شارع مسدود.
جهات حكومية سعودية (الداخلية، والخارجية، والمال، والثقافة والإعلام، والصحة) تشكلت منها لجنة أوصت بمنع سفر المواطنين للعلاج – على حساب الحكومة طبعاً – مع مطالبة بالتعريف الإعلامي والتخطيط لإعداد برامج تبرز المستوى المتقدم للخدمات الصحية ومراكزها في السعودية، انتهى.
يطل السؤال برأسه، هل إخوتنا أعضاء اللجنة الكرام يعيشون بيننا؟ كأن الأطباء والممرضات في بلادنا «خالين شغل»، إنهم ينتظرون المريض «القاطع» حاملين الورود على أبواب المراكز والمستشفيات، «لله يا محسنين مريض أو مريضة»، وموظفة الاستقبال أمام الباب تقف تحت أشعة الشمس تسأل الماشي، «ما توجس شي؟»… «لاااه.. شكلك مو عاجبني»، كأن الإعلان الصحي للمستشفى الحكومي يقول «احجز سريراً واحصل على اثنين للمرافقين مع وجبة الغداء… يتوافر لدينا مباريات كأس العالم»، أما الإعلان الصحي في القطاع الخاص فيقول بخط كبير «خليها علينا»، وصاحب المستشفى الضخم يؤكد بالفعل لا بالقول، «خير الناس أنفعهم للناس».
ربما لا يعلم الإخوة الكرام أعضاء اللجنة عن نقص الأدوية وطول مدد المواعيد، حتى إن مواطناً اشتكى انتظار زوجته ثماني سنوات لموعد طبي، وآخر اتصل عليه لنقل زوجته للعلاج بعد أشهر من وفاتها، وثالث – أعرف أخاه – ينهش المرض الخبيث جسده، يحاول منذ سنوات مع اللجنة المحترمة المتحصنة في وزارة الصحة للعلاج في الخارج بعد فشل علاج الداخل… ممسكاً بيده أمراً صريحاً لم ينفذ.
لماذا لم يذهب الإخوة الكرام إلى المستشفيات الحكومية ليشاهدوا الواقع؟ أو لأي موقع استقبال حالات طارئة ترفض تنفيذ تصريحات صحافية لوزير الصحة. بل لماذا لم يستجوبوا السرير أو كرت المواعيد. الجمادات لا تكذب ولا تتجمل.
نعم هناك طفرة «فندقية» في القطاع الطبي الخاص لكنه مصاب بسعار فتاك إذا لم يصب جيبك أصاب حياتك، سعار حول المصاب به إلى «نهاش» – فتى الجبال والبراري – لهذا تكاثرت أخبار النهش الطبي، ألا يكفي توظيف أطباء من دون رخص وغرف جراحات من دون أجهزة، وأخطاء طبية حققت وفيات وأخطاء تشخيص لا تحصى، لا يمكن إقناع الناس أن الهرم مربع فقط لأن قاعدته مربعة الشكل.
الحقيقة أنّني لا أعرف سبب تشكيل اللجنة، لكن التوصيات بالتعريف الإعلامي للخدمات المتقدمة تطرح السؤال هل الإخوة الكرام أعضاؤها لا يعيشون بيننا، أم أنهم يعيشون بيننا ولكن بصفة خاصة أو موقتة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على اسألوا السرير

  1. sameera كتب:

    ياعزيزي اللجنة تعالج كل اقاربها ومعارفها خارج المملكة .
    ذهبت مع اختي لأخذ موعد لعمل تصوير في مستشفى الحرس وذلك لشك الطبيب في اصابتها بورم في الدماغ فحدد لها موعد للتصوير بعد ثلاث شهور وعندما اعترضت على بعد الموعد اجابني الطبيب هل تريدينني ان الغي موعد الاخرين من اجل اختك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. علي العمري كتب:

    القطيف – صحيفة المرصد : رفضت خمس مستشفيات حكومية في المنطقة الشرقية والرياض، استقبال طفل (6 أشهر) يعاني من صعوبة في التنفس، ورخاوة في العضلات بحجة عدم توافر «سرير»، ما أدى لتدهور حالته الصحية يوما بعد الآخر. وتحدثت والدة الطفل، التي طالبت بنقله من مستشفى القطيف المركزي، لعدم توافر الإمكانات فيه، متحدثة عن فصول المعاناة، «منذ اليوم الأول لولادة الطفل الذي ولد بعد 36 أسبوعاً من الحمل، وهو يعاني من صعوبة في التنفس، ورخاوة في العضلات، وفي حاجة إلى البقاء داخل الحضانة»، مضيفة: إن «التقرير الطبي الصادر من مستشفى القطيف المركزي أوصى بضرورة نقله إلى مستشفى مُتخصص، بسبب عدم توافر الإمكانات في المستشفى». وأوضحت الأم ،أن «الطبيب قام بإجراء تحاليل كروسومات، لمعرفة السبب وراء اعتلال صحة ابني، إلا أن النتائج جاءت سليمة، وقال الطبيب المعالج :إن الطفل يحتاج إلى اختصاصي، وبدأت عملية البحث عن مستشفى آخر قادر على علاج الطفل»، مبينة ،أن «المستشفى أعد تقريراً، وأرسله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، إلا أنه رفض استقبال الطفل، وذكر التقرير أن المستشفى يقدم العلاج للطفل، ما جعل «التخصصي» يُحجم عن استقبال ابني، تحت ذريعة أنهم سيقدمون العلاج ذاته، كما رفضت مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، استقبال الطفل». وتابعت الأم «كما رفض مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر استقباله، متعذراً بعدم وجود سرير»، مؤكدة أن والد الطفل «على استعداد لتوفير الحاضنة حتى يتم تقديم العلاج اللازم للمولود. وأوضحت ،أن «الطفل ما زال يتلقى نفس العلاج منذ 6 أشهر، ولا جديد في طريقة علاجه، لافتة إلى أنه «في حاجة إلى علاج طبيعي خاص بالأطفال، للتدريب على النطق والسمع، وهذا غير متوفر في المستشفى، بالإضافة إلى انه يحتاج إلى عناية خاصة ورعاية مستمرة من قبل الممرضات وقسم العناية المركزة في مستشفى القطيف المركزي، الذي لا يوجد به كادر يكفي لتلبية هذه الاحتياجات، حيث إن الممرضة الواحدة مسئولة عن 12 طفلاً، في القسم، وأحيانا لا يتوفر ممرضة للطفل، بسبب ضغط العمل، وقلة عدد الممرضات، حيث إنهن يبذلن مجهودا فوق طاقتهن، وتكون بذلك معرضة للخطأ والعناية غير الكافية فهي إنسانة لها طاقتها».

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    مالنا الا النون وبالثلاثة .. نستنكر .. نشجب .. ندين .
    اهم شئ يخلوا لنا اطباءنا الشعبيين واصحاب الرقية الشرعية يروح الواحد يقراء عليه
    من ايات القران الكريم وببركة القران ان شاء الله الامور تتيسر .
    ولو انه هذولا صاروا كمان بالحجز لكن يوم يومين ماهو بالسنيين .. واحنا في الاصل
    عالم مانفهم احنا تخصصنا فصل .. بس كله واحد وتخصصه بس مايعجبنا التنظيم
    يعني .. وكبر المخدة ونام واتهدى . والسلام ختام

التعليقات مغلقة.